سارة إبراهيم العريني

تواجه مؤسسات التعليم العالي اليوم مطالب عدّة فرضتها عليها التطورات العلمية والتكنولوجية المتلاحقة، وأصبح على هذه المؤسسات -على الرغم من قلة الإمكانات والموارد المتاحة لها - أن تواجه الإقبال المتزايد على التعليم العالي والارتقاء بمستوى كفاءته وفعاليته وجودته ليتماشى مع متطلبات العصر، ويفي باحتياجات سوق العمل ويفعّل خطط التنمية؛ وذلك من خلال تطوير الكوادر البشرية. ولهذا يجب ألا يكون نظام التعليم الجامعي مقتصرًا على نمط التدريس التقليدي داخل قاعات الدراسة، بل لابد من توظيف التطورات الحديثة في تكنولوجيا الاتصالات واستخدامها لتوفير نمط من التعليم تصل مواده ومناهجه لطلبة الجامعة في أي وقت وفي أي مكان، وإخلاء مقاعدهم بالتدريج لطلبة جدد مما يزيد القدرة الاستيعابية للجامعات ويمكنها من منح القدرات والمهارات والمعارف الضرورية واللازمة لنجاح الأفراد في الحياة الاجتماعية والوظيفية في عصر ثورة المعارف.
ومن أجل تحقيق ومواجهة هذه المطالب والاحتياجات التعليمية، كان لابد من إحداث تغيرات جذرية في نظام التعليم وإيجاد نمط تعليمي يتسم بالمرونة والكفاءة والفاعلية؛ وذلك من خلال الدمج بين نمط التعليم التقليدي والتعليم الإلكتروني.
يسعى هذا البحث لتقديم نموذج للتعليم الجامعي يوظف تقنيات الحاسب الآلي والاتصالات ويمكّن من التفاعل بشكل إيجابي في ظل متطلبات الانفجار المعرفي؛ وذلك من خلال الدمج التدريجي لنظام التعليم الإلكتروني مع النظام التقليدي بالجامعات وفق آلية تضمن الانسيابية والتدرج في هذه العملية. ويسعى البحث (أيضًا) إلى شرح آلية الدمج وكذلك إيضاح نقاط القوة في هذا النموذج, حيث إن إعادة هيكلة نظام التعليم بات حاجة تفرضها متطلبات عصر ثورة المعلومات من حيث منح الجميع فرصة التعليم الجامعي، وتنمية قدرات التفكير العليا ومنح المهارات التكنولوجية المتطورة والقدرة على التعلم الذاتي لجيل المستقبل. ومن أجل تحقيق ومواجهة مثل هذه المطالب والاحتياجات التعليمية لابد من إيجاد نمط تعليمي يتسم بالمرونة والكفاءة والفاعلية ألا وهو الدمج بين التعليم عن بعد (التعليم الإلكتروني) والتعليم التقليدي ليوجد نمطًا تعليميًا جامعيًا جديدًا يغطي احتياجات عصر تكنولوجيا المعلومات.
متطلبات تنفيذ الدمج
قد يعتقد بعضهم أن تكلفة التعلم الإلكتروني عبارة عن تكلفة الحاسبات وبعض البرمجيات المطلوبة وخدمة الإنترنت يضاف إليها تكلفة إنتاج المادة العلمية إلكترونيًا، ولكن التكلفة الفعلية للتعلم الإلكتروني تتمثل في تطوير البرامج الدراسية بوساطة فرق عمل متخصصة، وكذلك تدريب المعلمين على التعامل مع هذه التقنيات وعلى كيفية التدريس عن بعد والتفاعل في البيئة التعليمية إلكترونيًا. وكذلك يتطلب التعليم الإلكتروني دعمًا للعملية من مشرفين ومساعدين؛ وذلك لتوفير بيئة متفاعلة بين المعلمين والمساعدين من جهة والمتعلمين من جهة أخرى.
