|
كتبت / شيماء مأمون (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ) فالحج والعشرة الأيام من ذي الحجة مناسبة عظيمة لدى المسلمين وتعد من أهم العبادات التي يجب تعريف الأطفال بها، وتعويدهم على الاهتمام بها وإحيائها، وغرس القيم منها في نفوسهم، فغرس القيمة أشبه ببناء المنزل الذي لا يقوم بين ليلةٍ وضحاها، بل لا بد من بناءِ أساسٍ له وتشييده لبنةً لبنة حتى يستوي على سوقه، ولا بد قبل ذلك من التخطيط لهذاالبناء...وبذل الجهد المضاعف من أجله, من أجل ذلك كان هذا التحقيق ليكون بين يدي الأسرة بعض الأفكار لاحياء هذه المناسبة.
غرس قيم عظيمة يوضح أ/نزار رمضان – استشاري تربوي –كيفية غرس قيم الحج بقلوب وسلوكيات أطفالنا:- 1 - نحتاج أن يعيش الوالدان والمحيطون بالطفل قيم الحج من حب وود وشوق ووحدة كقدوة عينية وسلوكية مشاهدة للطفل. 2 - تعليق صور جميلة ومثيرة لمناسك الحج تستثير عقلية الطفل وتساؤلاته حول هذه الشعيرة والإجابة عليها بحكمة. 3 - الحج عبر الإنترنت حجاً افتراضياً لتقريب المعاني والمفاهيم المرتبطة بتلك الشعيرة 4 - حواديت حاج تكون سلسلة من الأم أو الأب أو الجد أو ممن حجوا من أقارب الطفل, تبدأ من يوم 1 ذو الحجة حتى انتهاء الحجيج من حجهم, مثل قصة زمزم وهاجر ومنى والرمي وغيرها من القصص الشيقة الجميلة. 5 - التحلق والتجمع حول مشاهدة وقفة عرفات وغيرها من المناسك مباشرة, والتعليق الخفيف الجميل حول تلك المشاهد. 6 - صيام يوم عرفة مشاركة للحجيج وبيان لماذا صوم هذا اليوم وما فيه من عبر وعظات. 7 - عمل حفلة بالأسرة توديعا واستقبالا للحاج. 8 - خلق جو من المرح والود والمتعة بتشغيل أناشيد عن الحج وشهر ذي الحجة وكتيبات مصورة بين يدي الأبناء. 9 - مخاطبة السمع من خلال الأنشودة والقصة والعين من خلال التلفزيون والنت والحس, ومن خلال الرسم والتلوين والقلب من خلال الصوم والعبرة والعظة. 10 -تزيين العمارة ومدخل البيت بأعمال ورقية لها مدلولات بالمناسبة عيداً وحجاً.
تطوير الوعي الإيماني ويؤكد معتز شاهين الاستشاري التربوي - أنه يمكن استغلال موسم الحج والأيام المباركة التي تسبقه ( أيام العشر ) في تطوير الوعي الإيماني لأطفالنا والخروج معهم من نطاق المألوف والمعروف إلى نطاق جديد، وهنا ندعو الآباء والأمهات للابتكار نحو توصيل تلك المفاهيم الإيمانية التي تزخر بها تلك الأيام المباركة بشتى الوسائل مع الإعداد المناسب لها.
وأشار: هنا يمكن لنا التركيز على بعض المعاني والمفاهيم الإيمانية التي ترتبط بالحج ومنها:- - مفهوم التجرد لله وتمام العبودية له سبحانه، وهنا يمكن لنا زرع ذلك المفهوم بشكل عملي في نفوس أطفالنا من خلال الاشتراك مع الجيران والأصدقاء في عمل رحلة إيمانية للأطفال بأحد الأماكن الصحراوية القريبة من البيت، مع عمل مجسم للكعبة فيه ونحاول تعليم الأطفال مناسك الحج عمليا، من هنا سيشعر الطفل بطعم المشقة التي يتحملها الحاج في ترحاله وتجواله ووقوفه بعرفة، وحينها سنجد سيلاً من الأسئلة تلقى على الكبار المحيطين ويجب أن يتقبلوها بصدر رحب ويكونوا جاهزين بالإجابات المستفيضة عليها.
- من المفاهيم المهمة الأخرى الخاصة بتلك الأيام المباركة والتي يزرعها الحج في نفوس العباد، هو أن الصلة بين الله – عز وجل – وعباده صلة مباشرة لا وسيط فيها ولا قرب ولا بعد إلا بالعمل، وهنا يكون الدعاء هو الوسيلة العملية لربط ذلك المفهوم في نفوس أطفالنا، فنبدأ في سرد بعض القصص التي وردت في فضل الدعاء وأنه نجاة لصاحبه، وأن الله قريب منا يسمع ويرى ويلبي نداء المستغيث والمضطر إذا دعاه، وليتعود أطفالنا منا منذ صغرهم، أن يروا أيادينا ممدودة ومرفوعة إلى السماء حتى يشبوا على الدعاء ويكونوا من أهله.
(الصوم جُنة) فلا ننسى أفضل أيام السنة وهو يوم عرفات، فنحث أطفالنا على صيامه قدر المستطاع، ونعد لذلك اليوم برنامجاً إيمانياً، ونعمل على تنفيذه، ولا ننسى الأوقات الفاضلة للدعاء ( قبل الإفطار )، فنجمع أطفالنا عليه كلهم ويدعو الوالد وتؤمِّن الأم والأطفال معًا لترسيخ ودعم مفهوم الصلة المباشرة بالله سبحانه وتعالى.
- أما بالنسبة للأضحية فلنا هنا وقفة، فموقف أطفالنا من منظر ذبح الأضحية نحن – أي الوالدين – اللذان نحدده، فرد فعلنا وطريقة تعاملنا معه تعطي انطباعاً للطفل بأن ما نفعله هو تقرب لله – عز وجل – وتحقيق لمعنى تمام العبودية والانصياع لأوامر الله.
فالصورة المثلى التي يأمل كل والدين أن يرى أطفالهم عليها، هو صورة الطفل المقدام الفرح الفخور لأنه يطبِّق شرع ربه وسنة نبيه المصطفى – صلى الله عليه وسلم -، ويشارك في إطعام الفقراء والمساكين... ولكن كيف نصل بأطفالنا إلى تلك الصورة المثلى:
• علينا اختيار الوقت الصحيح لمشاركة أبنائنا في عملية الذبح، فيرى كثير من علماء النفس أنه من الخطأ تعريض الطفل لمثل تلك المناظر وهو لم يتعد سن السادسة بعد.
• تهيئة نفسية الطفل لاستقبال ذلك المنظر، ويكون ذلك من خلال تعريف الطفل لماذا نذبح الأضحية؟ بأن نحكي له قصة سيدنا إبراهيم وإسماعيل – عليهما السلام • التدرج مع الصغير في رؤية هذا المشهد، ففي عام نجعله يوزع معنا الأضحية على الأقارب والفقراء دون رؤية ذبحها، والعام الذي يليه نجعله يشارك في تقطيعها وتوزيعها أيضًا، ثم العام الأخير يشارك معنا في عملية الذبح من الألف إلى الياء.
• إحضار الأضحية إلى البيت متأخرا، حتى لا يرتبط بها الأطفال عاطفيًا.
وختامًا لنجعل أيام العيد، درساً عملياً لأطفالنا للتواصل وصلة الأرحام، لا المكث في البيت والتسمر أمام التلفاز حتى تنتهي أيام العيد، فيخرج أطفالنا منه كما دخلوا بلا أي فائدة تربوية تذكر. |
ساحة النقاش