عندما بدأت ادرس لطلاب المرحلة الابتدائية موضوعات التربية الجنسية أو اكتب في التربية الجنسية وجدت هجومماً كاسحاً بآليات ومدفعيات كلامية ، وتحول الحديث في تلك الموضوعات الحساسة شبح مخيف وكابوس مزعج ، وللأسف كانت أغلب ردود الأفعال الرافضة والخائفة والمرعوبة من طرح ومناقشة الممنوع سابقاً هم "المثقفون"، ولأنني قررت أن أخوض في ثقافة العيب فكان علي أن أثبت فائدة تدريس التربية الجنسية وهذا ما بينته نظرياً بالمقال السابق وعملياً لطلابي وآبائهم . واذكر معلم الفقه وهويتحدث عن جزء الاغتسال وما يوجبه، وقرر أن يمر أو يمرر الحديث عن بعض النفاط الحساسة من المنهج وفرح الطلاب للحذف ، وكان ما فعله صاحبي امتداد لثقافة مجتمع ويكأن الجزءالسفلي في عالمنا العربي مبتور ليس موجودا وهذا الحذف ليس من وزارة التربية والتعليم ولكن من ثقافة مجتمع موروثة ولست أبالغ إن قلت أننا نلعب دورين متناقضين تماما ففي الأحاديث المغلقة نتكلم في الجنس والجسد وبلا حواجز ، وفي العلن أمام الشاشات أو بالصحف كان كلامنا عن تلك الموضوعات عيباً ولا يصح ونضيق واسعاً ، أونحرم حلالاً .
نتحدث مع طلابنا بضرورة حفظ تضاريس وطنه ومناخ قارته ولم نقرر عليه معرفة تضاريس جسده ومناخاته المتقلبة بمراحله المختلفة .
والخطير أننا بمنهجنا لم نتحدث معهم عن أمور يكتون بنارها ويعيشون بخضمها لم نتحدث معهم بشي مقنن عن ( زنا المحارم - العادة السرية - العلاقة الحميمة - التحرش - الجنس الهاتفي - السادية- ألعاب غرفة النوم - الجنس النفسي ..... ).
والأخطر من السابق أننا نوكل هم التربية الجنسية للآباء المساكين الذين هم في أشد الاحتياج للتأهيل لتلك الممارسة التربوية الحساسة .
إن التربية الجنسية عملية مستمرة وممتدة وشاملة ومسئولية الجميع -المدرس والطبيب والأخصائي الإجتماعي والأب والأم ورجل الدين الإعلامي-.
أرجو أن يتذكر الجميع مقولة د/ خالد منتصر (أن الأخلاق لا يتمّ إحتكارها، وأن البعض الذين يدعون أنهم الوكلاء الوحيدون لقطع غيارها واهمون، فكلنا نسعى من أجل أخلاق أفضل ولكن يوجد فرق كبير بين الأخلاق وبين المرض النفسي، والخصيان هم أكثر الناس أدباً لكنهم أفشل البشر في بناء المجتمعات، ومن المؤكد أننا بعدهذا سنتأكد أن أعظم قدرة نمتلكها نحن الكبار هي قدرتنا على نسيان مراهقتنا).
وللحديث تتمة حول التحرش الجنسي للطفل
مدرب وستشار أسري
مع تمنياتي بتربية راقية
محبكم دوماً الخبير التربوي
أ . نزار رمضان
ساحة النقاش