الفصل الافتراضي
هو فصل بكل المكونات والعناصر المتعارف عليها، ففيه معلم وطلاب ومادة تعليمية ووسائل إيضاح وامتحانات وتقييم وتكلفة مالية وأنظمة ولوائح تحكم العملية التعليمية، قد لا يوجد فيه مكان واقعي، فهو عبارة عن موقع على الشبكة الدولية (الإنترنت) أو الشبكة المحلية (الإنترانت), ويحتوي على صفحات من المعلومات وتوجد على تلك الصفحات العناصر التعليمية التي سبق ذكرها وترتبط جميعها من خلال الشبكة، وترتبط أيضًا من خلال الشبكة بجميع المواقع الأخرى, والتي تحتوي بطبيعة الحال على فصول أخرى تخيلية أو أخرى حقيقية مرتبطة بالشبكة، بها أرقام ضخمة من الطلاب، ويتميز الفصل التخيلي بمميزات كثيرة نذكر منها:
- توفر مزيد من القاعات الدراسية للطلبة المستجدين.
- توفر الكثير من الأنماط التعليمية .
- توفر العدد الهائل من مصادر المعلومات.
- التركيز على تنمية مهارات التفكير العليا.
- توليد القدرة على البحث والاستقصاء للمعلومات لدى الطلاب.
- القدرة على التركيز مع المعلم دون الشعور بوجود الطلاب الآخرين (إلا إذا أراد ذلك).
- الحرية الكاملة في اختيار وقت الدراسة ومكانها مما يتيح للطالب القدرة على الاستيعاب الأكبر.
- القدرة على التواصل مع أساتذة المقررات والزملاء في أي وقت ومن أي مكان.
- الاستفادة من مستجدات التكنولوجيا والاتصالات وتوظيفها لخدمة العملية التعليمية.
- توفير الوقت والمجهود في حضور المحاضرات بالحرم الجامعي.
وتتكون الفصول الإلكترونية بالنموذج المقترح من:
هيئة التدريس
يتشكل فريق العمل الذي يشرف على تدريس المقرر بنظام الدمج من:
- أعضاء هيئة تدريس (حملة الدكتوراة).
- محاضرين (حملة الماجستير).
- معيدين (حملة البكالوريوس).
يقسم عدد الطلبة في شعب دراسية لكل مقرر دراسي لتحوي من 25 إلى 30 طالبًا، وتقسم تلك الشعب على عدد المحاضرين بواقع 5 إلى 7 شعب دراسية، ويقسم عدد المحاضرين ليكونوا تحت إشراف أساتذة المقرر.
يتولى أساتذة المقرر مسؤوليات تنظيمية لشعب المقرر وإشراف ومتابعة وتدقيق جودة التعليم من حيث تصحيح الواجبات والاختبارات الفصلية مدعمة بالتغذية الراجعة (Feed Back)، وكذلك عملية التفاعل والتواصل مع الطلبة عبر الوسائط المختلفة للتعليم الإلكتروني. كما يتولى أعضاء هيئة التدريس إعداد جميع الاختبارات الفصلية والنهائية.
يتولى المحاضرون (والمعيدون) الإشراف التام على التعليم الذاتي المدعم بتواصل عبر قنوات التعليم الإلكتروني في أنماط عدة:
- اللقاء الأول مع الطلبة لشرح طبيعة المقرر، أهميته، أهدافه، خطة الدراسة الأسبوعية، الواجبات، الاختبارات، مواعيد اللقاءات النقاشية، آلية التواصل، ومواعيد الساعات المكتبية. وكذلك توزيع الطلبة في فرق عمل من أربعة أو ستة طلاب للمشاريع الجماعية.
- صياغة موضوع كل أسبوع على شكل مجموعة أسئلة نقاشية تثبت على صفحة المقرر بموقع الجامعة.
- يلتقي الطلبة إلكترونيًا في لقاء حواري متزامن لمدة ساعتين من كل أسبوع حسب جدول زمني موضح في خطة المقرر التي يزود بها الطلبة.
- يجيب على جميع الأسئلة والاستفسارات التي يرسلها الطلبة عن طريق البريد الإلكتروني.
- يحدد المشروعات الصغيرة والبحوث ويوزعها على المجموعات الطلابية بجميع الشعب.
- يقوم باستقبال الطلبة في ساعتين مكتبتين أسبوعيًا بالكلية لتقديم العون لمن يحتاج المساعدة.
