مازلت أتواصل مع طفلي الأصم
نتابع حصاد تجربة أم لطفل من الصم وضعاف السمع ذهبت بطفلها لجمعية ( نداء ) ، ومع التأكيد على أهمية التواصل في حياة الطفل والأسرة ، والمسلمات الأساسية لبدء واستمرار التواصل ، وبعد استعراضنا لأساليب التواصل بصفة عامة توقفنا عند الأسلوب الأول وهو أسلوب التواصل السمعى اللفظى Auditory Verbal والسمعى الشفهى Auditory Oral واستعرضنا معا ما أوضحوه لي في " نداء "عن هدفه ومميزاته ومؤشرات نجاحه .
نواصل اليوم الحديث عن أساليب التواصل لنتمكن من اختيار وتحديد الأسلوب المناسب لطفلنا على ضوء الظروف الخاصة بالطفل والأسرة ونتابع مع أسلوب الكلام الإشارى Cued Speech ( لغة التلميح ) ، وكما اعتدنا تساءلنا مالهدف من هذاالأسلوب ، وجاءتنا الإجابة من " نداء " حيث يظل الهدف هو الإرتقاء بفهم الطفل للكلام ، ولكن كيف يتم هذا الأسلوب وكيف نستخدمه ؟
إن أسلوب الكلام الإشاري يمكن استخدامه من خلال مزج الكلام بإستخدام مجموعة من حركات اليدين تنفذ قرب الفم مع نطق أصوات الكلام والتى من شأنها توضيح تلك الأصوات مع الأخذ فى الإعتبار الأشكال المتعددة لمواضع اليد التى توضح أصوات الكلام التى تبدو متشابه أو لا يمكن رؤيتها من خلال حركات الشفاه ، ومن مميزات هذا الأسلوب أنه يكمل ضعف أو تشوه الإشارات السمعية التى تصل للطفل وذلك بإستخدام إشارات يدوية ، كما يمكن تعلمه فى فترة لا تتجاوز 15 : 20 ساعة ، إضافة إلى استخدام الطفل اللغة الأم و التى تؤهله لإكتساب المهارات الأكاديمية ، لكن عيوب هذا الأسلوب تتمثل في وجوب تعلم أفراد الأسرة أو القائمين على رعاية الطفل أسلوب جديد للنظام الإشارى ، كما أن هذا الأسلوب لايستخدم بتوسع فى الفصول التعليمية .
أما مؤشرات النجاح فتتمثل في أن أن الطفل يستطيع سماع بعض أصوات الكلام من خلال السماعات الشخصية و الفرص متاحة أمام الأسرة للإلتحاق بمراكز التدريب على الكلام الإشارى ويمكن إستخدام القائمين على تربية الطفل وكذلك القائمين على تعليمه للكلام الإشارى .
أما أسلوب التواصل السمعى الشفهى المصحوب بلغة الإشارة فيظل الهدف منه ككل أساليب التواصل هو الإرتقاء بفهم الطفل للغة وإستخدامه لها ولكن من خلال الإستماع وقراءة الكلام وكذلك الإشارات ( الإشارات النحوية ) بمراقبة حركة الشفاه ومخارج الأصوات من الفم واللسان والحلق أثناء نطق الكلام .
وتساءلت إحدى الأمهات عن مميزات هذا الأسلوب وكان رد " نداء " أن الطفل سيكتسب اللغة الأم التى تؤهله فى إكتساب المهارات الأكاديمية ، ويمكن للمحيطين بالطفل والمتفاعلين معه من إستخدام اللغة أثناء قيامهم بإستخدام الإشارة ، ورغم أنه لابد للأهل أن يتعلموا الإشارات وقواعدها إلا أنهم لن يتعلموا نظاما لغويا جديدا يتطلب منهم بذل الجهد ، كما يمكن للطفل استخدام كلاً من السمع والبصر فى إستقباله للرسالة الكاملة ، أما عيوب هذا الأسلوب فتتمثل في ضرورة تعلم الوالدين أو القائمين على رعاية الطفل كيف يتكلمون مع إستخدام أساليب التواصل البصرى فى نفس الوقت ، كما لابد لهم أيضاً من تعلم بل والإستمرار فى تعلم أساليب لغة الإشارة العربية .وتتمثل أهم مؤشرات نجاح أسلوب التواصل السمعى الشفهى المصحوب بلغة الإشارة في إستخدام الأطفال لسماعات شخصية تقوم بتكبير قدرتهم على سماع الكلام ، كما يمكن للقائمين على رعاية الطفل أن يصبحوا ماهرين فى إستخدام لغة الإشارة بصورة سريعة .
وحتى نلتقي في العدد القادم مع طريقة أخرى نرحب بكل الاستفسارات والتساؤلات ..وكونوا بكل الصحة والسلامة
نداء
ساحة النقاش