في مثل هذا الوقت من العام, وعلي مدي10 سنوات علي التوالي تتجدد حالات اختناق هواء القاهرة, ومعها تتجدد الاتهامات نحو متهم واحد بعينه هو المخلفات الزراعية وقش الأرز!!
يأتي ذلك في وقت يرفض فيه الدكتور مصطفي طلبة خبير البيئة العالمي هذا الاتهام.. ويبريء ساحة حرق قش الأرز, مشيرا إلي أن حرق المخلفات الزراعية مسئول فقط عن16% من مشكلة اختناق الهواء, ويري أن هناك أسبابا عديدة وراء حدوث هذه الظاهرة السنوية.
في هذا الإطار يشير إلي تعدد الظواهر العلمية, والمناخية التي تحدث خلال هذه الفترة, ومنها تعدد حالات الانقلاب الحراري, وسكون الرياح مما يؤدي إلي عدم تشتت الملوثات إلي جانب استمرار اتجاهات الرياح من الجهات الشمالية الشمالية الشرقية لفترات طويلة وزيادة نسبة الرطوبة التي تصل إلي اكثر من90% في بعض الأوقات, بالاضافة إلي مصادر ظهور هذه الحالة التي حددتها وزارة البيئة.. وهي حرق المخلفات الزراعية في المحافظات القريبة من القاهرة والحرق المكشوف للمخلفات( القمامة ـ ومخلفات الصناعة) وهي مسئولة عن12% من سبب الظاهرة كما ان الأنشطة الصناعية المفقودة مسئولة عن23%, بينما تمثل عوادم المركبات نحو23% من حجم الانبعاثات.
ورغم إن وزارة البيئة أعدت وتنفذ استراتيجية كاملة للتعامل مع المصادر الرئيسية لمواجهة نوبات تلوث الهواء وتحسين نوعيته, الا أن ظاهرة اختناق القاهرة لاتزال تظهر للعام العاشر وإن قلت حدتها نسبيا عن الاعوام السابقة, وكما يؤكد المهندس ماجد جورج وزير البيئة فإن هذه الإجراءات التي اتخذتها الوزارة أدت إلي تحسن موقف هذه المشكلة السنوية عاما بعد عام, حيث أشار إلي أن محاربة هذه الظاهرة هي مسئولية كل الاطراف المعنية وبالتالي فإن هناك خطة تشارك فيها كل من وزارات البيئة, والداخلية, والبترول, والصناعة, والتجارة والتنمية المحلية, والنقل, والصحة, والاعلام, والتنمية الاقتصادية والمالية, والتعليم, والبحث العلمي, وهيئة الأرصاد والجوية ولأن حرق قش الأرز وحده ـ بحسب توصيف وزارة البيئة يحتل نسبة42% من المشكلة حيث كان المخطط أن يتم زراعة مليون فدان أرز هذا العام, ولكن تم بالفعل زراعة2 مليون فدان كان ناتجهم4 ملايين طن قش ولذلك يتم تنفيذ برنامج متكامل للاستفادة الاقتصادية من هذه الكميات الضخمة لقش الأرز لهذا العام في المحافظات المختلفة.. ويدخل ضمن هذه البرامج مصانع لانتاج السماد العضوي, والأعلاف غير التقليدية,
ومصنع تحويل قش الأرز إلي بديل للتربة الزراعية, ووحدات تحويل القش إلي غاز, وإنتاج الوقود الحيوي.
