authentication required


دور الأسره تجاه الطفل المعوق سمعيـاً :

يعتبر إكتشاف الإعاقة السمعية من أصعب الأوقات التي يواجهها الوالدين فهي تعد بمثابة صدمة يرتبط بها كثير من مشاعر الإنكار والغضب والحزن ، وبعد تخطي مرحلة الصدمة هذه يواجه الوالدان – وبشكل مباشر – صعوبة التفاهم مع الطفل بالشكل الذي إعتادوا عليه سواء بالنسبه لأبنائهم الأخرين أو بالنسبة للتعامل مع الأطفال بصفه عامه ، لذا كان لابد من لجوئهم للمختصين والمتخصصين في المجال الطبي والتربوي التأهيلي حتي يمكنهم التعرف علي كيفية التواصل مع أبنائهم من ناحيه وكيفية مواجهة الإتجاهات السلبيه التي قد يبدوها حيالهم من ناحية أخري ؛ تلك الإتجاهات التي تظهر في صور عده فمنهم من يلجأ إلي إهمال الطفل والإستسلام لمظاهر إعاقته وعدم محاولة مواجهتها بصوره إيجابيه .. ومنهم من يلجأ إلي إظهار مشاعر العطف الشديده وإحاطة الطفل بالحمايه الزائده التي قد تؤدي إلي تأثيرات عكسيه لا تختلف كثيراً عن نتائج إهمال الطفل وحرمانه من فرص التدريب والتعليم ..
خاصة وأن الحماية الزائده تستحوذ علي معظم وقت الأهل مما يحرم الأطفال الأخرين في الأسره من حقهم الطبيعي في الرعايه والإهتمام مما قد يزيد من مشاعرهم السلبيه حيالهم .
ويظهر أهمية دور الأسره من حقيقه مؤكده بأن مشاعر الطفل تجاه نفسة بصفة عامة والطفل المعوق بصفة خاصة نفسه إنما هي إنعكاساً لمشاعر المحيطين به تجاهه وتجاه إعاقته وبالتالي فسوف يتأثر بطبيعة نظرتهم إليه مما قد يؤثر تأثيراً سلبياً أو إيجابياً علي نموه النفسي الإجتماعي، كما تظهر تلك الأهمية أيضاً من أن الأسرة هي التي يقع علي عاتقها إتخاذ القرار لإلحاق إبنها المعاق سمعياً بالبرامج العلاجية والتأهيلية المتخصصة والمشاركة في الأنشطة المختلفة لتنمية حواسهم وزيادة تفاعلهم مع العالم من حولهم . 

علاقة الأم بالطفل المعوق سمعياً :

إن الأم تلعب دوراً هاماً في حياة طفلها فهي التي تقوم بإشباع حاجاته الأساسية الجسمية منها والنفسية وهي المرآه التي تعكس للطفل طبيعة العالم من حوله وتؤثر علي تصوره له وإحساسه به .                                   ويبدأ دورها بالنسبه لطفلها المعاق سمعياً من اللحظه الأولي التي تكتشف فيها إصابته بإعاقة سمعية مهما كانت شدتها .. فإنه يتحتم عليهما عدم التردد في إشعار الطفل بالتقبل والتفهم المقترن بالتعبير - اللفظي وغير اللفظي – عن مشاعر الحب والحنان والعطف والتقارب وذلك عن طريق ضمها لطفلها وملاعبته والتحدث معه والغناء له والذي يكون له الأثر في إدراكة للأصوات المختلفة بتنغيماتها المتعدده من خلال التواصل الجسدي معه .
وقد أظهرت كثير من الدراسات أنه من الصعب إحلال أي طريقه للتدريب والتأهيل مكان الدور الذي يمكن أن تقوم به الأم في تكوين خبرات مشتركه مع الطفل الأصم لكي يفهم وظيفة اللغه ومساعدته علي إستخدامها في التواصل مع الأخرين وعلي زيادة وعيه وخبراته المعرفيه بالعالم من حوله .




