زكاة القلوب مع الحُبوب
قال أنس بن مالك : كنا إذا نزلنا منزلا لا نسبح حتى نحط الرحال . قال الخطابي يريد؛ لا نصلي سبحة الضحى ، إلا بعد أن ننزل ما على الدواب من متاع ورحال وسروج . وكان بعض العلماء يستحب أن لا يطعم الراكب إذا نزل المنزل حتى يعلف الدابة ، فالمعنى أن الرجل يطعم دابته قبل نفسه .
وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن إطالة الجلوس على الخيل والحمير والبغال ، وغيرها من المركوبات ، أو الوقوف عليها من غير حاجة .
فكثيرًا ما ينسى الركبان ، أو يتناسون أنفسهم وهم على دوابهم ، فيتسامرون ويتضاحكون ، ولا يتذكرون نصيحة النبي صلى الله عليه وسلم عندما مر على قوم وهم وقوف على دواب لهم ورواحل ، فقال لهم : “ اركبوها سالمة ودعوها سالمة ولا تتخذوها كراسي لأحاديثكم في الطرق والأسواق فرب مركوبة خير من راكبها وأكثر ذكرا لله تعالى منه ” .
الله الله الله ... جميلة تلك المعاني وعظيمة هذه الآداب كم نحتاج لها وأن نحيا بها .. ليأتي جولمان وكوفي وجاردنر ليتأمل وينبهر بعظمة الدين وجمال الإنسانية في الإسلام السلام .
لست مبالغاً ولا مهولاً والله ثم والله ثم والله يومياً يأتي لي من مشكلات تشاهد في الأفلام - ظناً مني ذلك - ولكن هي واقعاً مؤلماً وببيوتنا نحن أنا وأنت وهو وهي - ربي اللطيف الستيرالهادي - ( سحاق ، لواط ، جنس مع حيوانات ، هروب فتيات ، عقوق ، فضلاً عن مشكلات السرقة ، والألفاظ البذيئة وغيرها ) مع الأسف..
فليراجع كل زوج علاقته العاطفية والرومانسية بشريكته وروحه ورفيقة دربه وسنده .
ولينتبه كل مربٍ على أبنائه ، وليمارس الحب والاحتواء بأنواعه من : لمسة وهمسة وكلمة وفسحة ودعوة ورقة ونظرة وهدية ، قبل أن يفلت الزمام وتتسع الرقعة وتخرب العلاقات .
الأسرة هي المحضن التربوي رقم واحد أين الوالدين ؟ أين الحب ؟ أين المصاحبة ؟ أين الوقت والمشاركة ؟
نداء لكل والد نوعي : كن أنت الحبيب والمحبوب والمحتوي والقدوة والمربي والمحامي والحامي والحضن الراقي والرقيق والسند الرقراق لبنتك وابنك .
جاء العيد فرصة لتصحيح المسار فمع مغفرة الذنب و اجتماع الشمل وفتح الله وقبول التوب ... نبدأ من جديد يكون لنا هدف ثابت : التجمع والحب ، ثم عمل تطوعي أسري حتى نقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة ، لنعايش زكاة القلوب قبل الحبوب ، وزكاة الحُب والحَب ، ثم قانون للبيت مع تقنين خروج الأبناء وسهراتهم صغاراً وكباراً إناثاً وذكوراً ، وتقنين استخدام الشاشات والأجهزة الذكية حتماً ، كأب وكأم معرفة الرقم السري ونوعية البرامج وضبط أدبياتها.
العيد يعيد ضبط البيت وضبط المزاج وضبط الوجهة وضبط الوجود .
وقد رخص النبي محمد للمسلمين في هذا اليوم إظهار السرور وتأكيده ، بالغناء والضرب بالدف واللعب واللهو المباح ، بل إن من الأحاديث ما يفيد أن إظهار هذا السرور في الأعياد شعيرة من شعائر هذا الدين ، ولهذا فقد روي عن عياض أنه شهد عيدا في الأنبار فقال : ما لي أراكم لا تقلسون ، فقد كانوا في زمان رسول الله يفعلونه . والتقليس : هو الضرب بالدف والغناء .
وانظر لهذا المشهد الجميل لنشر الحب ومعاني الود فقد روي عن عائشة قالت : إن أبا بكر دخل عليها والنبي عندها في يوم فطر أو أضحى ، وعندها جاريتان تغنيان بما تقاولت به الأنصار في يوم حرب بعاث ، فقال أبو بكر: أمزمار الشيطان عند رسول الله ! فقال النبي : « دعهما يا أبا بكر؛ فإن لكل قوم عيدا، وإن عيدنا هذا اليوم » البخاري ومسلم .
وهكذا في يوم العيد يجتمع الكل يفرح الكل يود الكل ، كلهم مسرورون فالغني متصدق ، والفقير مكتف ، والأولاد يلعبون ، والبنات يغنون .
فلنرب أبناءنا على تلك المعاني السامية والمفاهيم الراقية لننشر معاني الحب والود بين أفراد مجتمعنا لنقضي على هذا الجفاف في المشاعر.
ليكن العيد مختلف عيد بداية حياة ... ليست حياتنا شعارات نريد ابناً فذاً وقائداً راقياً وهو يستيقظ مغرباً همه الواتس وسناب وتويتر وانستجرام و.... لهفته في التفاعل التقني لا يعرف أباً ولا أماً ولا عائلةً ..
الخارج أكبر تأثيراً من الداخل ..
الصاحب أقوى حضوراً من الآباء ..
الشارع أكثر إقناعاً من البيت ..
يا الله يا الله يالله لم شملنا و وحد صفنا وتولى أمرنا وأجمع قلوبنا آمين آمين ..
وللحديث بقية وتفصيل ..
💘🏮♥️💚شاهدوا حلقتي الجديدة التعاون والقادة في رمضان والأسرة
https://youtu.be/w5FsYRgIrfI
انتظرونا في دورة التربية الجنسية بعد العيد ( مهمة جداً جداً )
ج/٠٥٠٨٧٠٥١٢٤
ساحة النقاش