في ظل المتغيرات العصرية والاضطرابات السلوكية التي تحيط بأبنائنا وتعصف فيهم وبهم نجد أننا في أمس الحاجة إلى أن نفقه نفسية أبنائنا ومدى حاجتهم النفسية وضرورة اشباع تلك الحاجات النفسية حتى يربوالابن بعيداً عن تلك التوترات السلوكية التي كثيراً ما يشتكي منها الآباء - وإن كانوا هم سبباً فيها - ولكن الشكوى بعد فوات الأوان وصعوبة الاستدراك لذا وجدت من الحتمية علي كتربوي ومهتم بأمور التربية أن أضع أشارات وإضاءات حول مفهوم فقه التربية النفسية ووجدت في لغتنا العربية الجميلة خير معين في تجلية هذا المعنى والمفهوم.  

 فالفِقْهُ: العلم بالشيء والفهمُ له،  والفِقْهُ في الأَصل الفَهْم. يقال: أُوتِيَ فلانٌ فِقْهاً في الدين أَي فَهْماً فيه. قال الله عز وجل: ليَتفَقَّهوا في الدين؛ أَي ليَكونوا عُلَماء به، وفَقَّهَه اللهُ؛ ودعا النبي، صلى الله عليه وسلم، لابن عباس فقال: اللهم عَلِّمْه الدِّينَ وفَقِّهْه في التأْويل أَي فَهِّمْه تأْويلَه ومعناه، فاستجاب الله دُعاءه، وكان من أَعلم الناس في زمانه بكتاب الله تعالى.
والفِقْهُ الفِطْنةُ.

الفِقْهُ (القاموس المحيط)
الفِقْهُ، بالكسر: العِلْمُ بالشيءِ، والفَهْمُ له، والفِطْنَةُ، وغَلَبَ على عِلمِ الدينِ لشَرَفِه.
وقصدت أن الفقه أعمق وأدق من الفهم ولما كانت المهن تحتاج إلى فهم ليجاز العامل فيها فما بالكم تربية أبنائنا وغرس قيمنا ألا يحتاج هذا إلى فهم واتقان ومع الفهم لا بد أن يغلف بالفطنة والذكاء وللتربية معان رائعة تلقي بظلالها على تصوراتنا التي تترجم بأفعالنا ومنها  : -

رب (مقاييس اللغة)
الراء والباء يدلُّ على أُصولٍ. فالأول إصلاح الشيءِ والقيامُ عليه.
والرّبُّ: المُصْلِح للشّيء.
والله جلّ ثناؤُه الرَّبٌّ؛ لأنه مصلحُ أحوالِ خَلْقه.
والرَّبيبة الحاضِنة.
والأصل الآخرُ لُزوم الشيءِ والإقامةُ عليه، وهو مناسبٌ للأصل الأوّل. يقال أربَّت السّحابةُ بهذه البلدةِ، إذا دامَتْ.
ويقال الإرباب: الدّنُوّ من الشَّيء.
ويقال أربَّت الناقة، إذا لزِمت الفحلَ وأحبّتْه، .والأصل الثالث: ضمُّ الشيء للشَّيء،
وسُمِّي العهدُ رِبابةً لأنَّه يَجْمَعُ ويؤلِّف.

(لسان العرب)
رَبا الشيءُ يَرْبُو رُبُوّاً ورِباءً: زاد ونما.
وأَرْبَيْته: نَمَّيته.
وفي التنزيل العزيز: ويُرْبي الصدَقات؛وفي حديث الصدقة: وتَرْبُو في كَفِّ الرحمن حتى تكونَ أَعْظَمَ من الجبل.
وقوله عز وجل في صفةِ الأَرضِ: اهْتَزَّتْ ورَبَتْ؛ قيل: معناه عَظُمَتْ وانْتَفَخَتْ

وتربية الأبناء تحمل مفاهيم كثيرةمن زيادة السلوكيات السوية الحميدة ، وهي وظيفة الآباء من اصلاح التالف وتعديل المعوج ، وهي القيام على مصالحهم ،وديمومةالممارسات التربويةلأنها لا تنتهي أبداً وبالتالي هي ملازمة لحياة البشر لينتقل من مقام تربوي لآخر، والتربية بكل ثناياها تجمع ولا تفرق وتضم ولا تبعثر فهي ضم النافع لمثله .

