"أرجوك لا تقبلني" عبارة وضعها احد كبار المسئولين في مكتبه بجوار لافتة أخرى تقول 'ممنوع التدخين' وسألته ايه الحكاية؟
قال هذه الأيام كلما زرت عائلة وجدت بين افرادها ثلاثة أو أربعة لديهم مرض الانفلونزا.. وامراض اخرى، والفضل في هذا الانتشار السريع للعادة السخيفة وهي التحية بالقبلات تعبيرا عن المحبة الزائدة والشوق اللي مقطع بعضه
انها حقا القبلة المدمرة للجهاز التنفسي والعظام والأمر الغريب إذا قلت للآخر معذرة لن استطيع تقبيلك، تفاجأ بقوله وماله.. 'كلنا عيانين'.. طب ليه يا عم؟
ودار حوار حول هذه العادة السخيفة بين الرجلين أو السيدتين وهو ما لا يحدث إلا في المنطقة العربية.. فهناك من يتصافح بضربتين علي الكتفين، ومن يتصافح بقوة حتي تسمع صوت ارتطام الاكف عن بعد، 'دليل قوة المحبة'، وهناك من يطبع قبلتين علي الخد الايسر ثم يتوقف وبعد ذلك ينفحك قبلتين علي الخد الأيمن، واحيانا تصطدم الانوف وتسيل الدماء إذا كان احدهما اقصر أو انفه اطول.. وقد تختلف التحية بين شخصين إذا كان هناك فارق في المكانة الاجتماعية أو السياسية أو العمرية، وفي هذه الحالة تكون التحية باليد ووضع قبلة من فم الادني في المكانة علي الكتف الايمن للطرف الآخر!!
عادات تحتاج إلى إعادة نظر واعلاء المنطق والعلم وتجنيب العاطفة المدمرة.. ان لدينا في المنطقة العربية وأوروبا نماذج محترمة، تقتصر التحية فيها على السلام بالايدي الممدودة حتى لا يفكر الطرف الآخر في الاقدام على نقل ميكروباته وامراضه.. واحيانا نشاهد الاجانب وهم يرفعون القبعات فوق الرأس بضعة سنتيمترات، ويرد عليه الآخر بنفس التحية.
نصيحة اخيرة.. توقفوا عن عادة التقبيل في الافراح والاحزان والتعبير عن الاشواق حماية لانفسكم ولعائلاتكم، واطفالكم الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة.. لا تطبقوا ما قاله بيرم التونسي ورددته ام كلثوم القبلة ان كانت للملهوف اللي على خده الورد يطوف، ياخدها بدال الواحدة ألوف ولا يخشى للناس ملام!! وعبدالوهاب اللي قال بلاش تبوسني في عيني.