البعد الاجتماعي بعد رئيسي في عبادات الإسلام لا ينفصل عن أي عبادة كالصلاة والزكاة والصيام ومن أروع الأمثلة في هذا البعد الحج الذي له روحانيته الاجتماعية الرائعة ففي الحديث المرفوع " وَمَنْ خَلَفَ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا فِي أَهْلِهِ بِخَيْرٍ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ كَامِلا ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيْءٌ " هذاتكاتفأمر به الإسلام الكل متعاون و متفاهم والكل يتجاوز الأنانية و يتخطى حظوظ النفس ويتحمل تبعة غيره لوجه الله فيا له من دين رقيق فيا له من شعور عميق وهكذا أخلاق المسلمين الحكيمة الواعية الرقيقة الرقراقة لأن المسلم أخو المسلم وأن المسلمين كالجسد الواحد فمن عاش لنفسه عاش صغيرا ومات صغيرا ومن عاش لغيره عاش كبيرا ومات كبيرا وبقي طويلا، ولا يمكن بأي حال أن ننعزل في محراب الأنانية بحجج واهية وافتراضات بالية الحج يربينا كأفراد وأمم لكي نصل لتلك الروحانية الاجتماعية من خلال مراحل ثلاث:-
1- مرحلة تجاوز الذات.بدايةً من الميقات، حيث يتجرّد الإنسان فيه من ذاته وأناه، وخصائصه التي تميزه عن الآخرين وتفرده، وتحجزه عن الرومانسية الاجتماعية، التي لا يتميز فيها الأفراد، ولاجدران عازلة مادية أو طبقية أو جنسية أوعرقية،.إنّ الميقات حدّ فاصل، بين الأنا وبين الود الاجتماعي. فقبل أن يدخل الحاج الميقات يعيش كما يعيش سائرُ الناس الأنا تفاخر وتمييز وللأنا تظاهر وبروز في حياتهم، وللأنا سماته الواضحة. فإذا دخل الميقات تضاءل الأنا وخف صراخه وصوته وفقد معالمه ومميزاته، وفقد لونه وصبغته الصارخة، وهذا التعديل في الحس يتمّ في الميقات. ويرمز إلى هذا التعديل (لباس الإحرام) الذي وحد وأذاب الأنا في الجماعة شعاره لا تمايز لا تفاخر.
2- مرحلة الانصهار في الجماعة.تبدأ بعد الميقات والسير مع الركب يترك فيها الحاج العادات الجاهلية والعصبية ويتجه بكليته لله مع الحجيج ليلبي بكلمات واحدة باتجاه واحد بلباس واحد " لبيك اللهم لبيك "
3- مرحلة الحركة إلى الله.من خلال مناسك الحج التي تلد الحاج من جديد من خلال يوم عرفة واللجوء إلى الله بالكلية متذللا إلى الله بالمزدلفة راجماً بمنى متجهاً لله بإفاضته مودعاً بطوافه لبداية حركة جدية جديدة في الحياة.وهذه المراحل الثلاث هي الأطراف الثلاثة في علاقات الإنسان؛ فإن له علاقة بالله تعالى، وعلاقة بالمجتمع والكون، وعلاقة بنفسه وهذه العلاقات منظورة جميعاً في الحج، ومن العجب أن تكون علاقة الإنسان بالجماعة ، هو الجسر الذي يربط الإنسان بالله تعالى، وليس هو العقبة كما في التصورات الرهبانية الانعزالية.
مع تمنياتي بتربية راقية
أ . نزار رمضان
محبكم دوماً الخبير التربوي والكاتب الصحفي بجريدة عكاظ
مجلة رؤى - مجلة الدعوة الإسلامية
والمشارك التربوي بقنوات دليل - الرسالة- السعودية الأولى
فور شباب - عيون جدة -إذاعة جدة -الشباب
مدرب تنمية بشرية ومستشار أسري
مخطط استراتيجي أسري ومعالج سلوكي للطفل والمراهق
بانتظار أفكارك وآرائك
للتواصل التربوي والاستشارات
المملكة العربية السعودية
شمال جدة حي الشاطئ
ج السعودية/ 00966508705124 موبيل مصر /0020124277270
ايميل / [email protected]
[email protected]
Twitter@nezar_ramadan
nezarr123 سكاي بي
[email protected]
ساحة النقاش