الشارقة – دنيا الوطن-جمال المجايدة
اكد الخبراء المشاركين في فعاليات مؤتمر ''صحافة الإنترنت في الوطن العربي، الواقع والتحديات'' ان العقد المقبل سيكون لصحافة الانترنيت بفضل التطور الرهيب في وسائل الاعلام الالكترونية . وحذر الخبراء من الفوضي التي تصاحب انشاء المواقع الالكترونية التي تبث دعاية مضادة من جهات مشبوهة دون ان يكون لها مرجعيات . واكدوا في الوقت نفسه ان الصحافة الالكترونية لاتشكل خطرا يهدد بزوال الصحافة الالكترونية او المرئية حتي الان . الا انهم اجمعوا ان المواقع الاخبارية الالكترونية تعتبر معلوماتية واكثر انتشارا في العالم من الصحافة المطبوعة .
وشارك في المؤتمر الذي نظمته كلية الاتصال بجامعة الشارقة خلال اليومين الماضيين حوالي 50 باحثا ومختصا وممارسا إعلاميا من البلاد العربية والأجنبية· وتناول المحاضرون على مدى يومين أهم المواضيع التي تعنى بالتعليم والتدريب الإعلامي والواقع المهني، وتأثير الانترنت والتفاعل الجماهيري والمقروئية، وتقنيات وبرمجيات صحافة الانترنت والأخلاقيات، وأهم التجارب العربية الرائدة في مجال صحافة الإنترنت·
وقال الدكتور محمد عايش عميد كلية الاتصال بجامعة الشارقة إن هذا المؤتمر ملتقى أكاديمي ومهني وثقافي مهم جدا لأنه جمع بين الباحثين والممارسين الإعلاميين في مجال صحافة الإنترنت، حيث كانت فعاليات المؤتمر فرصة مثالية لتبادل الخبرات وعرض التجارب المتعلقة بصحافة الإنترنت في المنطقة العربية·
وأوضح أن هناك أكثر من 50 باحثا وإعلاميا قدموا أوراقا بحثية مختلفة حول محاور متعددة منها أخلاقيات صحافة الإنترنت وقوانينها وتكنولوجيا صحافة الإنترنت واقتصادياتها، وعرضا لحالات دراسية وتجارب عملية في صحافة الإنترنت، موضحا أنها موضوعات تطرح لأول مرة في المنطقة العربية·
من جانبه أكد إبراهيم العابد مدير عام وكالة أنباء الإمارات ومدير الاعلام الخارجي بوزارة الاعلام والثقافة , على أهمية عقد هذا المؤتمر الذي يبحث في موضوع مهم من مواضيع العصر، وقال ان صحافة الانترنيت سيكون لها تاثير كبير علي كل وسائل الاعلام في العالم في المرحلة المقبلة .
وأضاف: ''نأمل أن تستفيد جميع وسائل الإعلام في الدولة من تنائج الأبحاث المقدمة والعمل بتوصياتها من أجل الرقي بالرسالة الإعلامية للصحافة الإلكترونية في الدولة بشكل خاص وفي العالم العربي بشكل عام''·
ودعا وسائل الإعلام المحلية إلى ضرورة الارتقاء بمستوى الصحافة الإلكترونية من حيث المحتوى والشكل، خاصة وأن دولة الإمارات تعتبر رائدة في مجال مواكبة التكنولوجيا الحديثة في جميع المجالات·
وأشار إلى أهمية تنظيم هذا المؤتمر الذي يطرح قضية هامة جدا وهي مدى تأثير صحافة الإنترنت على الصحافة المكتوبة والمرئية معتبرا أن الموضوع يحتاج إلى إقامة العديد من مثل هذه المؤتمرات· وأوضح المجايدة أن هذا المؤتمر بمثابة تنوير الإعلاميين بأهمية صحافة الإنترنت مؤكدا على ضرورة أن تكون هناك مبادرات في هذا المجال على المستوى الخليجي والعربي، خاصة وأن العالم قطع شوطا كبيرا في ما يتعلق بمواكبة تطورات الإعلام الإلكتروني والإعلام الجديد·
من بين المشاركين البروفيسور ديفيد ويفر من جامعة إنديانا الذي يعد من الباحثين المتميزين في حقل الاتصال الجماهيري في الولايات المتحدة خلال العقود الثلاثة الماضية
