جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
|
عن الإمام علي (عليه السلام): (أصل العفاف القناعة وثمرتها قلة الأحزان). حينما يكون الأصل الأولي في الإنسان هو فطره على الطبيعة الخيرة فلا عجب أن يسعده سماع مناصرة للفطرة إلا في حالات شاذة عندما تمرض الفطرة عند البعض ويطبع على الشر والرذائل. والذي يسر الخاطر ما نقله تقرير عن ازدياد أنصار الفضيلة في الدول الغربية رغم كل ما يبدو من تفسخ وانحلال يضرب أطنابه في أنحاء مختلفة منه، ففي مقابل المثليين الذين يزوجون رجلاً برجل وامرأة بامرأة، وفي مواجهة ملايين النساء والرجال الذين يعيشون تحت سقف واحد وينجبون بلا رابط للزوجية، هناك دعوات متزايدة للعفة، وهناك مراهقات يحتفظن بعذريتهن إلى يوم الزواج. ونحن من باب الرضى بفعل الاعفاء من الناس، حتى نكون من الداخلين فيه معهم نؤيد ونبارك لهم هذه الشجاعة المثالية، والعفة رأس كل خير، وأفضل شيمة وأهل العفاف أشرف الأشراف. فلا ينبغي الاستيحاش من الحق لقلة ناصريه، لأن طريق الحق طريق النجاة والسلامة فالعفة تأتي من القناعة كما يقول الإمام (عليه السلام) والقناعة ثروة ثمينة بل أغلى رصيد يملكه الإنسان لمواجهة مشاكله في الحياة وليعيش حياة سعيدة بلا شقاء، إذ نتيجة القناعة والعفة قلة الأحزان ولا يخفى هذه النتيجة على أحد من الراحة النفسية والمناعة ضد الأمراض والرضى بالحالة التي هو عليها والتفكير في التطوير. والظاهرة هذه في الغرب استلفتت انتباه الباحثين فأجروا حولها دراسة أمريكية كندية مشتركة ويقول أحد المشاركين في الدراسة: من اللافت أن نرى في مجتمعاتنا اليوم مراهقين ومراهقات يتمسكون بالعفة ويعتبرون الحديث عن الجنس أمراً معيباً وتحمر وجناتهن لسماعه، ويؤكدن أنهن لم يلهثوا وراء الجنس في الشوارع أو في زاويا المدارس، أو في الحانات إن ما يثير الاعتزاز أنهن يستعملن عبارات وألفاظاً تدل على الحشمة. وفي الولايات المتحدة الأمريكية أصدر مركز المراقبة الطبية للأمراض الزهرية تقريراً أشار فيه إلى أن (50%) من البنات اللائي أنهين دراستهن الثانوية في العام الماضي ما زلن أبكاراً مقابل (36%) في الأعوام الخمسة الماضية. واقعاً إن الإنسان لو فكر قليلاً لعاد إلى فطرته العفيفة بعيداً عن المشاكل والأمراض ولا تخلو البشرية من الناس الطيبين الذين يحبون العيش بعفة وفضيلة وأخلاق ولا بد لأهل الفضيلة في كل مكان أن يعملوا الخير وينشروا الفضيلة ليأمنوا أنفسهم من جيرة الرذائل ومحيط الفساد، فعن الإمام علي (عليه السلام) (افعلوا الخير ولا تحقروا منه شيئاً، فإن صغيره كبير، وقليله كثير، ولا يقولن أحدكم (إن أحداً أولى بفعل الخير مني) فيكون والله كذلك، إن للخير والشر أهلاً، فما تركتموه منهما كفاكموه أهله). إذن لا ينبغي ترك الخير لقلته وقلة ناصريه ولا نفوت فرص المنفعة فيه لأجيالنا اللاحقة، فعلى أهل الفضائل مناصرة بعضهم البعض في كل مكان، وإن لنشر الخير والدعاية له والتذكير بفوائده تشجيع كبير لكسب النصرة واستمالة القلوب. وفي مجتمعاتنا الإسلامية ما أجمل أن يقوم كل واحد بواجبه تجاه دينه وأمته وأهله وأولاده وإنقاذهم من الهلاك والوبال ومن الغرق في الرذائل. والمحافظة على الأسر الشريفة ونصرتهم والوقوف معه فإنهم نواة المجتمع الفاضل وصلاح الأمة، وتطور الأمة ورفعتها رهن ببقائهم وسيادتهم. وحبذا تشكيل لجان ومؤسسات وإعلام ودراسات لنشر الفضائل ومكارم الأخلاق والاستشارات النفسية والخلقية كتلك المؤسسات في الدول الغربية التي انشئت حديثاً للدعوة الى العفة والعفاف وإحداها تسمى (عفة كيبك) ويقول صاحبها أنها ترمي إلى إزالة الأوهام العالقة في أذهان الكثرة الساحقة من المراهقين الذين يعتقدون أن العفة مرادفة للتقاليد البالية وتعاليم الكنيسة الجامدة، وأن العذرية دعوة إلى الوراء ومثار للسخرية والاستهزاء. والدين الإسلامي الصحيح لو نشر بشكل صحيح وطريقة علمية متطورة لاستفاد البشر كلهم منه، ولعاشوا بسعادة |
ساحة النقاش