علاقة الأب بطفله المعوق سمعياً :

إن رعاية الأب للطفل لاتقل أهميه عن رعاية الأم خاصة بعد قيامها بدور فعال في ميدان العمل والمشاركه في التنمية الإجتماعية والإقتصادية لمجتمعها .
إن تأثير الأب يجب أن يفهم في إطار الوحده والتفاعل الأسري .. فهو يؤثر في تطور الطفل بطريقتين :
1 – طريق مباشر : من خلال تفاعله المباشر مع الطفل والذي يؤدي سلوكه معه في تدعيم تطوره ونضجه النفسي والإجتماعي .
2 – طريق غير مباشر : وذلك من خلال دعمه المستمر للأم إنفعالياً وعاطفياً والذي ينعكس بدوره علي علاقة الأم بالطفل .. فالتفاعل الإيجابي المشبع بين الزوجين يجعل من مشاركة الأب وإهتمامه بالطفل عظيم الأثر في نظرة أبنائهم البناءه للعالم من حولهم ويحد كثيراً من إحتمال تعرضهم للمظاهر السلوكية أو الإنفعالية المنحرفة .
ويرتكز إهتمام الأب وإنشغاله بالنسبة لإبنه المعاق سمعيا في المقام الأول علي مستقبل هذا الطفل وعلي قدرتة علي مواجهة متطلباته وإيمانه بإحتياجه المستمر لمن يرعاه .. وهذا الإتجاه يعتبر إعاقه نفسيه للطفل في حد ذاتها قد تفوق أثارها السلبيه إعاقة الصمم ذاته لأنه غالباً ما يلجأ الأباء إلي المبالغة في الإهتمام بطفلهم ذلك الإهتمام المرتبط بمشاعر القلق والخوف من المستقبل وهو أمر يحد كثيراً من تطور الطفل نفسياً ويؤدي إلي إضطراب صورة الذات له والإحساس بالدونيه وإنخفاض مستوي الطموح لديه المرتبط بضعف قدرته علي تحقيق الإستقلاليه مع تقدم نموه الجسمي وعمره الزمني .  

علاقة الأخوه بالطفل المعاق سمعياً :
إن الجو الإنفعالي داخل بعض أسر الأطفال المعوقين يتسم بعدم الإستقرار – خاصة مع بداية إكتشاف إعاقة الأبن – لدرجة يمكن القول بأن هذا الجو يعد موقفاً ضاغطاً بصوره كبيره ليس علي الوالدين فقط بل وعلي الأخوه أيضاً وهو أمر يفرضه أيضاً ديناميكية التفاعل الأسري وما يرتبط به من ضعف التواصل داخل الأسره وضرورة كبت الأخوة لمشاعر القلق وعدم التعبير عما يدور بداخلهم من تساؤلات حول حالة الأخ او الأخت المعوقة مما يسهم في الإحساس بالوحدة النفسيه لهؤلاء الأطفال .
كما أن وجود طفل معوق سمعياً داخل الأسره يؤثر علي علاقة الوالدين بالأخوه .. فقد ينشغل الوالدان بإحتياجات ومشكلات طفلهم الأصم إلي الحد الذي يجعلهم يغفلون عن إحتياجات هؤلاء الأخوه مما قد يستثير مشاعر الغيره بينهم .. بالإضافه إلي أن الأباء قد يزداد ضغطهم علي الأخوه كرد فعل لما يستشعرونه من توتر حيال إعاقة أخيهم الأمر الذي قد يؤدي إلي إضطراب العلاقات بين الأخوه بعضهم ببعض .




وقد تأخذ إضطراب العلاقات هذه مظاهر عده تتوقف علي العمر الزمني لهؤلاء الأخوه وإتجاهات الوالدين حيال أخيهم أو أختهم المعوقه الأمر الذي يظهر ويؤكد أهمية دور الوالدين في مساعدة أخوة الطفل المعوق سمعياً علي تقبل إعاقة أخيهم وهو أمر يمكن تحقيقه من خلال :
1 – تحدث الوالدين مع أبنائهم في كل الموضوعات المرتبطه بإعاقة أخيهم بما يسمح بفهم تلك الإعاقه بإعتبارها عجزاً في أحد الحواس التي يمكن تعويضها بالحواس الأخري .
2 – السماح لهؤلاء الأخوه بالتعبير عن آرائهم وتساؤلاتهم بل وقلقهم حيال تلك الإعاقة سواء حالياً أو في توقعاتهم المستقبليه .
3 – العمل علي مشاركة هؤلاء الأخوة في جميع المواقف الحياتيه والتأهيليه للطفل المعوق من خلال التفاعل الإيجابي بينهم المرتبط بالمساواه في المعامله دون تحمل مسئوليات إضافيه لمواجهة المشاعر السلبية التي قد تظهر تجاهه .
4 – التفهم الكامل لإمكانيات هؤلاء الأخوه والفروق الفرديه بينهم لتفادي التوقعات العاليه التي قد يلقيها الوالدان علي كاهلهم كتعويض لحالة أخيهم المعوق .
5 – مشاركة هؤلاء الأخوه في برامج الإرشاد والتوجيه التي يعقدها المتخصصين للوالدين خاصة إذا كانوا في سن يسمح بذلك .

