استخدام المدخل الاسكندنافي في تحسين جودة حياة الأشخاص الصم المكفوفين
" تجربة جمعية نداء في مصر "
إعداد
سهير عبد الحفيظ عمر
ماجستير في التربية ( صحة نفسية )
أخصائية تأهيل الصم المكفوفين بجمعية نداء .
مقدمة إلى
المؤتمر الدولي السادس
“تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة"
رصد الواقع واستشراف المستقبل
معهد الدراسات التربوية ـ جامعة القاهرة
تجربة جمعية نداء :
جمعية نداء لتأهيل الأطفال ضعاف السمع ومساعدة الأطفال على التواصل هي جمعية أهلية مصرية غير هادفة للربح رسالتها الارتقاء بمستوى الحياة للأطفال ذوي اضطرابات التواصل من الصم وضعاف السمع ومن ذوي الإعاقة السمعية البصرية ، ومسجلة بوزارة التضامن الاجتماعي برقم 4368 / 1997 .
تأسست جمعية نداء بهدف تحقيق الدمج الكامل للأطفال الصم وضعاف السمع ، وقد واجهت الجمعية مشكلة الأطفال الصم المكفوفين في مصر بشكل واضح منذ عام 2000 مع تقدم أسرة الطفلة منة الله المولودة عام 1996 والتي أصيبت بالصمم وكف البصر نتيجة إصابة الأم بالحصبة الألمانية أثناء الحمل ، وذلك بحثاً عن خدمة تأهيلية مناسبة لطبيعة إعاقتها حيث لا يوجد في جمهورية مصر العربية ولا على مستوى الوطن العربى مؤسسة تعمل فى خدمة الصم المكفوفين ، و عليه فكان يتم رفض هؤلاء الأطفال في مؤسسات تأهيل الصم فقط أو مؤسسات تأهيل المكفوفين فقط لعدم مناسبة البرامج التأهيلية المقدمة لهذه النوعية ذات الخصوصية من الإعاقات ، وكان المكان الوحيد الذي يُقبلون فيه هو مؤسسات رعاية ذوي الإعاقة العقلية الشديدة . وقد نبه عادل عبد الله (2007 ) إلى خطورة إساءة تشخيص هؤلاء الأطفال ضمن المعاقين عقليا . مما يهدر طاقات وقدرات هؤلاء الأطفال من ذوي الإعاقة السمعية البصرية .
و حاولت جمعية نداء مساعدة الطفلة من خلال وضع برنامج لها كان التركيز فيه على تنبيه البقايا السمعية لدى الطفلة من جانب و البقايا البصرية من جانب آخر، و استمر العمل على هذا النحو لمدة ثلاث سنوات و قد ظهر في البداية بعض التقدم في النواحي الجسمية ، إلا أنه لم تكن هناك أي علامات للنمو الاجتماعي أو الانفعالي مصاحبة لهذا التدخل ، الأمر الذي ظهر جلياَ في التعبيرات الوجهية الجامدة للطفلة كذلك لم توجد روابط اجتماعية ذات دلالة بينها و بين أي شخص من الوسط الاجتماعي المحيط ، كذلك لم تختفِ الميول الانعزالية لهذه الطفلة ولم تظهر لديها أي مبادرات تفاعلية أو اجتماعية .
في عام 2002 اتبعت الجمعية المدخل الاسكندنافي لتأهيل الأطفال الصم المكفوفين بالتعاون مع جامعة أوسلو بالنرويج على مدى خمس سنوات ، وكانت ( منة الله ) وأطفال آخرين من المستهدفين بالتدخل ، وبدأ التغير الواضح في سلوك الطفلة وتعبيراتها وبدأ المحيطون يلاحظون ابتسامات الطفلة والتغير الذي طرأ على نوعية حياتها .
ولقد أشارت فان دين تيلرت van den Tillaart (2001 ) إلى أن خلق بيئة اجتماعية تتميز بالتفاعل التبادلي يتطلب تدريبا وإرشادا لشركاء التفاعل وبخاصة للعاملين الجدد مع الأشخاص الصم المكفوفين لذا فقد بدأت جمعية نداء في سبتمبر 2002 الخطوات التنفيذية لمشروع تدريب كوادر عاملة في مجال تأهيل الصم المكفوفين والذي استمر حتى أبريل 2005 بإعداد خمسة من الكوادر القادرة على العمل كشركاء للأطفال الصم المكفوفين والذين تمت إجازتهم لإعداد المزيد من الكوادر المصرية العاملة في هذا المجال وذلك بالتعاون مع خبراء من جامعة أوسلو بالنرويج .
وقد قامت جمعية نداء بتصميم وتنفيذ برنامجين تدريبين محليين لإعداد كوادر عاملة في مجال الصم المكفوفين ( يناير 2006 ، فبراير 2007 ) لمدة 40 ساعة نظرية وعملية تغطى المعلومات النظرية والعملية اللازمة للتخصص في مجال العمل مع الصم المكفوفين ، وقد تم توزيع مجموعات المتدربين على عدة مدن من محافظات مختلفة ليشمل القاهرة – الجيزة – المنوفية – قنا – المحلة الكبرى – السويس – دمياط – كفر الشيخ أملا في امتداد الخدمة إلى كل طفل أصم كفيف في مصر ، إضافة إلى استمرار تقديم خدمات التدخل المبكر والتأهيل للأطفال داخل الجمعية
ويؤكد موقع جمعية نداء (2007) على الدعم الذي يحتاجه الأطفال ذوي الإعاقة السمعية البصرية حيث تنشأ عن الإعاقة السمعية البصرية احتياجات خاصة لا يمكن الوفاء بها من خلال الخدمات المقدمة للأشخاص الصم فقط أو المكفوفين فقط ، وفى كثير من الحالات يعانى الأطفال المولودون صما مكفوفين من إعاقات أخرى خاصة بالحركة أو الإدراك ، مما يتطلب معه تقديم خدمة تخصصية موجهة لاحتياجات كل من أولئك الأطفال بما يتناسب مع طبيعة إعاقتهم و قدراتهم الشخصية ، فلا يخلو شخص أصم كفيف طفلا كان أو بالغا من قدرة على التعلم و الإنجاز إلا أنهم بحاجة ماسة إلى المساعدة التأهيلية على نحو صحيح لتلافى تأخر نموهم بدنياً و ذهنيا و يكمن مفتاح تنمية الأطفال باختلاف أعمارهم في التدخل المبكر المقترن بالدعم التربوي المكثف .
ساحة النقاش