توصل خبراء مركز البحوث الزراعية إلي إنتاج مادة بديلة لمادة الهيبارين التي تساعد علي منع تجلط الدم وبأقل التكاليف, ويمكن لمصانع الأدوية استخراج هذه المادة وتصنيعها, كما أوجدوا أيضا حلا لمشكلة حرق قش الأرز الذي تسبب في السحابة السوداء التي تعانيها سنويا وتحويلها إلي مصدر ربح, أيضا توصلوا إلي صبغة للألياف الطبيعية مطابقة للمواصفات القياسية وتوفر كثيرا من الجهد والطاقة.
تحدث لـ الأهرام العربي د. محمد عيد, مدير مكتب التسويق قائلا: الميزة في البحوث الزراعية هي أنها أولا مصدر خامات, وثانيا مصدر منتج تكنولوجي, والاثنان معا يمثلان أبحاثا زراعية بحتة تتعلق بكل مايخص المواطن المصري في استخداماته الحياتية من أكل وشرب وملبس أيضا, حتي المواصلات فهي تستهلك البنزين مثلا, فضلا عن أن مقاعدها تصنع أساسا من زيت النخيل, لكن في النهاية نحن ننتج خامة, يستخدمها المتخصصون كلا في تخصصه, فهناك أكثر من30.000 يعملون في مركز البحوث الزراعية ما بين دكتور وصيدلي ومهندس وعامل, وكان الناتج الطبيعي من هذا التجمع الرهيب من هؤلاء الخبراء أن نحصل علي تكنولوجيات جديدة وكثيرة أهمها: استطاعت د. نسرين محمد السعيد وهي حاصلة علي دكتوراه في الكيمياء الحيوية, إنتاج مادة بديلة لمادة الهيبارين مرتفعة الكلفة من إحدي أنواع نبات عيش الغراب وبأقل التكاليف, خصوصا أن المريض الذي يعاني من مشكلات في سيولة الدم يضطر للإقامة لمدة أسبوع داخل المستشفي حتي يحصل علي جرعة الهيبارين الكامنة وهي عملية مكلفة جدا, وكاد الصينيون في ذات الوقت يستخرجوا مادة شبيهة بمادة الهيبارين من أحد أنواع نبات عيش الغراب, وبدأوا في طرحه بالأسواق بعد تجفيفه, حيث يتناوله المريض مع الطعام مثلا, لكن ظهرت مشكلة في أن تركز المادة الفعالة قليل مقارنة بما يحتاجه المريض, لذا كان عليه أن يتناول كميات كبيرة من هذا النبات حتي يحصل علي الجرعة المناسبة, وهنا جاءت فكرة د. نسرين بأنه لماذا لا نعدل في البيئة, وفي الطريقة التي يعيش وينمو بها هذا النبات حتي نحصل علي درجة تركز أكبر, وفعلا حصلنا علي نتائج مذهلة, والأكثر من ذلك أن الإنتاج زاد بنسبة100% بالإضافة إلي أنها ليست لها أية أعراض جانبية. كذلك استطاعت د. أمل صابر, أستاذ مساعد في إنتاج صبغة للألياف الطبيعية في درجة حرارة قليلة, وهو الشئ الصعب لأننا لو شاهدنا مثلا مصانع الصبغات سنجدها مليئة بأحواض كبيرة بها ماء في درجة الغليان تقريبا, حيث يوضع بها الغزل أو النسيج مع الصبغة المرادة, وأحيانا تتكرر العملية أكثر من مرة للحصول علي اللون المطلوب.
وهو شئ مكلف جدا سواء في الجهد أم الطاقة, خصوصا أن هناك بعض الألياف ترفض الصبغات لأسباب عديدة, وهنا بدأت تنفيذ فكرتها, حيث أحضرت أحد أشهر أنواع الصبغات المستعملة حاليا, حيث استخرجتها من نبات البصل ووضعتها مع الألياف في درجة حرارة الغرفة, وذلك بعد معالجتها كيميائيا ونجحت نجاحا باهرا, وهو ما أكدته تقارير هيئة التوحيد والقياس, وهي الجهة المسئولة عن التأكد من تطابق المواصفات مع شروط الصناعة.
أيضا استطاع د. عاطف حمام وكيل معهد الهندسة الزراعية الأسبق إيجاد حل نهائي لمشكلة حرق قش الأرز التي تتسبب في وجود السحابة السوداء والتي نعانيها سنويا, حيث سعي للاستفادة منه بدلا من حرقه, فهو اكتشف أن هذا القش غني بالعديد من المواد التي نستهلكها في حياتنا مثل مادة السيلكا والتي تدخل في تصنيع الزجاج, حيث استطاع اختراع ماكينة قادرة علي استخراج مادة السيلكا من قش الأرز, فمثلا لو وضعنا طن قش أرز في الماكينة لمدة ساعتين فقط, نحصل علي180 كيلو سيلكا, حيث يباع الكيلو بـ10 جنيهات, يعني في استطاعة الفلاح أن يحصل علي1800 جنيه من مادة واحدة فقط, وفي خلال ساعتين, وهناك شركة أجنبية حصلت علي الترخيص وشرعت في تنفيذ المشروع فيما بين محافظات كفرالشيخ والبحيرة والشرقية.
أيضا استطاع د. محمد نبيل, أستاذ تغذية دواجن في إنتاج علف بديل للذرة العليقة, العلف الرئيسي للحيوان, حيث تنبأ بالمشكلة التي ستتعرض لها مستقبلا, وهي عدم توافر الذرة مما يهدد الثروة الحيوانية عندنا بالخطر والتي تقدر بـ18 مليار جنيه, وكانت فكرته هي استخدام مخلفات المزارع بعد معالجتها كعلف للحيوانات, ويسمي علف غير تقليدي, لكن واجهتنا مشكلة وهي أن التركيب الكيماوي لهذه الخامات به بعض المركبات السامة التي توقف عمل الإنزيمات المسئولة عن الطعام عند الدواجن, وكانت فكرته هي التدخل والتعديل في التركيبة الكيميائية لهذه المخلفات عن طريق الأكسدة مثلا, واستخدمنا في ذلك نباتات طبيعية يكاد يكون الإنسان يتناولها يوميا, لكننا اكتشفنا قدرتها الهائلة في التأثير علي هذه المخلفات, حيث استطاعت القضاء علي التأثير السمي لهذه المخلفات بدون أن يكون لها أي أعراض جانبية.*
المصدر: الاهرام العربى
نشرت فى 28 فبراير 2010
بواسطة newsourceforfeeding
عدد زيارات الموقع
333,578
ساحة النقاش