ونخلص مما سبق أن الإهتمام بالطفل المعوق لا يقتصر علي رعايته ووضع البرامج التدريبيه والتأهيليه فقط بل إنه يتعدي إلي ضرورة إقامة علاقات بناءه ضمن نطاق الأسره قوامها التقبل وتوفير أوجه الدعم المختلفه لها لمواجهة الضغوط النفسيه والماديه الناجمه عن وجود طفل معوق بينهم بما يسمح بإرساء إتجاهات إيجابيه نحوه أو تغيير الإتجاهات السلبيه حياله بما يسمح ببذل الجهد الواعي لرعايته ومساعدته والإستمرار في بذل هذا الجهد بما يسمح بدمج هذا الطفل ليس داخل أسرته فقط ولكن داخل المجتمع ككل ... وهو أمر يتفق ليس فقط مع آمال الأسره ولكن أيضاً مع توجهات المجتمع وسياساته وهو ما يمكن تحقيقه من خلال سبل التواصل المتعدده التي يمكنهم الإعتماد عليها في علاقتهم بالطفل المعوق سمعياً والتي سوف نتتاولها في مقالنا القادم كخطوه لتناول أوجه دمج الطفل في المجتمع المحيط .












توجيهات عامـة لأباء وأمهات الأطفال المعاقين سمعياً

1 – تقبل طفلك واستمتع معه .
2 – أمدح طفلك لأي إنجاز يحققه حتي ولو كان ضئيلاً .
3 – كن دائماً إيجابياً ( في رؤيتك لمواقف الحياة وضغوطها وما يجري من أحداث حولك ) .
4 – تحلي دائماً بالصبر والقدره علي التفاهم ( وأعمل علي تنميتهم ) .
5 – اهتم بطفلك بصفة مستمرة دون ان تنتقده .
6 – أعمل علي تقليل الضغوط علي نفسك وعلي طفلك .
7 – من الضروري التعرف علي نقاط القوه لدي طفلك واعتمد عليها في مواجهة ما يعانيه من مظاهر ضعف .
8 – تواصل مع ابنك ، مع زوجتك ( زوجك ) ، المدرسه ، .... الخ .
9 – دائماً كن علي ثقة وإيمان بالأشخاص الذين تتعامل معهم ( الأخصائيين ) .
10 – تحدث دائما مع الآباء الأخرين ( الذين منحهم الله طفل ضعيف سمع ) .
11 – تذكر دائماً أنك الذي تضع القواعد والحدود فضع القواعد التي تكون في صالحك وصالح طفلك  .
12 – كن واقعياً في توقعاتك لإمكانيات طفلك وما يستطيع القيام به .
13 – كن بسلوكك نموذجاً جيداً لإبنك يحتذي به .
14 – عند تقويم سلوك طفلك كن محدداً وواضحاً وموجزاً في أوامرك .
15 – حدد بدقة ووضوح واجبات الطفل وما هو المطلوب منه القيام به .
16 – تكلم مع طفلك عندما ينظر إليك ، راعي دائماً أن تتحدث بصوت طبيعي مع طفلك علي أن تكون علي نفس مستوي نظره .
17 – لا تتردد أن تعلن عن أسفك لطفلك ( أن تقول آسف إذا إرتكبت خطأ في حقه ) .
18 - تعامل مع المشاكل التي تواجهك علي قدرها ( ولا تبالغ في تقديرها ) .
19 – حدد دائماً مكان ووقت لكل نشاط تقوم به في حياتك اليومية مع طفلك ليتعلم النظام
( ميعاد : الطعام – النوم – المذاكره .... الخ ) . 
20 – كون جبهة أمامية : قوية – ثابتة – متحدة مع أسرتك في مواجهة مشاكلك .
21 – لابد أن يكون هناك تقارب إنفعالي راسخ و عميق مع طفلك مهما كان السلوك الذي يقوم به ( أنا أحبك ... ولكن لا أحب سلوكك هذا ) .

المصدر: جمعية نداء
  • Currently 267/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
90 تصويتات / 4967 مشاهدة
نشرت فى 10 ديسمبر 2009 بواسطة nidasociety

ساحة النقاش

جمعية نداء

nidasociety
لتأهيل الأطفال الصم وضعاف السمع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

223,102