كما شاركت في المؤتمر الدكتورة نورا بول مديرة معهد الإعلام الجديد في جامعة مينوسوتا ولها إسهامات مهمة في استخدام الإنترنت كوسيلة صحفية، وعملت في العديد من المواقع الإخبارية المهمة إضافة إلى عملها في مركز ''بوينتر'' الإخباري على شبكة المعلومات· كما شارك في المؤتمر الدكتور ستيف كلاين من جامعة جورج ميسون، ويتميز بسجل مهني في مجال صحافة الإنترنت الرياضية حيث عمل لسنوات في الموقع الإلكتروني لصحيفة ''يو أس أي تودي''· ومن العالم العربي، شارك الدكتور خالد غانم رئيس تحرير مجلة ''البيئة الآن'' في المؤتمر بورقة عرض فيها تجربة هذه المجلة الإلكترونية وما تقدمه في مجال رفع مستوى الوعي البيئي بين أفراد الجمهور·
كما شاركت الدكتورة ماجدة أبو فاضل من الجامعة اللبنانية الأمريكية بورقة عمل حول أخلاقيات صحافة الإنترنت والحاجة إلى ديناميكية جديدة تتناسب مع متطلبات الواقع المهني الجديد لهذا القطاع· ومن التجارب البارزة التي تم عرضها تجربة موقع ''سي إن إن'' الإخباري بالعربية وتجربة موقع ''بي بي سي'' العربي الإخباري
وتضمن مؤتمر صحافة الإنترنت في الوطن العربي سبعة محاور رئيسة تتعلق بالمفهوم والنشأة والواقع، وتقنيات وبرمجيات الصحافة الإلكترونية، واقتصاديات وإدارة صحافة الإنترنت، والتأهيل الأكاديمي والواقع المهني، والقوانين والأخلاقيات المتعلقة بصحافة الإنترنت، والتأثيرات في أفراد الجمهور، إضافة إلى عرض تجارب متنوعة في صحافة الإنترنت·
وقال الدكتور محمد عايش أن كلية الاتصال حرصت على أن يكون هذا المؤتمر بوتقة لصهر الخبرات والمعارف المستمدة من بيئات مهنية واجتماعية وثقافية مختلفة لصحافة الإنترنت، ومن هنا جاء تنوع المشاركين في هذا الملتقى،
وذكر إسماعيل البشري، مدير جامعة الشارقة ان المؤتمر يكتسب أهمية كبيرة في عالمنا العربي في ضوء الانتشار المتسارع لشبكة الإنترنت للمعلومات، وتدافع المؤسسات الإعلامية في المنطقة للإفادة من هذه التكنولوجيا في تعزيز مواقعها في المجتمعات بهدف الوصول إلى جماهير متنوعة، داخلية وخارجية· وقال " من هنا نرى بأن شبكة الإنترنت قد تحولت إلى حلبة جديدة للمنافسة الإعلامية بين عمالقة الإعلام في العالم، والمتعطشين إلى الاستحواذ على عقول وأفئدة الجماهير في كل مكان، بما فيها الجماهير في منطقتنا العربية· ومن هنا، فإن ظاهرة صحافة الإنترنت تمثل أحد أبرز التحديات التي تواجه الإعلام العربي المعاصر·
وناقش المؤتمر علي مدي يومين واقع صحافة الإنترنت في المنطقة العربية وسبل استثمارها في تحقيق أهداف تنموية ثقافية وإعلامية واجتماعية متنوعة.
وقدمت الدكتورة نشأت الأقطش من جامعة بيرزيت الفلسطينية بحثا حول تأثير إعلانات الانترنت في سلوك استهلاك الشباب الفلسطيني، وقدم الدكتور وائل إسماعيل من جامعة عين شمس المصرية ورقة حول انتشار الصحف الرقمية في مصر وقضايا تجزئة الجمهور. أما ورقة الدكتور حسن مظفر الرزو من كلية الحدباء الجامعية بالعراق، فتناولت صحافة الانترنت في الوطن العربي.. معالجة معلوماتية اقتصادية. وقدم الدكتور محمد قيراط من جامعة الشارقة ورقة حول الاتصال التفاعلي: استخدامات العلاقات العامة للمطبوعات الإلكترونية في الإمارات. وكانت اقتصاديات تمويل صحافة الإنترنت في الأردن محور ورقة الدكتور أحمد زكريا صيام من الجامعة التطبيقية بالأردن.