- تصحيح الواجبات والبحوث والاختبارات الفصلية بشكل دقيق تبعًا لنماذج معدة من قبل أساتذة المقرر لضمان العدالة في التصحيح، كما يوضح كتابيًا الجواب الصحيح لكل إجابة غير صحيحة ويبين نقاط الضعف والقوة في كل إجابة.
التفاعل الدراسي
التفاعلات المنهجية تحث الطلاب على إثارة بعض التساؤلات والفرضيات وتدعوهم إلى المقارنة، والتحليل، وإصدار أحكام حول المناقشات المطروحة، وفحص الفرضيات، والبحث في المراجع والتأكد من الشواهد ودقتها، واختيار الأسباب المناسبة والمؤيدة لحل المشكلة.
والتعليم الإلكتروني يملك الآلية لصنع بيئة تعليمية جيدة يتم من خلالها التفاعل فيما بين الطلبة بقدر تفاعلهم مع أستاذ المقرر للتعرف على المعلومات والوقوف على وجهات النظر المتباينة، والبحث عن المبررات الأساسية، والتعرف على الخيارات المختلفة والحلول الممكنة.
ويتعلم الطالب من خلال التفاعل الصفي المنظم أن يحلل ويدقق ويقارن مما يعطي المعلومات التي اكتسبها من مصادرها المختلفة معاني جديدة أكثر عمقًا. وتشجع هذه التفاعلات الأكاديمية على ألا يقتصر الطالب على حفظ وتذكر المفاهيم والمعاني التي تمثل فكر ورأي كاتب الكتاب. حيث إن بناء عملية التدريس حول الأسئلة المثيرة يتيح الفرصة للطالب لفحص عدد من المواضيع بعمق، والتفاعل المستمر مع محتوى ومجالات حقيقية، وتفاعل ذهني فعال مع المادة الدراسية؛ مما يساعد على تطوير مستويات التفكير العليا.
الاختبارات
حسب المتطلبات المختلفة للمقررات الدراسية، يقوم الكادر التدريسي بعمل اختبارات فصلية وتكون بأنماط مختلفة منها:
- اختبارات في الحرم الجامعي مثل اختبارات تحديد المستوى أو الاختبارات النهائية حيث يمكن تنظيمها للأعداد الضخمة من الطلبة خلال أيام الخميس أو الفترات المسائية.
- اختبارات فصلية على الإنترنت تكون مؤقتة إلكترونيًا بشكل يفرض الجواب السريع الفوري.
أعمال الفصل
تشكل الأعمال الفصلية 50% من الدرجة النهائية لكل مقرر دراسي وتكون بأنماط مختلفة منها:
- الواجبات ذات الأسئلة المرتبطة المتعلقة بمحتوى المقرر.
- المشروعات الفردية أو الجماعية. (كل طالب ينتمي لمجموعة دراسية من أربعة إلى ستة طلبة)
- البحوث على أنها أوراق عمل بشكل فردي أو على مستوى مجموعات العمل الطلابية.
- النقاشات الأسبوعية على شكل أسئلة مفتوحة، فرضيات، مشكلات، تطرح للنقاش وتعزيز الإجابة أو الرأي بالبراهين.
الخدمات المساندة
هذا النمط التعليمي يستلزم وجود خدمات مساندة لمساعدة الطلبة في مواجهة أي صعوبة وخاصة في بدايات البرنامج. وهناك أنماط عدة من الخدمات المساندة منها:
- الإرشاد الأكاديمي: يتمثل في الساعات المكتبية الأسبوعية لأعضاء هيئة التدريس والموضحة في الخطط الدراسية للمقررات، وكذلك الإرشاد الأكاديمي على الصفحة الإلكترونية للمقرر، كما أن تحديد مرشد أكاديمي لكل طالب فور التحاقه بالبرنامج وإتاحة فرص اللقاء والتشاور معه وجهًا لوجه، وإلكترونيًا على مدار العام الدراسي يعد عنصرًا مهمًا، وأيضًا إضافة خدمة تلفونية للإجابة عن الأسئلة والاستفسارات العامة المتكررة.
