بزغت اول خيوط الفجر وبدا الضوء يتسلل عبر زجاج النافدة الى ارجاء الغرفة حاملا معه رائحة تربة رطبه بللتها زخات المطر اثناء الليل. أحسست بتلك الرائحة التي طالما أحببتها تداعب حاسة الشم عندي وتحاول اغرائي ودفعي الى النهوض من فراشي .وعلى زجاج النافدة كانت هناك اصوات تطقطق بلطف وخفه ورشاقة وتشعرك بنشوة وسعادة كأنها تعزف سمفونية عذبة الالحان .وازدادت اصوات طقطقة زخات المطر على زجاج النافدة كما لو كانت تحرضني على الاستيقاظ فلم استطيع المقاومة اكثر، فمنذ نعومة اظفري وانا اعشق اصوات طقطقة المطر ورائحة تراب الوطن المبلل بماء قطراته،نهضت من فراشي متكاسل وسرت بخطوات بطيئة باتجاه النافدة وفتحت الزجاج لاستيقظ حقا في تلك اللحظة على منظر المطر ورائحة التراب المبلل اللذان طالما كانا من اكثر التفاصيل الصغيرة التي عشقتها في حياتي، شعرت بالسعادة تغمرني وتمنيت لو ان قطرات المطر هذه تغسل قلوب الناس وتغرس في أعماقهم المحبة بدلا من الحقد والكذب والنفاق والغش، وتبعد اصوات الضجيج والصراخ واخبار الدمار والخراب التي بتنا ننام ونصحو عليها، حتى ارهقتنا وجعلتنا نتمنى ان لا نصحو ابدا. فصباح زخات المطر، ورائحة تراب الوطن المبلل، ومن بعده شروق الشمس، واصوات زقزقة العصافير، قادم لا محالا محملا ببشائرالنصر.
موقع حسين خلف موسى
.."""....... لا زالت الصفحات بيضاء، والمسافة بين الخطوة والطريق طويلة كمسافات الليل المتناهية. لم تأتي الكلمات . . . لم تنبعث الحروف، يبقى القلم صامتا، يمتص الجفاف أنينه فلا ينطق ولا يخترق المدى. الليل غارق بصمته وعيناي شاخصتان تحدقان بالأوراق في فراغ المسافة ، كم مضى من العمر ؟ ليس »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
20,514
ساحة النقاش