متي يتم زراعة الكسافا في مصر بديلا للقمح والذرة
تحقيق: مريم عدلي
الكسافا اسم معروف لأحد المحاصيل الزراعية ذات المردود الاقتصادي الكبير في العديد من دول العالم, حيث تسهم في استخدامات متعددة منها علي سبيل المثال وليس الحصر إنتاج النشا, والدقيق, والعجائن وهي تزرع في المناطق الصحراوية والجافة, وهو ما يعني إمكانية زراعتها وعلي نطاق واسع في مصر لتسهم بدرجة كبيرة في سد الفجوة الغذائية, السؤال هنا... هل يزرع الكسافا في مصر خاصة وأنه ذو تكلفة قليلة وإنتاجية غزيرة!! وهو ما نسعي لرصده بالحقائق والأرقام في هذا التحقيق.
كان لابد من التوجه للمركز القومي للبحوث حيث أكد القائمون عليه بدراسة قيمة عن الأهمية الاقتصادية لمحصول الكسافا نذكر منها بإيجاز أن ذلك المحصول يعد من المحاصيل التجارية التي تنجح زراعتها في المناطق الحارة, وتتميز الكسافا بسهولة زراعتها وتقدم لنا كما وفيرا من النشا التي تدخل في صناعة العجائن والمخبوزات المختلفة, وفي دراسة للمركز القومي للبحوث ألقت الضوء علي 300 صنف للكسافا علي مستوي العالم, وأوضحت حجم الإقبال المتزايد علي زراعتها في مختلف أنحاء العالم.
تذكر الدراسة بلغة الأرقام أن حجم الإنتاج العالمي من محصول الكسافا يتراوح ما بين 110 إلي 120 مليون طن, وتنتج أفريقيا وحدها 42% من الإنتاج العالمي, وأمريكا الجنوبية 30%, بينما يقدر إنتاج آسيا بنحو 28%, ويتم استهلاك نحو 90% من هذا الإنتاج في الدول المنتجة.
أشارت الدراسة إلي أن البرازيل هي الموطن الأصلي للكسافا, وتوصي الدراسة بضرورة التوسع في زراعة الكسافا في مصر في ظل ما يتمتع به هذا النبات من مميزات عديدة منها تحمله للجفاف والملوحة واحتياجاته القليلة من السماد, وله عوائد اقتصادية تعددة منها علي سبيل المثال إمكانية استخدام بقايا محصول الكسافا كعلف للحيوانات بعد معاملات بسيطة إلي جانب إمكانية استخدام الأجزاء الخضرية للكسافا في إعداد بعض الأطعمة, وإمكانية استخراج الوقود الحيوي الإيثانول من درنات الكسافا.
قالت د.صفاء منصور رئيسة معهد بحوث البساتين إن الكسافا شجيرة معمرة وهي ذات محتوي عال جدا من النشا وتعد غذاء لأكثر من 800 مليون نسمة في أنحاء العالم, مشيرة أيضا إلي أن الكسافا من المحاصيل الرئيسية في البلدان النامية إذ تحتل المركز الرابع من حيث الأهمية بعد الأرز والذرة والقمح.
أوضحت د.صفاء منصور أنها تزرع في معظم المناطق الاستوائية وأمريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا ومعظم الدول الأفريقية وكذلك إندونيسيا وماليزيا والهند وتايلاند, وتعتبر تايلاند من أوليات الدول المصدرة لمنتجات الكسافا حيث تقدر صادراتها من هذه المنتجات بنحو 90%.
قالت د.صفاء منصور إن الأهمية الاقتصادية للكسافا كبيرة جدا إذ تعد مصدرا كبيرا وكذلك رخيصا للسعرات الحرارية وإنتاجها يعد ميسورا من الناحية الفنية إذ تتحمل الظروف البيئية الجافة وبذلك فهي تعتبر من المحاصيل المهمة في المناطق التي تقل فيها الأمطار ويهددها الجفاف, وبذلك فإن النجاح أكبر حليف لزراعتها في الأرض الصحراوية.