- مراكز مصادر التعلم: وهي عبارة عن مكان بالكلية يحتوي على المواد التعليمية والمواد الخارجية المساندة بجميع أنماطها (مطبوعة، إلكترونية، صوتية، مرئية وحاسوبية)، وكذلك الكتب والمراجع ليصنع منها (بقدر الإمكان) بيئة تعليمية غنية بكل الاحتياجات الدراسية المعينة للطلبة، مقسمة إلى أقسام للدراسة الفردية والجماعية، وقسم للفيديو وآخر سمعي، كما يتوفر بها معمل حاسبات آلية مربوطة بشبكة الإنترنت وموصولة بخدمات قواعد البيانات.
- المكتبة الافتراضية: مكتبة على موقع الجامعة تحوي المواد الأكاديمية للمقررات الدراسية بمختلف أنماطها (إلكترونية، صوتية، مرئية، برمجية) وتكون مرتبطة بآليات البحث وبقواعد البيانات العالمية والمنتديات الطلابية.
متطلبات النجاح في المقرر
متطلبات النجاح في أي مقرر هي الحصول على علامة النجاح من واقع 50% للاختبار النهائي، و 50 % لأعمال الفصل، حيث يكون المجموع النهائي للعلامة 60% على أن الحد الأدنى كالآتي:
- النجاح في الاختبار النهائي.
- مجموع درجات أعمال الفصل الدراسي.
آلية التنفيذ لنموذج الدمج
- العام الدراسي الأول: (التعليم وجها لوجه 90% - التعليم الإلكتروني 10%)
يركز في العام الدراسي الأول على بناء القاعدة الأساسية لهذا النمط المتمثل في أربعة محاور:
- تغطية المتطلبات الجامعية العامة للعام الدراسي الأول.
- التعريف والتدريب على مهارات التعلم الذاتي، تدريس ما يجعل الطالب يفكر حول طرق تعلمه الخاصة وما يساعده على تنظيم كيفية دراسته للمقررات واستيعابه للمعارف وتوجهه لتنمية مهارات التفكير العليا.
- التدريب على مهارات الحاسب وتكنولوجيا الاتصالات المطلوبة وذلك من استخدام الحاسب والإنترنت بما فيها من بريد إلكتروني ومنتديات حوار وآليات بحث ومواقع تعليمية.
- التعريف والتدريب على مهارات التعليم الإلكتروني بشكل مبسط ومقترن بالتطبيق العملي المباشر، مزودًا بالأدلة التعريفية التي توضح خطوات العمل وتفعّلها بالتمارين.
وبذلك يتمكن الطالب من أخذ المادة التطبيقية للتعليم الإلكتروني في الفصل الدراسي الثاني، حيث يبدأ بالعمل من خلال معامل الجامعة تحت إشراف محاضري ومعيدي المقرر، وبمساعدة مختصي المعمل المدربين لهذه المهمة وبالتدريج حتى تتم العملية التعليمية للمقرر كاملة خارج أسوار الجامعة في آخر العام الدراسي.
- العام الثاني: (التعليم وجها لوجه 60% --- التعليم الإلكتروني 40%)
بنهاية العام الدراسي الأول يكون الطلبة قد تزودوا بأساسيات المهارات المطلوبة للتعليم الإلكتروني (قدرات التعلم الذاتي، مهارات استخدام الحاسب، مهارات استخدام آليات الإنترنت والاتصالات الإلكترونية، آلية الإشراف والمتابعة الأكاديمية). يبدأ العام الثاني بالتقاء أعضاء هيئة التدريس والطاقم التدريسي (محاضرون، معيدون، مختصو المعمل، مشرفون أكاديميون) الطلبة بوصفه لقاء أوليًا مباشرًا لكل مقرر دراسي، تُشرح من خلاله: خطة المقرر، الحقيبة الطلابية، المواد المساندة، الواجبات، الاختبارات، التعريف بأساتذة الشعب، تحديد الساعات المكتبية، وكذلك تقسيم الشعب لمجموعات أصغر للمشروعات الجماعية والمساندة الأكاديمية. وقد يتخلل العام الدراسي لقاء أو أكثر لكل شعبة حسب ما يحدده أساتذة المقرر بناء على حاجة الطلبة وطبيعة المقرر، كما يشرف أساتذة المقرر على سير الدراسة، وتقييم المستوى الدراسي للطلبة بشكل مستمر.
