من المتوقع أن يتلقى رجل اسمه غريغ في الخامس والعشرين من نيسان (إبريل) عام 2009 رسالة إلكترونية تذكره بأنه أفضل صديق وأسوأ عدو، وأنه في إحدى المرات التقى امرأة تدعى ميشيل، وأنه يخطط لأن يدرس علوم الكومبيوتر.
والأهم من ذلك، أن الرسالة الإلكترونية تسأله «هل مازلت ترتــدي ملابـــس ســـوداً؟»
أما مرسل الرسالة الإلكترونية فهو غريغ نفسه، ولكن من خلال موقع على الإنترنت يدعى «أنا في المستقبل» أو «فيوتشر مي دوت أورغ»، وهو واحد من مجموعة من المواقع التي تتيح للعملاء إرسال رسائل لأنفسهم في المستقبل، على غرار ما عرف في وقت سابق بـ»كبسولة المستقبل» أو «كبسولة الزمن»، وفق ما جاء في موقع «سي أن أن» الالكتروني.
والقصد من فكرة «كبسولة الزمن» أن يضع شخص لنفسه رسائل وأغراض أخرى في كبسولة يدفنها في مكان ما ويعود إليها بعد نحو ربع قرن ليفتحها ويعرف فحواها ومحتوياتها، أو خططه لنفسه في الماضي، وما إذا تحقق له ما أراد لنفسه.
وقال مدير معهد المستقبل، بول سافو إن «رسائل المستقبل هي حلم راود الكثيرين منذ بعض الوقت، وهي من ناحية ما عبارة عن تأكيد على التفاؤل.»
وولدت فكرة «فيوتشر مي دوت أورغ» لدى مات سلاي (29 عاماً) قبل نحو أربع سنوات، وذلك بعد أن تذكر أنه طلب منه أثناء دراسته أن يكتب رسائل لنفسه، وتعاون سلاي مع غاي باتريكيوس (31 عاماً) بشأن هذا المشروع، الذي يتخذ من سان فرانسيسكو مقراً له.
ويتيح الموقع للعملاء إرسال رسائل إلكترونية لأنفسهم على أن تصلهم بعد 30 سنة، غير أن معظم المشاركين في الموقع من العملاء يرسلون رسائل لا تتجاوز فترة تلقيهم لها السنوات الثلاث.
وقال سلاي «إن ما نريده منهم هو أن يفكروا في مستقبلهم وبالأهداف والآمال التي يرغبون في تحقيقها، وكذلك في مخاوفهم، ونحن نحاول أن نسهل لهم بعض الوسائل لتلك الغاية.»
وأوضح أن معــظم الرسائل التي تم أرسلت إنما تضمنت أمرين هما، إبلاغ الشخص المستقبلي عما فعـــله في ماضـــيه، وسؤاله عما إذا حــقق طموحاته في المستقبل.
وأخيراً تم إطلاق موقع جديد على الإنترنت يدعى «فوربس دوت كوم» وعرض ما يدعى بـ«كبسولة زمن إلكترونية»، وفي غضون ستة أسابيع أرسل نحو 140 ألف شخص رسائل إلكـــترونية لأنفسهم ليســتلموها بعد 20 عامـــاً، فيما طلب البعض الآخــر منــهم اســـتلامـــها قبل ذلك الموعد.
ساحة النقاش