مع انتهاء العام الدراسي يكثر الحديث داخل الأسر وفي أوساط الطلاب عن كيفية قضاء أجازة صيفية ممتعة، انطلاقاً من قاعدة شعبية ترسخت في أذهان الغالبية بأن اصطلاح "الإجازة الصيفية" يعني راحة استجمامية ترويحية، تلتقط فيها الأنفاس استعداداً للعام الدراسي الجديد. والمتأمل للسياق التاريخي يجد أن هذه القاعدة تُعمد ترسيخها في العالم الإسلامي بالتوازي مع النظم التعليمية العلمانية إبان الاستعمار الغربي، في ذات الوقت الذي نجد فيه أن تحصيل العلوم في الإسلام لا تحرق معه هذه المساحة الوقتية الكبيرة المعروفة بالإجازة الصيفية تلك المساحة التي يظن البعض أنها أربعة أشهر وفقط، ولكننا إذا حسبناها كلية على مدار رحلة الطالب الدراسية التي تتجاوز الستة عشر عاماً، فإن نصيب الإجازة منها سيكون أربع سنوات ميلادية كاملة. مساحة زمنية فراغية كبيرة، في أعمار تحصيلية عظيمة، قل ما يجود بها الزمان في الكبر، مما يجعلنا نطرح تساؤلاً مهماً وهو: كيف نقضي الإجازة الصيفية بطريقة جدية ينفع بها المسلم ذاته، وينعكس النفع على الإسلام والمسلمين؟ بداية! ينبغي أن تخلخل عندنا هذه القاعدة الشعبية ذات النهج الترويحي- لا ننكر الترويح ولكن بضوابطه الشرعية-، فليس من المعقول أن نضيع بأيدينا أربع سنوات أو يزيد في لهو ولعب، في وقت نجد فيه الصحابة رضوان الله عليهم، وعلماء الإسلام، والدعاة إلى الله قد فقهوا إلى توجيهات الشريعة الإسلامية بأن تكون جميع أوقات المسلم ذات ثمرات تكليفيه. فطبقوا ذلك في حياتهم اليومية فبلغوا ما بلغوا من المجد وحسن التحصيل، وهم قدوتنا وعلى دربهم نسير.فالعلماء أفضل من يعرف شرف الوقت وأهميته، ودوره في خدمة الإسلام والمسلمين، واستثماره الاستثمار العملي الأمثل، حتى في أوقات الزيارات والضيافة نجدهم يوظفونها وظيفة مزدوجة، يُحسن فيها استقبال الضيف، ولا يتأثر هدفهم الجلي بمضي وقتها. يقول ابن الجوزي رحمه الله عن نفسه: " رأيت خلقاً كثيرين يجرون معي فيما اعتاده الناس من كثرة الزيارة، فلما رأيت الزمان أشرف شئ كرهت ذلك وبقيت معهم بين أمرين، إن أنكرت عليهم وقعت وحشة لموضع قطع المألوف، وإن تقبلته منهم ضاع الزمان، فصرت أدافع اللقاء جهدي، فإذا غُلبت قصَّرت في الكلام لأتعجل الفراق، ثم أعددت أعمالاً لأوقات لقائهم لئلا يمضي الزمان فارغاً، فجعلت من المستعدّ للقائهم قطع الكاغد (الورق)، وبري الأقلام، وحزم الدفاتر، فإن هذه الأشياء لابُدَّ منها ولا تحتاج إلى فكر وحضور قلب، فأرصدتها لأوقات زيارتهم، لئلا يضيع شئ من وقتي. نسأل الله أن يعرفنا شرف أوقات العمر" اللهم آمين.فإذا نجحنا في خلخلة تلك القاعدة الترويحية في الإجازة الصيفية، وتولد لدى كل منا آباءً وأبناءً، الاستعداد التام لاستثمار تلك الإجازة استثماراً عملياً مفيداً، فسنكون بذلك قد وضعنا أقدامنا على أول طريق الثمرة التكليفية التي يعود نفعها على المسلم في الدنيا والآخرة دور الوالدين
يلمس المراقب ضعف الدور التربوي للوالدين في ترسيخ قواعد استثمار أوقات الفراغ في وجدان الأبناء، وهذا راجع لأن بعض الوالدين مشبعين بقاعدة القضاء الترويحي، وبالتالي فهم يورثون ما يعتقدون، بيد أن الدور التربوي إذا لعبه الوالدين جيداً، وعن طريق القدوة العملية لا التلقين النظري، فإن ثمرته ستورث إلى أجيال عديدة. بدليل أن عكس ذلك هو القائم، فكثير من الوالدين يخططون للذهاب إلى المصيف وقضاء أطول فترة ممكنة فيه، مما يرسخ في وجدان الطفل أن الإجازة الصيفية تعني قضاء أياماً وشهوراً على شواطئ البحار وفي المنتجعات السياحية، وعلى ذلك يشب وتدور العجلة.وترسيخ قواعد استثمار أوقات الفراغ لا يأتي إلا بالتوجيه العملي لملكات وقدرات الأبناء، وأيضا استثمار العقل التحصيلي النابه في ملء المحل بالزاد الشرعي النافع.
أفكار ومشاريع تربوية لأحلى أجازة صيفية .
D تهيئة الأسرة لتحديد هدف الأجازة الصيفية وشعارها من خلال اجتماع أسري لجميع أفراد الأسرة بلا استثناء وفي هذا يتم تحديد وبلورة المشاريع التربوية في الصيف .