- العام الثالث: (التعليم وجهًا لوجه 40% - التعليم الإلكتروني 60%)
يكون الطلبة قد قطعوا نصف المرحلة الدراسية من برنامجهم الجامعي ومروا بتجربة نمط التعليم الإلكتروني وتهيأ للطلبة والأساتذة على حد سواء الاستفادة من إيجابيات التجربة، وتحديد السلبيات. وتم تطوير آليات لتتغلب على السلبيات التي واجهها الطلبة خلال دراستهم .
- العام الرابع: (التعليم وجهًا لوجه 10% - التعليم الإلكتروني 90%)
في العام الدراسي الأخير بات التعليم الإلكتروني النمط الدراسي الأساسي يضاف إليه نسبة 10% لقاءات صفية لأحد المقررات، يستفيد منها الطالب أيضًا في التواصل مع الأساتذة والمشرفين الأكاديميين ومراجعة خطة التخرج وزيارة المكتبة ومركز المصادر.

يوجد رسم بياني


الحقيبة الطلابية:
تتكون الحقيبة الطلابية من جميع المتطلبات الدراسية للمقرر والتي تبنى بنمط التعلم الذاتي، ويراعى فيها أيضًا فروق التعلم الفردية حيث تكون كمّا متكاملاً لا يحتاج معه الطالب إلى معلومات إضافية، ولذلك يراعى أن تحتوي الحقيبة الطلابية على الآتي:
- الكتاب الدراسي المقرر والمبني بنمط التعلم الذاتي.
- دليل الطالب للمقرر.
- خطة المقرر الأكاديمية للفصل الدراسي «Course «Calendar.
- نماذج الواجبات (المعلومات المطلوبة والشرح التوضيحي والنماذج الرسمية)
- المواد المساندة: مادة مطبوعة كالمقالات والأبواب المنتخبة من الكتب، مادة مسموعة على أشرطة كاسيت، مادة مصورة أو برامج علمية أو محاضرات أو حلقات نقاش مسجلة على أشرطة فيديو، برامج حاسوبية، أرشيف مضغوط على الأقراص الممغنطة (CD)، كما يحصل معلم المقرر على الحقيبة نفسها مضافًا إليها دليل المعلم.
إيجابيات الدمج
- يحقق مبدأ ديمقراطية التعليم، والتي تنطلق من ضرورة توفير فرص التعليم لكل راغب فيه بغض النظر عن الظروف الاقتصادية والاجتماعية والصحية والجغرافية. فالتعليم حق لكل إنسان.
- يضاعف من القدرة الاستيعابية للجامعات وذلك من خلال التفريغ التدريجي للقاعات الدراسية للطلبة المستجدين، ويمنح الفرصة للاستفادة المثلى من جميع مصادر الجامعة.
- يمكن المتعلم من التعلم بمفرده تعلمًا ذاتيًا؛ لأن الاعتماد التام على المعلم في التعلم يقلل من أهمية دور المتعلم في العملية التعليمية. وقد أثبتت الدراسات أن التعلم يتفوق على التعليم في أمور أساسية منها الدوام والاستمرارية، حيث إن ما يتعلمه الطالب من تلقاء نفسه أعمق وأبقى مما يتلقاه بتلقين من المعلم، إضافة إلى ملاءمته للظروف التي يتم من خلالها التعلم كون عملية التعلم تكون من اختيار المتعلم وليس بالضرورة أن يحدث في أوقات وأماكن محددة. فالتعليم الإلكتروني يحقق اعتماد المتعلم على نفسه لكونه يتم بعيدًا عن المعلم أو المؤسسة التربوية، ويتم طبقًا لاحتياجات المتعلم الحقيقية وبمبادرة منه وبالنمط الذي يتماشى وقدراته الفردية، الأمر الذي جعل هذا النوع من التعليم أكثر فعالية.
- يستفيد هذا النمط من التعليم من التقنيات المتطورة ويوظفها ويوجه التعليم الجامعي نحو التكنولوجيات الحديثة التي هي آليات العصر ومتطلب الحياة والعمل، مما يساهم في تنمية الكوادر البشرية لتفعيل خطط التنمية الشاملة للوطن.