نفس (لسان العرب)
النَّفْس: الرُّوحُ، ، تقول: قتَل فلانٌ نَفْسَه وأَهلك نفسه أَي أَوْقَتَ الإِهْلاك بذاته كلِّها وحقيقتِه،  ؛قال ابن خالويه: النَّفْس الرُّوحُ، والنَّفْس ما يكون به التمييز، والنَّفْس الدم، والنَّفْس الأَخ، والنَّفْس بمعنى عِنْد.
والنَّفْس الجَسَد؛وما أَنْفَسه أَي ما أَشدَّ عينه؛والنَّفَس الفَرَج من الكرب.
والتَنَفُّس استمداد النَفَس، وقد تَنَفَّس الرجلُ وتَنَفَّس الصُّعَداء .

وبالتالي النفس هي الروح أي أننا في تربيتنا نتعامل مع شيء شفاف مجهول متقلب ومن معانيها الصعوبة والشدة لأننا لا نتعامل مع ماديات ولكن نتعامل مع نفسيات أرواح فحتماً نحتاج لفقه تربوي خاص .

ففقه التربية النفسيةباختصار هو الفهم المصلح لروح وعقل أبنائنا.وبالتالي لأبنائنا كثير منم الحاجات النفسية الهامة.والحاجة هي افتقار إلى شيئ ما ’إذا وجد هذا الشيئ حقق الإشباع والرضا والإرتياح لدى الطفل.

أهمية معرفة الحاجةالنفسية بالنسبة للمربي:-

لا شك أن فهم حاجات الطفل وطرق اشباعها يضيف إلى قدرتنا على مساعدته للوصول إلى أفضل مستوى للنمو النفسي والتوافق المعنوي و كثيراً ما يتساءل الآباء عن ماهية حاجات الطفل النفسية ،وحتى نصل إلى ذلك فهناك حاجات نفسية عديدة للطفل يجب تلبيتها ويمكن تلخيصها- وهذه الحاجات ليست حصرية -ولكن هي إشارات وإضاءات على الطريق التربوي الناجح:-

1- الحاجة الى الحب.
2- الحاجة الى الرعاية و التوجيه والتحفيز.
3- الحاجة الى ارضاء الكبار.
4- الحاجة الى ارضاء الاقران.
5- الحاجة الى الحرية.
6- الحاجة الى تعلم المعايير السلوكية.
7- الحاجة الى التحصيل الدراسي.
8- الحاجة الى الامن.
9- الحاجة الى اللعب.

10 -الحاجة للمخاطرة والمغامرة.