وقدم الدكتور عبدالله بن خميس الكندي من جامعة السلطان قابوس ورقة حول قوانين الانترنت في الخليج العربي وحماية الأطفال: قراءة استطلاعية، واستعرض الدكتور سليمان صالح من جامعة قطر في ورقته، أخلاقيات العمل الصحافي ومواثيق الشرف الصحافي في عصر الانترنت، وتناول الدكتور السيد بخيت من جامعة الشارقة ورقة حول أخلاقيات وتشريعات البيئة الإعلامية الإلكترونية.
أما الدكتور إيهاب حمدي جمعة من جامعة الإسكندرية، فقدم ورقة حول الصحافة الإلكترونية ومواثيق الشرف المهنية، فيما أجاب الدكتور نصر الدين العياضي بمعهد الإمارات الدبلوماسي، عن تساؤل الصحافة الإلكترونية: أحادية الشكل وتعدد المضامين في أنواع صحافية جديدة. وانتقل المشاركون إلى الجلسة السادسة والسابعة التي خصصت لمناقشة التجارب الخليجية والعربية في صحافة الانترنت، وترأس الأولى الدكتور سليمان صالح من جامعة الشارقة، والثانية الدكتور حسن الصبيحي من جامعة الشارقة.
وشهد المؤتمر اوراق عمل حول”تجربة الاتحاد الدولي للصحافة الإلكترونية” للباحث مهيب التواني، ودراسة عن حالة الصحافة الإلكترونية في الجزائر للدكتور جمال بوعجمي وبلقاسم بن روان من جامعة الجزائر، ودور شبكة الانترنت في توعية المواطنين حول الانتخابات الفلسطينية الرئاسية 2005م للباحثة رجاء عواد، وتطور مواقع المعاجم العربية عبر الانترنت وتأثيرها في الطلبة الماليزيين للدكتور عبد الرؤوف حسن من جامعة فترا الماليزية. وعرضت خلال الجلسة تجارب عدد من القنوات التلفزيونية والإذاعية الإخبارية ، حيث قدمت كارولين فرج من (سي إن إن بالعربية) استعراضا لتجربة القناة في الصحافة الإلكترونية، وقدم فؤاد عبد الرزاق من بي بي سي العربية المملكة المتحدة، تجربة هيئة الإذاعة البريطانية على الإنترنت وتأثير الإعلام على الإنترنت في الإذاعة التقليدية، وقدم محمد السيد محمود تجربة موقع الجزيرة نت، فيما عرضت مي العبدالله من الجامعة اللبنانية تجربة الصحافة اللبنانية المكتوبة نموذج “جريدة النهار”، وأخيرا خالد محمد غانم الذي عرض تجربة “شبكة البيئة الآن” الإليكترونية المصرية.
وتناولت ورقة عبد الناصر أبوبكر من جامعة عين شمس المصرية حول صناعة وإنتاج الصور الرقمية في صحافة الإنترنت، وقدم الدكتور على أجقو من جامعة بسكرة الجزائرية ورقة حول الصحافة الإلكترونية العربية: الواقع والآفاق، فيما قدم محمد شطاح من جامعة عنابة الجزائرية ورقة حول صحافة الانترنت ومستقبل الصحافة المكتوبة في الجزائر.
كما عرض عبد الأمير الفيصل من جامعة بغداد ورقة حول الصحافة الإلكترونية.. مقاربة أولية، وأخيرا استعرضت عبير النجار من الجامعة الأمريكية في الشارقة في ورقتها الصور المقدمة للمرأة العربية في المواقع الإلكترونية .
وقال البروفيسور ديفيد ويفر أستاذ برنامج روي هوارد في بحوث الصحافة والإعلام بكلية الصحافة بجامعة “إنديانا بلومنغتون” بالولايات المتحدة الامريكية ان دور الصحافة ووسائل الإعلام في تعزيز التفاهم بين الشعوب والدول والديانات خضع لكثير من النقاش خلال العقود بل القرون الماضية.
فمن ناحية هناك من يقولون بأن معرفة أكثر بالآخر ستقود على الأرجح إلى زيادة في التفاهم وإلى تدني مستوى التنميط وإضفاء صبغة شيطانية على الآخرين.
واضاف إن وجهة نظره الشخصية هي أن زيادة المعرفة عن الآخرين هي أمر طيب حتى ولو أدى ذلك إلى فهم أكبر للفروق بين الطرفين طالما أن هذا الاختلاف يستند إلى معلومات دقيقة وتمثيلية ومتوازنة وبعبارة أخرى يستند إلى تقارير موثوقة ومشروعة يمكن التحقق من صحتها.
نشرت فى 20 ديسمبر 2005
بواسطة nsma
عدد زيارات الموقع
235,735
ساحة النقاش