وعن زراعة الكسافا في الأراضي المصرية الجديدة... قالت د.صفاء منصور إن كافة التجارب التي تمت بالنسبة لزراعتها في مصر أثبتت نجاحها حيث أكدت هذه التجارب أنها تعطي محصولا وفيرا وبأقل تكلفة ولذا فإن الضرورة القومية تحتم انتشار زراعتها في كافة الأراضي الصحراوية المستصلحة لأنها تمثل عنصرا رئيسيا في منظومة الأمن الغذائي المصري وسد الفجوة الغذائية في مصر بصورة مباشرة عن طريق إحلال الكسافا تدريجيا محل دقيق القمح في صناعة الخبز حيث أثبتت التجارب أن نسبة الإحلال يمكن أن تصل إلي 15%, وكذلك يمكن اعتبار الكسافا بديلا عن الذرة الصفراء كعلف للحيوان مما يوفر للدولة أموالا كثيرة وخاصة الدولار والذي ينفق منه كثير لاستيراد القمح والذرة.
وتعتبر درنات الكسافا مصدرا للكربوهيدات ويمكن استخدامها في شكل أقراص أو رقائق مجففة, والأهم في اقتصاديات الكسافا أنهم في الخارج اكتشفوا وتأكدوا أن الكسافا مصدر رائع للوقود الحيوي مما سيسهم بدرجة أو بأخري في تقليل الاعتماد علي مصادر الطاقة الأخري المسببة للانبعاث الحراري.
وتؤكد د.صفاء منصور علي أن السوق المصرية من أكبر الأسواق استيرادا للقمح حيث تم استيراد نحو 8 ملايين طن خلال 10 أشهر فقط ويمكن الاعتماد علي الكسافا كبديل رائع للذرة الصفراء لسد حاجة الاستهلاك المحلي من النشا لاحتواء جذور الكسافا علي نسبة عالية من النشا وفدان الذرة الصفراء يعطي ما بين 18 أردبا إلي 20 أردبا بينما يعطي فدان الكسافا 8 أطنان, ومن ثم يمكن تخفيض تكلفة الإنتاج من الذرة الصفراء والاعتماد عليها كمصدر بديل للنشا للأغراض الصناعية مما يوفر النفقات الاستيرادية في ظل ما نعانيه حاليا في مصر من محدودية الأرض الزراعية والموارد المائية.
وتتفق د.نجوي حسن أستاذ الاقتصاد الزراعي مع ما ذكرته د.صفاء منصور لكنها تضيف بقولها إنه تجري حاليا في مصر أبحاث جادة تتعلق باستخدام نشا الكسافا في المنتجات الغذائية للأطفال وكذلك استخدام بقايا محصول الكسافا كعلف للحيوان, وكذلك استخراج الوقود الحيوي والذي نجحت فيه دول عديدة منها الولايات المتحدة الأمريكية والصين حيث تنتشر في مناطق جنوب الصين مصانع عديدة تستخرج نسبة لا بأس بها من الوقود الحيوي الصديق للبيئة, وإذا كانت أوربا وأمريكا تعتمد علي الكسافا كمصدر للوقود الحيوي ومساهماتها في العديد من الصناعات الأخري, فإن معظم دول العالم النامي التي تزرع الكسافا وخاصة أفريقيا تعتمد علي الكسافا اعتمادا كبيرا كمصدر للغذاء ولذلك فإن الكسافا تتربع علي عرش المحاصيل الزراعية في أفريقيا ويحمل العديد من الألقاب أهمها الحصن المنيع ضد المجاعة.
دعت د.نجوي حسن القائمين علي الزراعة في مصر للتوسع في زراعة الكسافا ونشر التوعية بهذا المحصول بين المزارعين وإمدادهم بالتقاوي اللازمة وأساليب زراعته وعوائده المربحة ماليا وغذائيا سواء للمزارعين أو للدولة.
نشرت فى 3 مارس 2010
بواسطة newsourceforfeeding
عدد زيارات الموقع
345,768
ساحة النقاش