- يقدم التعليم الإلكتروني الخدمات التعليمية لمن فاتتهم فرص التعليم، للظروف الاجتماعية والاقتصادية والجغرافية من فئات المجتمع المختلفة، ويعيد التعليم الإلكتروني الأمل لدى الكثيرين ممن يرغبون في التعلم، نظرًا لما يتمتع به من مرونة تسمح لهم بالتعلم إلى جانب قيامهم بالمهن والأعمال التي يمارسونها.
- مراعاة ظروف الدارسين التعليمية، ففي التعليم الإلكتروني أماكن لكل الفئات، العمال والموظفين وربات البيوت وأصحاب المهن الحرة وغيرهم، وذلك لما يوفره من إمكانات كبيرة لمراعاة ظروف المتعلمين، فيصبح وسيلة لتوحيد المعرفة والثقافة تشجع الراغبين في التعليم كافة على الالتحاق به، ومن ثم تحقق طموحاتهم في تطوير معارفهم وثقافتهم.
- مواكبة التطورات المعرفية والتكنولوجية، إننا نشهد حاليًا تفجر المعرفة والتوسع الهائل في التقدم العلمي والتكنولوجي، وأصبح بذلك من الصعوبة ملاحقة هذه التطورات بالأساليب التقليدية في التعليم، ولهذا فإن التعليم الإلكتروني لا يعرف حدودًا للمعرفة كما هو الحال في التعليم التقليدي، بل يجعل المتعلم ينطلق إلى آفاق رحبة ومتجددة ويصبح بالإمكان التعلم من المصادر كافة بلا حدود.
- الإسهام في رفع المستوى التعليمي بالمجتمع، فمن أهم الأسباب التي تعيق التحاق الكثيرين بالتعليم استخدام الأنماط التقليدية في التعليم المبنية على التعليم المباشر. وباستخدام أسلوب التعليم الإلكتروني يمكن التغلب على هذه المعوقات ولاسيما النساء اللاتي تمنعهن مسؤولياتهن الأسرية من الخروج من البيت والالتحاق بالصفوف الدراسية التقليدية.
اقتصادية التعليم الإلكتروني
يدعم التعليم عن بعد التوجه التعليمي الجديد الذي يتم تحت إطار فلسفة «تعليم غير محدود بالزمان والمكان»، ومن ثمّ بتيسير سبله للجميع، وضمان استمراريته كذلك يؤدي هذا النوع من التعليم إلى اختصار التكاليف، ففي نظم التعليم عن بعد تنخفض كلفة الطالب بزيادة أعداد الطلبة، وفي دراسته للجامعة اليابانية المفتوحة «موتا» وجد «واقنر» أن تكلفة الطالب الجامعي في هذه الجامعة حوالي ربع التكلفة في الجامعات الوطنية اليابانية. كما وضح «واقنر» أن الكلفة المتكررة بالنسبة للطالب في الجامعة المفتوحة في بريطانيا كانت حوالي نصف كلفة الطالب في الجامعات التقليدية. أما بالنسبة للتعليم عن بعد باستخدام الإنترنت فقد وجد في دراسة لمنظمة اليونسكو أن التعليم باستخدام الإنترنت يقلل تكاليف الدراسة بنسبة الثلثين.
معوقات أمام التعليم الإلكتروني
على الرغم من حماس كثير من التربويين للتعليم الإلكتروني، فإن هذا النوع من التعليم لا يسلم من المعوقات الرئيسة، ومنها:
- المعوقات المادية: توفر أجهزة الحاسب وتحديثها وخدمة الإنترنت وسرعتها.
- المعوقات البشرية: شح المعلمين الذين يجيدون المهارات التكنولوجية اللازمة للتعليم الإلكتروني، وشح المعلمين الذين يجيدون مهارة التدريس عن بعد.
- إنتاج المواد التعليمية: ارتفاع تكلفة إعداد البرامج الجيدة بنمط التعليم الإلكتروني، وندرة وجود المتخصصين في تصميم المواد التعليمية بنمط التعليم الذاتي المساند بالوسائط التكنولوجية المتعددة القابلة للتعليم إلكترونيًا.

  • Currently 89/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
29 تصويتات / 919 مشاهدة
نشرت فى 27 ديسمبر 2005 بواسطة nsma

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

235,751