محسن محمد |
أمامنا فرصة نادرة لمعرفة أحوال وقوة العالم العربي والاسلامي. وسنختصر المقارنة في الفترة بين نوفمبر الماضي وفبراير الحالي. في أوائل نوفمبر نشرت صحيفة "ايلاندز بوستن" الدانماركية 12 رسما للرسول محمد عليه الصلاة والسلام كلها إساءة للنبي. وشرح رئيس التحرير السبب في نشر هذه الرسوم. قال كارسين جوستي ان مؤلفا لكتب الأطفال أراد أن يزين كتابا له عن الرسول ببعض الرسوم ولكن كل من اتصل بهم من رسامي الكاريكاتير امتنعوا خائفين من رد فعل المسلمين. وعلي الفور أعلن رئيس التحرير عن مسابقة للرسامين فتلقت الصحف رسوما كثيرة نشرت 12 منها. في احداها يظهر محمد علي الصلاة والسلام كإرهابي يلوح بسيفه بطريقة تدل علي براعته في القتال ومعه سيدات يرتدين البراقع. وفي صورة أخري فوق رأسه قنبلة علي هيئة عمامة. وفي صورة ثالثة يبدو النبي وكأنه تلميذ يقف أمام سبورة. وهكذا باقي الصور. الدانمارك سكانها خمسة ملايين و300 ألف نسمة ومسلموها 200 ألف واليهود 6 آلاف. توجهت السيدة مني عمر سفيرة مصر في الدانمارك وهي سفيرة قديرة ناجحة إلي وزارةالخارجية الدانماركية ثم إلي رئاسة الوزارة تحتج باسم السيد أحمد ابو الغيط وزير خارجية مصر علي نشر هذه الصور التي تسيء للإسلام. وتوجه بعد ذلك 11 سفيرا مسلما ومعهم السفيرة المصرية إلي اندرز تونج راموسين رئيس الوزراء يحتجون. كان رد رئيس الوزراء غاية في الغرابة ومستفزاً للغاية. قال: - ما فعلته الصحيفة يعتبر إثارة لمشاعر المسلمين. ولكنه قال: - احترام الاديان لا يؤدي إلي منع أو حجب النقد والفكاهة والسخرية في صحافة الدانمارك. ولم يعتذر رئيس الوزراء. ورئيس تحريرالصحيفة أيضا قال: - انهم يحلمون بأن انطق بكلمة الاعتذار أو الأسف. كان هذا في نوفمبر الماضي رغم مظاهرات المسلمين في الدانمارك. الآن اعتذر رئيس الوزراء واعتذر رئيس التحرير والسبب مقاطعة البضائع الدانماركية وسحب السفراء المسلمين من الدانمارك وهو ما قالته قبل ذلك السفيرة مني عمر لرئيس وزراء الدانماركي. فالموقف الإسلامي والعربي الموحد وقرارات مقاطعة الدانمارك جعلت موقف الدانمارك يتغير. |
نشرت فى 4 فبراير 2006
بواسطة nsma
عدد زيارات الموقع
235,750
ساحة النقاش