شكراً لكم تعلمت منكم بدون مجاملة .

🌹👍🌹👍🌹👍

 كنت في زيارة للدكتور ( ع ) في بيته العامر وفتحت لي عاملة المنزل باكية بنحيب ملتهب غير البسمة الدائمة ، وبلغت برأسي الظنونا فالمشهد كان درامياً للغاية . كانت مرتدية ملابس يبدو عليها غير ملابس الخدمة وبنفس الوقت عيوناً حمراء ملتهبة ودموع منهمرة وقلب مكسور  ورعشة يد وحمرة جلد فقلت لعل وعل وعل . 

وكأن حزن أبي فراس الحمداني يمر بي وبها 

أوصيكَ بالحزنِ ، لا أوصيكَ بالجلدِ

جلَّ المصابُ عن التّعنيفِ والفندِ

هيَ المواساةُ في قربٍ وفي بعدِ

لأشركنكَ في اللأواءِ إنْ طرقتْ

كما شركتكَ في النّعماءِ والرّغدِ

أبكي بدَمعٍ لَهُ من حسرَتي مَدَدٌ

وَأسْتَرِيحُ إلى صَبْرٍ بِلا مَدَدِ

وَلا أُسَوِّغُ نَفْسي فَرْحَةً أبَداً وقدْ

عرفتُ الذي تلقاهُ منْ كمدِ

وأمنعُ النّومَ عيني أنْ يلمَّ بها

عِلْمَاً بإنّكَ مَوْقُوفٌ عَلى السُّهُدِ

ناديتها فضلاً سوزان مابك تبكين ؟ قالت مسافرة الفلبين قلت لها مبتسماً لأولادك الأربع وبابا وماما كويس . ففاجأتني أن هنا بيتي وولادي وبابا وماما. 

ما أجمل الإنسانية والروح الإسلامية الراقية وأيقنت بأحد أسباب البركة والتوسعة في بيت صديقي " هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم".

تذكرت حديث أنس  : خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين ، فما قال لي : أف، ولا لم صنعت ؟ ولا ألا صنعت . رواه البخاري في الأدب

قلت لها يا سوزان أتأخر الراتب؟ قالت ولا يوم ... هنيئاً لكم صديقي قال صلى الله عليه وسلم : (قال الله تعالى : ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة : رجل أعطى بي ثم غدر ، ورجل باع حرا فأكل ثمنه ، ورجل أستأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره ) . رواه البخاري

قلت له سوزان حد عنفك ضربك شتمك ( مع الإشارات ليتم الفهم ) قالت والله أحبهم بصيغة بكائية مؤثرة 

وعن أبي مسعود البدري – رضي الله عنه – قال : كنت أضرب لي غلاما بالسوط ، فسمعت صوتا من خلفي : ( اعلم أبا مسعود ) ، فلم افهم الصوت من الغضب ، فلما دنا مني إذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يقول :( اعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام ) قال : فقلت : لا أضرب مملوكا بعده أبدا . رواه مسلم 

وأشهد ربي رأي عين كان للخدم أجمل الثياب وأشهى الطعام وأفضل معاملة وتحققت فيهم قول النبي صلى الله عليه وسلم .

عن أبي ذر قال : سمعت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : أطعموهم مما تأكلون وألبسوهم مما تلبسون .

وهنا تحضرني حادثة  في غاية الروعة والدلالة وبعض استنباطات الفقهاء منها روى مسلم وأبو داود: عن معاوية بن سويد قال: "لطمت مولى لنا فهربت ثم جئت قبيل الظهر فصليت خلف أبي فدعاه ودعاني، ثم قال: امتثل منه. فعفا ثم قال: كنا بني مُقرن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لنا إلا خادمة واحدة فلطمها أحدنا فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «أعتقوها»، قالوا: ليس لهم خادمة غيرها، قال: «فليستخدموها فإذا استغنوا عنها فليخلوا سبيلها» أجل لو بقي إثم هذه اللطمة الظالمة ليوم الحساب لكانت اللطمات هنا أشد وأقسى، لذا كان العتق هو بديل هذه اللطمة لكي تكن ديتها يوم القيامة عن عذاب جهنم .