إلى حافظ
للشاعر الألماني غوتِه  

ترجمة نزار سرطاوي

 

للوصول إلى مقامك يا حافظ،

قد يسعى المرء حثيثاً ولكن بلا طائل؛
رُبَّ سفينةٍ ذات هيبة وجلال 

تمخر عباب البحر المزبد،
وتحس بأشرعتها تنتفخ كِبْراً

وفيما هي تنطلق بسرعة
يسحقها الأمر المبرم للمحيط،

فتقع محطمةَ في الحال.

نحوك تصعد الأغنياتُ والأنوارُ رشيقةً حرة

 

باندفاع يطفئ الحر؛
ثم يستهلكني وهجها،

وهي تندفع كالنار.
لكن  فكرةً ملؤها النشوة

تبث فيّ الشجاعة؛
في أرض الأنغام

ها قد عشتُ وأحببت.
<!--

--------------------------

 

* حافظ شیرازی شاعر فارسي من شعراء القرن الرابع عشر الميلادي. يعد من أعظم الشعراء الفارسيين. كان غوته معجباً بحافظ الشيرازي وكتب عنه في الديوان الغربي الشرقي."

 

** ولد الشاعر الألماني يوهان فولفغانغ فون غوته في فرانكفورت في عام 1749. وقد أظهر نبوغاً في سن مبكرة من حياته. إذ استطاع الإلمام باللغات الإغريقية واللاتينية والفرنسية والإيطالية وعمره لا يتجاوز ثمانية أعوام. 

 

لم يتلق غوته تعليماً رسمياً منتطماً في بداية حياته حتى عام 1765، حيث شرع بدراسة القانون في لايبزغ وستراسبورغ بناء على طلب من والده. وخلال تلك الفترة حقق بعض الشهرة من خلال أشعاره وقصائده الغنائية.

 

 بعد أن استكمل غوته دراسته الجامعية عام 1771 عاد الى فرانكفورت ليمارس القانون، لكنه انشغل في كتابة مسرحية "غوتس فون بيرليشنغن" (1973). وقد اكتسب غوته من نجاح هذه المسرحية شهرة واسعة في الساحة الأدبية الألمانية. ولم يلبث أن استدعاه دوق ويمر لإدارة مسرح البلاط. علاوة عى اشتغاله عدد من المهام السياسية إلى جانب أنشطة واهتمامات أخرى متعددة. 

 

إضافة إلى اشتغال غوته بالأدب، كان له شغف واهتمام خاص بالعلوم يفوق في كثير من الأحيان اهتمامه بالكتابة. فقد قضى الفترة ما بين عامي 1786 و 1790 مسافراً في أنحاء إيطاليا حيث أجرى العديد من الأبحاث والدراسات العلمية.

 

 في 1794 نشأت بينه وبين الشاعر والفيلسوف والمؤرخ الألماني فريدريش شيلر (1759 – 1805) علاقة صداقة. وقد عمل الاثنان معاً على تطوير أسلوب جديد في الكتابة يعرف باسم الكلاسيكية الويمارية. وقد أصبحت هذه التسمية عنواناً لحقبة أدبية. 

 

تعتبر مسرحية "فاوست"  أشهر أعمال غوته. استغرقت كتابتها ما يقرب من 57 عاماً. صدر الجزء الأول منها عام 1808. وانتهى غوته من الجزء الثاني عام 1831 وقد بلغ من العمر حينئذٍ 81 عاماً، وذلك قبل وفاته بعام واحد. لكنها صدرت بعد وفاته

 

من أعمال غوته الهامة "إغمونت" (مسرحية، 1788)، "التدريب المهني لـ ويلهلم مايستر" (رواية، 1796)، "علاقات مختارة" (رواية، 1821) "رحلات ويلهلم مايستر" (رواية، 1821)،

 

عرف عن غوته إعجابه واهتمامه الشديدين بالشرق وبالإسلام وبالنبي محمد وبعض الشخصيات الإسلامية كالحافظ الشيرازي. فقد كان في أيام دراسته الجامعية يطالع القرآن. كما تجلى إعجابه بالإسلام في العديد من أعماله الشعرية، خصوصاً في سلسلته الشعرية "الديوان الغربي الشرقي." كذلك فقد وردت في الجزء الثاني من مسرحية "فاوست" إشارات متعددة إلى حكايات "ألف ليلة وليلة."

 

توفي غوته في ويمر في 22 آذار / مارس 1832 بعد إصايته بالحمى. ودفن جثمانه هناك في الضريح الملكي في المقبرة التاريخية التي دفن فيها أيضاً صديقة شيلر.


<!--

 

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 179 مشاهدة
نشرت فى 2 ديسمبر 2011 بواسطة nizarsartawi

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

49,214