همسات تربوية  ” نهر الحب ”

سميت هذه الهمسة نهر الحب لأن النهر له منبع ومصب ويتميز بالحركة والحيوية والجريان والاستمرارية كذلك الحب نحو الأبناء نهر متدفق جارٍ مدى الحياة متجدد له منبع ( القلب ) وله مصب عملي ( المعاملة مع الأبناء ) . فلقد أودع الله – سبحانه وتعالى – في قلب الأبوين عاطفة فياضة نحو الأبناء ، وذلك ليساقا سوقاً نحو تربيتهم ورعايتهم ، والاهتمام بشئونهم ومصالحهم ، ولولا ذلك لانقرض النوع الإنساني من الأرض ، ولا عجب أن يصور القرآن العظيم هذه المشاعر الأبوية الصادقة أجمل تصوير ؛فيجعل من الأولاد تارة زينة الحياة الدنيا:(الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً) (الكهف : 46 )وتارة نعمة عظيمة تستحق الشكر (ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً) (الإسراء : 6 )ويعتبرهم ثالثة قرة أعين إن كانوا سالكين سبيل الله (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً) (الفرقان : 74 )إن حب الأبناء يجري في القلوب كما يجري الدم في العروق ، ومع هذا فلآباء في هذا الحب فريقان ؛ الفريق الأول : هو من يحسن التعبير عن هذا الحب ، ويترجمه في حياته إلى واقع عملي ملموس ؛ فتراه مع أبنائه رحيماً رقيقاً عادلاً مشجعاً ناصحاً .. وهذا الفريق له من الله حباً ورحمةً برحمةً ؛ فلقد روى البخاري عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال : جاءت امرأة إى عائشة رضي الله عنها ، فأعطتها عائشة ثلاث تمرات ، فأعطت كل صبي لها تمرة ، وأمسكت لنفسها تمرة ، فأكل الصبيان التمرتين ونظرا إلى أمهما ، فعمدت الأم على التمرة فشقتها ، فأعطت  كل صبي نصف تمرة ، فجاء النبي ، فأخبرته عائشة فقال : " وما يعجبك من ذلك ؟ لقد رحمها الله برحمتها صبيها" ... أما الفريق الثاني من الآباء .. فهو لا يُشعر أبناءه بهذا الحب الذي يملأ قلبه ، ولا يُعبر لهم عن العاطفة الأبوية التي تجري في عروقه ؛ فترى من قسمات وجهه وتسمع من فلتات لسانه ما ينافى هذه المشاعر النبيلة 00 وهذا الفريق بحاجة ماسة إلى غرس بذور الحب والرحمة والمودة في بيوتهم ، حتى يحصدوا المغفرة والرحمة والرضوان من ربهم ؛ فلقد روى البخاري أن أبا هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن على ،وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالس ،فقال الأقرع : إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا ،فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه ثم قال : "من لا يرحم لا يرحم "... أيها المربي الكريم أيتها المربية الكريمة ...إذا أردت إن تعرف من أي الفريقين تكون؛فاشترك معنا في الإجابة على الاستبيان التالي(لحظة صدق مع النفس ) .

  • هل تشعر أنك تحب أبنائك ؟
  •   هل تسلم على أبنائك وتصافحهم عند خروجك وعودتك من المنزل؟
  • هل تخبر أبناءك أنك تحبهم ؟
  • هل تحرص على تقبيل أطفالك واحتضانهم؟
  •   هل تتجنب إهانة أبنائك وخاصة أمام زملائهم وأصدقائهم ؟
  •  هل تحرص على الابتسام في وجه أبنائك؟ 
  • هل تزيد في عبادتك وأورادك بنية صلاح أبنائك ؟
  • هل تتجنب الدعاء على أبنائك أياً كانت الظروف والأسباب ؟
  • هل تخاطب أبناءك بأحب الأسماء إليهم أو بأسماء " الدلع " ؟
  • هل تحتفل مع أبنائك ببعض المناسبات كالنجاح وحفظ القرآن ؟
  • هل تحضر لأبنائك هدية – ولو بسيطة كلما حانت فرصة أو مناسبة؟
  • هل تشتري لأبنائك ما يناسبهم من اللعب ؟
  • هل تمدح أبناءك – تقريباً – ضعف ما تنتقدهم ؟
  • هل تمزح مع أبنائك وتشاركهم ألعابهم من حين لآخر ؟
  • هل تتجنب مقارنة أبنائك ببعضهم ؛ فلا تقول لأحدهم :"أخوك أفضل منك " ؟
  • هل تحكي لأبنائك بعض القصص والحكايات وخاصة قبل النوم ؟
  • هل تصطحب أبنائك معك فيما يناسبهم من أعمال ومناسبات ؟
  • هل تحرص على الوفاء بما تعد به أبناءك ؟
  • هل تتناول يومياً وجبة واحدة – على الأقل – مع كل أبنائك ؟
  • هل تخرج مع أبنائك في نزهة أو رحلة شهرياً ؟
  • هل تستشير أبنائك من حين لآخر وتقدر ما يبدونه من آراء؟
  • هل تستخدم دائماً كلمة "شكراً – لو سمحت " وأنت تتحدث مع أبنائك؟
  • هل تفكر في بيتك وأبنائك – يومياً – عشر دقائق على الأقل ؟
  • هل تقلل من قولك لابنك " لا تزعجني " وتكثر في قولك : " تعال .. ما مشكلتك "؟
  • هل تدعو الله – يومياً – أن يؤلف بين قلوبكم وأن يجعلكم أسرة سعيدة ؟

عاير حب

 لكل سؤال ضع أمامه بالترتيب

دائماً         أحياناً             نادراً           لا أفعل

ولكل إجابة بالترتيب الدرجة الآتية

4             3                2                  1

ثم عاير حبك

25-50 : طريقة تعبيرك بالحب لأبنائك تحتاج لإعادة نظر .( حاول تقترب ) .

50-75 : ربما تخطئ في طريقة التعبير عن الحب من فترة لأخرى تحتاج لتعديل بسيط ( على وشك الاقتراب ) .

75 – 100 : طريقة تعبيرك بالحب لأبنائك صحيحة ومؤثرة فأنت تحبهم وهم يحبونك ( أنت على الطريق الصحيح ) . 

أتمنى من الله أن  تكون هذه الهمسة لامست القلوب لتترجم لواقع  ، وفي الهمسة القادمة نتكلم عن  ” مظاهر الحب وضوابطه ” 

مع تمنياتي بتربية راقية

 محبكم دوماً الخبير التربوي

 أ . نزار رمضان

 للتواصل التربوي والاستشارات

 

 

  • Currently 340/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
112 تصويتات / 2665 مشاهدة
نشرت فى 10 أغسطس 2009 بواسطة nezarramadan

ساحة النقاش

نزار رمضان حسن

nezarramadan
مدرب تنمية بشرية بالمملكة العربية السعودية / مدرب معتمد في الكورت من معهد ديبونو بالأردن / متخصص رعاية موهوبين وهندسة التفكير/ مستشار في حل المشكلات الأسرية والشبابية / معهد اعداد دعاة / عضو شبكة المدربين العرب /مدرب في نظرية سكامبر/مدرب في نظرية تريزمن معهد ديبونو بالأردن / دبلوم برمجة لغوية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

391,263