جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
بقلم : عبد العزيز عامر
المحامي
حضرت أمام محكمه أحداث القاهرة التى تنعقد فى مبنى دور رعاية الأحداث بالجيزة مع طفل ... والطفل فى قانون الأحداث هو من لم يكمل ثمانية عشرعاما ... وكانت التهمه الموجهه له هى أحداث عاهه مستديمه لزميله بالمدرسة ... وكانت الواقعه أنه تشاجر مع زميله وأحدث له أصابه فى عينه اليمنى مستخدما قلم رصاص ... ونصحت هذا الطفل الذى لم يكتمل عمره عشرة أعوام أنه يقرر للقاضى بأن الأصابه حدثت دون قصد وأنه كان جالسا يكتب فى كراسته وان زميله كان يقف بجواره يتطلع لما يكتبه وان زميل أخر لم يعرفه دفعه من الخلف فسطت رأسه على القلم فحدثت الأصابه فى عينه اليمنى دون قصد ... وبالفعل قرر الطفل ذلك للقاضى بالحرف الواحد ... ففوجئت بالمستشار/محمد سلطان رئيس محكمه الأحداث فى ذلك الوقت يسأل الطفل سؤال لم يخطر ببالى ... قال له عندما كنت تكتب فى الكراس القلم كان متجه للكراس والاستيكه فى أخر القلم من الناحيه الأخرى ... فكيف حدثت الأصابه لزميلك وسن القلم لم يكن متجه لعينه .... وتوقفت أنفاسى .... ففوجئت بالطفل يقرر للمستشار رئيس المحكمه .... اصلى كنت بارى القلم من الناحيتين وأمام هذه الاجابه المذهله للجميع قضت المحكمه بتسليم الصغير لولى أمره ... ورغم ان هذه الواقعه مضى عليها أكثر من عشرون عاما الا أننى لا أنسى رد ذلك الطفل الذى أصبح الأن رجل متزوج وعنده أولاد ... أصل كنت بارى القلم من الناحيتين ....