ونفصل أربعة حاجات لأهميتها وتأثيرها في الحاجات الأخرى
الحاجة الأولى : الحاجة إلى المخاطرة والمغامرة ، فهو حين يكتشف عالم الكبار يقوم بحركات وأنشطة كثيرة جداً ، وقد لا تخلو من شيء من الخطورة . وعلى الأم أن لا تتضايق من كثرة أنشطة ولدها ، ولكن تراقب الألعاب التي يمكن أن تشكل بعض الخطورة عليه .
إن حاجة الطفل إلى اللعب حاجة كبيرة جداً ، فدعي طفلك يتحرك ويخاطر ويغامر ، فذلك هو سبيله إلى اكتساب الخبرات ، ووفري له المكان الذي يلعب فيه.
الحاجة الثانية : الطفل بحاجة إلى التعاطف ، أي أن يكون محبوباّ ومحبّاً ، فالسلام الداخلي في نفسه وقلبه لا ينمو إلا إذا فاضت عليه من محيطه مشاعر الحب والعطف والحنان .
وسبحان الله العظيم ... فقد أثبتت الدراسات أن الطفل يتعرف على أمه منذ أيامه الأولى ، بواسطة حاسة الشم ، ويبدأ ارتباطه بها بوقت مبكر جداً .. وحتى تنمو لديه مشاعر العطف والحنان ، فعلى أمه أن تضمه بين الفينة والفينة إلى صدرها وتداعبه وتناغيه .
وهو بحاجة إلى أن يكون محبّاً أيضاً ، والدمية في يد الطفلة تنمي لديها مشاعر العطف ، وتلبي هذه الحاجة .
الحاجة الثالثة : الطفل بحاجة إلى التكريم والتشجيع ، وعلى الأم أن تكون على وعي بأن الطفل ليس ناقص المشاعر ، وإن كان ناقص الخبرات ، وهو يشعر بما يشعر به الكبار .
ابن ُسنة إذا عبست في وجهه وقطَّبت حاجبيك بكى ، لأنه يشعر أن وضعية وجهك تعني الغضب . الطفل الذي تعوّد مشاعر المذلة من مربيه وذويه يُستنفذ رصيده كله وتضيع فيه بالتالي جهود المربين ، وحين يمتلك مشاعر العزة والأنفة ، فإنه يمكن آنذاك أن نقول له : هذا لا يليق بك .. ومثلك لا يفعل هذا ، ويكون لهذا الكلام معنى لديه .
الكبار والصغار يحتاجون إلى التكريم والتقدير ، لأنهم بذلك يتأكدون من سمو مكانتهم لدى الآخرين ..يتأكدون من أنهم أكفاء اجتماعياً ..الطفل أيضاً بحاجة إلى التشجيع والتحفيز ، فهو لنقص خبراته يحب أن يتأكد بأنه على الطريق الصحيح ، ولا شيء كالتشجيع يوفر له ذلك : إذا قدم لكِ الطفل كأس ماء .. فقولي له : شكراً ...إذا حفظ جزءاً من القرآن الكريم ...فقدمي له هدية .. إذا تفوَّق في دروسه ... فأشيدي به وكافئيه .
علينا أن نشعره دائماً أنه يمتلك إمكانات النجاح ومتطلبات التفوق والتقدم ، وأننا سعداء ومغتبطون بما يحققه ويتميز به .
الحاجة الرابعة : الطفل لن ينمو النمو الجيد إلا إذا أتحنا له قسطاً من الحرية ، وهذا لبس مهما ً لنموه الجسدي فحسب ، وإنما مهم أيضاً لنموه النفسي والعقلي والروحي .
ومع إيماننا بأهمية الإشراف على الطفل ووجود سلطة ضابطة في البيت تتدخل عند الحاجة ، إلا أن من المهم جداً أن يشعر الطفل أن أمامه خيارات عديدة في كثير من الأحيان .. وأنه يستطيع أن يرفض بعض الأمور التي لا ترضي ذوقه الشخصي ، مما يتعلق بطعامه وشرابه ولباسه وعلاقاته

وللحديث بقية عن

 كيف نحمي أطفالنا من المشاكل النفسية؟

الأسباب التي تؤدي إلى المشاكل النفسية للطفل. 

كيف نحافظ على صحة أبنائنا ؟

 

مع تمنياتي بتربية راقية

أ . نزار رمضان

 محبكم دوماً الخبير التربوي والكاتب الصحفي بجريدة عكاظ

مجلة رؤى - مجلة الدعوة الإسلامية

والمشارك التربوي بقنوات دليل - الرسالة- السعودية الأولى

فور شباب - عيون جدة -إذاعة جدة -الشباب

مدرب تنمية بشرية ومستشار أسري

مخطط استراتيجي أسري ومعالج سلوكي للطفل والمراهق 

بانتظار أفكارك وآرائك

 للتواصل التربوي والاستشارات

المملكة العربية السعودية

شمال جدة حي الشاطئ

                ج  السعودية/    00966508705124    

        موبيل  مصر /0020124277270

 ايميل / [email protected]

[email protected]

[email protected]

 

 

 

 

  • Currently 192/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
62 تصويتات / 734 مشاهدة
نشرت فى 8 أغسطس 2009 بواسطة nezarramadan

ساحة النقاش

نزار رمضان حسن

nezarramadan
مدرب تنمية بشرية بالمملكة العربية السعودية / مدرب معتمد في الكورت من معهد ديبونو بالأردن / متخصص رعاية موهوبين وهندسة التفكير/ مستشار في حل المشكلات الأسرية والشبابية / معهد اعداد دعاة / عضو شبكة المدربين العرب /مدرب في نظرية سكامبر/مدرب في نظرية تريزمن معهد ديبونو بالأردن / دبلوم برمجة لغوية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

388,626