معرض الكتاب بين التوقيع والتوقع 

بالنسبة للإنسان الذي لم يعد لديه وطن، تصبح الكتابة مكاناً له ليعيش فيه.

كل صخرة هي حرف وكل بحيرة هي عبارة وكل مدينة هي وقفة، فوق كل مقطع وفوق كل صفحة لي هناك دائما شيء من ظلال السحب أوزبد البحر ليس من يكتب بالحبر كمن يكتب بدم القلب.الكتابة بذهن مشتت تشبه النوم أثناء السباحة كلاهما يؤدي الى الغرق

الكتابة شكلٌ من أشكال الصلاة وحرية الفرد في الكتابة لا بد أن يكون لها حدود، مثلها مثل حرية الفرد في إطلاق الرصاص على الناس.

إما أن تكتب شيء يستحق القراءة أو تفعل شيء يستحق الكتابة عنه.

الإنسان الذي لم يعد له وطن، يتخذ من الكتابة وطنا يقيم فيه

الكتابة بوح صامت ، وجع لاصوت له ، لكننا ننفضح دوماً به . ننسى أن الحبر لايكتم سرًا !

الكتابة تعطي أكثر مما تأخذ، إن حدث العكس فلا مفر من تركها.

أنا لا أكتب ، أنا أبني

الكتابة بالنسبة لي عملية مؤلمة. لولادة جديدة الكتابة روح تسري من الوريد للوريد ... الكتابة قصة لها ألف بطولة ... الكتابة تحيا وإن متناالكتابة خطاب بلا شفاة قصيدة تطربك من الداخل رحلة تهز أعماقك مرسى للراحة الثورة والجنون الكتابة بناء ولو بعد حين ..

لماذا هذه المقدمة الطويلة ؟ انتظرت على مقالي هذا فترة وخصوصاً بعد حفلات التوقيعات و سمر الإهداءات الكاتب الفهامة العلامة والكاتبةالمخضرمة الملهمة فلانة بنت فلان ...

إذن أنا في حضرة علم وفقه وفتح وجمال ... افتح المقدمة فأجد عجباً ثم بعض الورقات فأجد جنوناً فكرياً أو ضحالة سطحية ... تحاورت معفهامة من الكاتبات والتي دعتني لحفل التوقيع وكان اسم الرواية فخماً كفخامة الورق المطبوع والغلاف الجذاب ...وتفضفض لي بأن عليهاديون من أجل الإصدار كرماً للحظة التوقيع ودعاية اللقطة ...والواضح أنه ليس واحد ولا واحدة بل آلاف بنفس تلك المسرحية فكان البعضأكثر سطوة حضوراً وصخباً بالدولار أو الريال أو الدرهم وليس بالكلمة الرقيقة الرقراقة العميقة الدقيقة كلما على جيبك على حفل التوقيعوكنت نجماً في سماء المعارض والكفيهات والمكتبات . 

غاب عن المشهد الثقال الثقات وكانت السيلفي سيدة الموقف فأنت مع النجوم المصنعة ليست لها نكهة غير الأضواء مما جعل الشراء حسبلون الكتاب المناسب للديكور أو لجمال وأناقة الكاتبة أو لخفة ظل الكاتب .

ويكأن موضة جديدة ظهرت مع الماديات وهو أن بجوار السيارة والايفون لدي إصدار ثقافي فأنا المثقف المودرن . 

.... لدى مكتبتي عشرات الكتب المهداة من البعض سطحية العرض ركاكة الأسلوب سوقية الكلمة وقد أسررت لكتابها بلباقة ولياقة وأدب أنهناك الأفضل والأعمق ولكنكم تستعجلون ؟! هذا أرأف الحديث .

قلت مع بعض الشباب المتعمق التفاهة صناعة جيدة مربحة لها فنها وأدواتها فلا تتافه بغير علم وحكمة . 

المصدر: خواطر شخصية
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 84 مشاهدة
نشرت فى 21 فبراير 2023 بواسطة nezarramadan

ساحة النقاش

نزار رمضان حسن

nezarramadan
مدرب تنمية بشرية بالمملكة العربية السعودية / مدرب معتمد في الكورت من معهد ديبونو بالأردن / متخصص رعاية موهوبين وهندسة التفكير/ مستشار في حل المشكلات الأسرية والشبابية / معهد اعداد دعاة / عضو شبكة المدربين العرب /مدرب في نظرية سكامبر/مدرب في نظرية تريزمن معهد ديبونو بالأردن / دبلوم برمجة لغوية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

380,664