D عند تحديد البرامج الصيفية ضع في اعتباراك نقاط ضعف ولدك لتعالجعها مثال : ضعف القراءة ( شراء مجموعة قصصية هادفة – قصة يومية ) نقاط القوة واستثمارها مثال : ( قوي باللغة الأنجليزية الاستثمار الاحترافي بإلحاقه بمعهد متخصص ) .
D تحديد الفرص المتاحة لاستغلال الإجازة المحيطة بالأسرة(خارج الأسرة ) مثال : وجود نادي صيفي مجاور للبيت – معهد حاسب آلي – مسجد تحفيظ ......
D تحديد المخاطر والتهديدات المحيطة بالأسرة(خارج الأسرة ) مثال :زيارات عائلية مطولة للبيت وبالتالي بلورة كيفية تخطي التهديد بمهارة .
D وضع مشاريع مقسمة على دوائر محددة مثال : دائرة الأسرة – دائرة الرياضة – دائرة العبادة – دائرة الأصحاب ......... وسنجد بعض الدوائر متداخلة وتخدم بعضها بعضاً .
D التنسيق مع المرشد التربوي والمتخصصيين في التربية لوضع تلك المشاريع التربوية .
D البحث في النت عن أجمل وأنسب المشاريع الصيفية .
D مراعاة أن تكون المشاريع جماعية أسرية بقدر الإمكان .مثال : مشاهدة فيلم كرتوني هادف لجميع أفراد الأسرة – الأجتماع وحفظ سورة معينة مناسبة لعمر الأبناء .
D من هذه الأفكار – سماع شريط أسبوعياً هادف ( 12 شريط بالسيارة ) خلال الصيف .
D حفظ 3 سطور في المصحف يومياً حوالي جزءين من القرآن خلال الصيف .
D مساعدة فقير يومياً ( ملابس – طعام – مال .... ) 90 فقير خلال الصيف .
D حفظ حديث نبوي أسبوعياً ( 12 حديثا خلال الصيف ) .
D الدخول على النت للحصول على معلومة واحدة يومياً ( 90 معلومة خلال الصيف )
D زيارة أسبوعية سياحية تاريخية ( حسب الموقع والمكان)( 12 معلم سياحي بالصيف ) .
D زيارة المكتبة أسبوعياً وشراء كتب ومجلات ....... .
D عند السفر استغلال مكان السفر في زيادة المعلومات التاريخية والسياحية .
D هناك ألعاب ( حقيبة علمية ) يمكن اجراء تجارب في الفيزياء والكيمياء والأحياء وغيرها تناسب العمرمن 5 ل 12 سنة .
D يمكن شغل الابن في أعمال منزلية مثل تصليح كرسي أو فك وتركيب جهاز قديم والتعرف على اجزائه .
D الاشتراك ( الأسرة جميعاً ) في تجميع مادة علمية لكتاب وليكن اسمه أطايب الكلم ( محتوي على معلومات – قصص – مواقف ) أو تأريخ للصيف بعمل مذكرات الأسرة يوم بيوم .
D عمل مشروع أخلاقي مثال خلق الأسبوع يتنافس فيه جميع أفراد الأسرة 12 خلق مفهوماً وتطبيقاً
D مسابقة بين أفراد الأسرة تلخيص شريط أو تلخيص كتاب .
D مسابقة بين أفراد الأسرة جميعاً في أي لعبة ألكترونية شيقة الأب – الأم – الأخ – الأخت يومياً .
D رسالة يومية متبادلة بين أفراد الأسرة ما بين دعاء – حب – تنمية بشرية ........
D عمل رحلة تأمل وسط الشهر العربي 3 رحلات ايمانية .
D الاشتراك في نادي أو مركز صيفي .
D عمل صحيفة انجاز أو لوحة شرف وسط البيت تبرز أهم أعمال ونجاحات أفراد الأسرة وكتابة عبارات شكر وتقدير يومية من الوالدين .
D رحلة تمشية كل أسبوعين (6 رحلات مفتوحة ) مثلاً والحديث المفتوح مع الأبناء بموضوعات هامة مناسبة لعمرهم ولهموم واهتمامات البيت .
D انضمام الأسرة جميعاً بدورة واحدة لتطوير الذات في وقت واحد ( رائعة جدا ) .
D زيارة جمعية خيرية أو مستشفى شهرياً ( 3 زيارات ) .
D عمل غرفة لللأبناء مصممة باحتراف تناسب مناشطهم من ( رسم – نحت – حاسب – خط ........ لا يعدم أي ابن موهبة ما ).
D العضوية في منتدى أو مدونة أو موقع بالشبكة الألكترونية والتفاعل مع الموقع يومياً نصف ساعة جميع أفراد الأسرة .
مع تمنياتي بتربية راقية
أ . نزار رمضان
محبكم دوماً الخبير التربوي والكاتب الصحفي بجريدة عكاظ
مجلة رؤى - مجلة الدعوة الإسلامية
والمشارك التربوي بقنوات دليل - الرسالة- السعودية الأولى
فور شباب - عيون جدة -إذاعة جدة -الشباب
مدرب تنمية بشرية ومستشار أسري
مخطط استراتيجي أسري ومعالج سلوكي للطفل والمراهق
بانتظار أفكارك وآرائك
للتواصل التربوي والاستشارات
المملكة العربية السعودية
شمال جدة حي الشاطئ
ج السعودية/ 00966508705124
موبيل مصر /0020124277270
ايميل / [email protected]
[email protected]
[email protected]
ساحة النقاش