سعياً إلى ضمان مستقبل التنمية السياحية فى منطقة جنوب البحر الأحمر وإدراكاً لأهمية الحفاظ على الموارد البيئية والطبيعية بما يكفل استمرار هذه المنطقة كمصدر للجذب السياحي، يتم حاليا إعداد خطة لإدارة استعمالات الأراضي بهدف تعيين المناطق حسب اختلاف وتنوع مستويات وأنماط التنمية السياحية المستدامة. لقد استمدت مصر تراثها الحضاري المعروف للعالم أجمع من ذلك التنوع الملحوظ فى مواردها الطبيعية والبشرية المتفردة. فطالما كان البحر الأحمر ونهر النيل والصحراء المترامية بواحاتها البديعة وجبالها الشامخة ووديانها الممتدة من الجبال إلى ساحل البحر تشكل فى مجموعها مصادر رزق للمصريين، كما ظلت ولا تزال مصدر وحى وإلهام لإبداعاتهم منذ خمسة آلاف عام وحتى الآن. وهذا التراث الباقي من موارد طبيعية وحضارية شكل بالفعل مصدر جذب للزوار والسائحين من جميع أنحاء العالم. والهدف الذي تسعى لتحقيقه الهيئة العامة للتنمية السياحية بتبني مشروعات التنمية السياحية البيئية فى عمق منطقة البحر الأحمر إنما يرمي إلى تشجيع الجميع على الاستمتاع بهذه الموارد الطبيعية والتاريخية والحضارية الفريدة من نوعها فى تلك المنطقة وإدراك أهميتها مع الحفاظ فى الوقت نفسه على سلامتها من التدهور، بالإضافة إلى تشجيع التنمية الاقتصادية فى هذه المنطقة. ويعد تنويع المنتج السياحي الوطنى أحد الأهداف الاستراتيجية القومية، والهيئة العامة للتنمية السياحية تؤمن بالدور الفعال لمشروعات السياحة البيئية فى سبيل تحقيق هذا الهدف، حيث أن السياحة البيئية فى مصر سوف تتيح للزائر الاستمتاع بممارسة الأنشطة التى تعتمد على الخصائص والموارد الطبيعية والحضارية. فمصر، من حيث موقعها الجغرافي المتميز، مؤهلة لتوفر أمام للسائحين والزائرين نطاق عريض من أنماط السياحة البيئية المتنوعة والتي تتميز بها مصر عن سائر بلدان العالم. وهذه الميزة التسويقية توفر أيضا فرص هائلة أمام مستثمري القطاع الخاص والمصريين عامة الذين تدعوهم الهيئة مدعوون لاستكشاف المزايا الاقتصادية التى يمكن تحقيقها عند توافر جودة عناصر تخطيط وتشغيل مشروعات السياحة البيئية، كما يمكن من خلال هذه النوعية من المشروعات إيجاد فرص عمل وتحسين مستوى الدخل والفرص الاستثمارية أمام جميع المصريين. وبالإضافة إلى الاعتبارات الاقتصادية، تدرك الهيئة العامة للتنمية السياحية الضرورة التى تمثلها مشروعات تنمية السياحة البيئية وحجم المسئولية القومية من أجل حماية الموارد الطبيعية والحضارية المصرية للأجيال فى الحاضر والمستقبل. لقد أصبح من الضروري أن تعمل الأمة جادة على حماية مواردها البيئية النادرة وسلامة تراثها الحضاري لا سيما من خلال الفرص الجيدة التى توفرها هذه المشروعات. وإيماناً من الهيئة العامة للتنمية السياحية بأهمية المعلومات المتاحة فى هذا الموقع فى تحقيق النجاح الاقتصادي لهذه المشروعات إلى جانب مسئولية حماية التراث الطبيعي والحضاري للأمة، فالهيئة ترحب بالمستثمرين الجادين من الساعين لإقامة مشروعات التنمية السياحية البيئية على أرض مصر. |
نشرت فى 24 ديسمبر 2005
بواسطة nsma
عدد زيارات الموقع
235,754
ساحة النقاش