وسائل السلبية التي يتبعها الأهل في علاج مشاكل السمنة لدى أطفالهم
عن تفاقم تلك المشكلة، يرى الدكتور نزار رمضان رائد التنمية البشرية لدى الأطفال والكاتب الصحافي، أن المرحلة العمرية التي تتراوح ما بين 9 و 15 عاماً هي فترة تتكون فيها الميول والاتجاهات، فإذا كان الأهل جادين تربوياً، عليهم الحزم بفرض عادات البيت مثل مواعيد الطعام والنوم وكذلك التعامل مع التقنية، كما أن القدوة الأبوية الحسنة ضرورية لتكوين أسس صحية لتناول الغذاء بالنسبة الى الأبناء.
ولكن الشائع للأسف هو محاولة علاج مشاكل السمنة واضطرابات الأكل بعد فوات الأوان ومن خلال وسائل سلبية، أهمها المقارنة بحيث يُقارن الطفل أو المراهق بأقرانه، وهذه الطريقة تؤثر سلباً في نفسية المراهق وتُشعره بالإحباط والدونية، كما أن اللجوء الى التعنيف والتهديد لا يجدي نفعاً بل يزيد الأمور سوءاً.
وأضاف د. رمضان، أن الشائع أيضاً في علاج مشاكل السمنة، هو تعديل الكثير من الأمهات النمط الغذائي وتشجيع الأبناء على الغذاء الصحي، ولكن من دون نتائج مرجوة كون الطفل أو المراهق يقوم بمضاعفة ما يأكله خارج البيت بعيداً عن الأنظار.
ومن منطلق غرس القيم والمبادئ في الأطفال والمراهقين، يرى الدكتور رمضان أن لا بد من أن يتبع الأهل أسلوب (المناصفة) بمشاركة المربين بالتساوي في تحديد أسباب المشكلة ومعالجتها، ولا بد من الوعي بمسألة القدوة والعمل على إصلاح النفس أولاً، ومن الضروري أن يعلم المربون والأهل أن السمات الشخصية مكتسبة، وليس هناك جينات تتعلق بالنمط الغذائي أو تفضيل نوع معين من الطعام.
لذا يُعد هذا الأمر مكتسباً من خلال ما يراه أطفالنا ويتلقونه من خبرات، وهو قابل للتغيير من خلال التدريب والتجريب والتعلم، على يد المربّي نفسه الذي لا بد من أن يبدع في تهيئة المناخ التربوي وانتقاء الوسيلة الأمثل.
وقبل البدء بتحفيز المراهقين والأطفال على اتباع نظام غذائي صحي، لا بد أولاً من تحديد الهدف والتركيز عليه لمدة 21 يوماً فقط من خلال ملصق أو نشيد تذكيري، ومحاولة ربط مفهوم الرشاقة أو الجسم السليم بقيمنا وتاريخنا.
كما أن أسلوب العرض ضروري من طريق مشاهد أو صور تحفزهم على المضي في علاجهم مشكلة السمنة وزيادة الوزن... كذلك مشاركة هذه المسألة مع الأقارب أو الأصدقاء تقوّي لديهم روح العزيمة وتدفعهم الى الالتزام ومراقبة النفس. والأهم من ذلك، ان رؤية الإنجازات مجسّدة على أرض الواقع، تحفز الطفل على الاستمرار.
نشرت فى 8 فبراير 2016
بواسطة nezarramadan
نزار رمضان حسن
مدرب تنمية بشرية بالمملكة العربية السعودية / مدرب معتمد في الكورت من معهد ديبونو بالأردن / متخصص رعاية موهوبين وهندسة التفكير/ مستشار في حل المشكلات الأسرية والشبابية / معهد اعداد دعاة / عضو شبكة المدربين العرب /مدرب في نظرية سكامبر/مدرب في نظرية تريزمن معهد ديبونو بالأردن / دبلوم برمجة لغوية »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
391,424
ساحة النقاش