ويؤكد وزير البيئة أن تدوير المخلفات الزراعية واستخدامها في صناعات عديدة منها ما كان قائما ونستمر بالتوسع فيه هذا العام, ومنها ما تم استخدامه لهذا العام باعتبار أن هذه الصناعات القائمة علي المخلفات الزراعية هي أحد المحاور الرئيسية المهمة لخطة الوزارة في التخلص من نوبات تلوث الهواء, ومن البرامج المنشأة منذ2006 وتستمر بنجاح هي مصانع السماد العضوي والاعلاف في محافظات الشرقية, والدقهلية, والقليوبية حيث تم تنفيذ هذه المصانع بواسطة وزارة الانتاج الحربي وتدار من خلال شركات القطاع الخاص بطاقة300 ألف طن في الدقهلية وطاقة300 ألف طن في الشرقية وتدار بواسطة الهيئة العربية للتصنيع, بالإضافة إلي برنامج يتم تنفيذه سنويا بعناية وزارة البيئة, لتدوير قش الارز وإرشاد المزارعين إلي أفضل الطرق لذلك, وتطبيق نماذج إرشادية للتدوير واستخدامات تصلح كمشاريع للشباب لا تحتاج إلي رأس مال كبير, ومع ذلك تدر ربحا جيدا لهم, والهدف من هذا المشروع كما يقول المهندس عطوة المشرف عليه من قبل جهاز شئون البيئة هو تدوير50 ألف طن قش أرز لإنتاج سماد عضوي, وأعلاف غير تقليدية, لدي هؤلاء المزارعين دون مقابل وبدعم من الوزارة قدره مليون وأربعون ألف جنيه, وفي هذا الاطار قامت الوزارة هذا العام بإقامة30 دورة تدريبية لتدريب المزارعين علي انتاج السماد العضوي والأعلاف غير التقليدية في الشرقية وحدها, كذلك تم استخدم قش الأرز في انتاج تربة زراعية بديلة, حيث تم إنشاء مصنع للقطاع الخاص بمدينة السادات بطاقة20 ألف طن في المرحلة الأولي يصل إلي50 ألف طن في المرحلة الثانية لإنتاج تربة بديلة.
كما تم استخدام قش الأرز بتحويله إلي غاز حراري من خلال إنشاء وحدتين نموذجيتين لهذا الهدف بكل من محافظتي الشرقية والدقهلية بقدرة5000 طن قش أرز في العام, ويكفي انتاج الغاز من كل وحدة تغذية300 شقة, وهذا المشروع بدأ بنهاية عام2005 ويستمر في تطوير إنتاجه, كما يتم حاليا تنفيذ مشروع مع جمهورية التشيك لتحويل قش الأرز الي قوالب للوقود الحراري بمحافظة الشرقية بطاقة50 ألف طن وقد بدأ انتاجه منذ أيام.
وفي إطار التعاون بين البيئة والزراعة يقول المهندس ماجد جورج أن هناك بروتوكولا ينفذ سنويا بين الوزارتين لجمع وكبس قش الأرز بمتوسط50 ألف طن, حيث قامت وزارة البيئة هذا العام بدعم قطاع الميكنة الزراعية بوزارة الزراعة بعدد294 مكبسا آليا إلي جانب40 مكبسا نصف آلي.
وخلال العام الماضي كانت هناك تجربة ناجحة بإشراك شركات القطاع الخاص في منظومة جمع وتدوير قش الأرز بمحافظة الدقهلية, وفي هذا العام تم زيادة شركات القطاع الخاص للعمل في هذه المنظومة, وأصبحت هناك خطة متكاملة للتعامل مع قش الأرز في محافظات الدقهلية, والشرقية, والغربية, والقليوبية.. وتهدف هذه الخطة إلي إمكانية التعامل مع مليون طن قش أرز بالجمع, والكبس, والتدوير, من خلال عمل القطاع الخاص إلي جانب قطاع الميكنة الزراعية بوزارة الزراعة وجهاز الخدمة الوطنية( شركة كوين سيرفيس), ففي محافظة الشرقية تعمل شركة كوين سيرفيس التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية بطاقة قدرها70 ألف طن من خلال22 موقعا بمراكز أبو حماد ـ فاقوس ـ الزقازيق ـ بلبيس إلي جانب شركة قطاع خاص وتعمل بطاقة200 ألف طن من خلال22 موقعا بالمحافظة( الشرقية) في7 مراكز وهي الزقازيق ـ بلبيس ـ القنايات ـ أولاد صقر ـ فاقوس ـ الابراهيمية ـ منيا القمح, وتعمل الميكنة الزراعية من خلال بروتوكول تم إبرامه بين وزارتي البيئة والزراعة في مراكز مشتول السوق ـ منيا القمح بطاقة50 ألف طن من خلال24 موقعا, ويهدف هذا البروتوكول إلي تدوير50 ألف طن قش أرز لإنتاج سماد عضوي وأعلاف غير تقليدية, لدي صغار المزارعين بدون مقابل, ومن المتوقع أن يتم التعامل من خلال هذه المنظومة في الشرقية مع نحو50% من القش المنتج هذا العام حيث تبلغ المساحة المزروعة بالأرز بالمحافظة نحو315 ألف فدان تعطي نحو630 ألف طن قش وفي محافظ الدقهلية تعمل شركتان تابعتان لقطاع الخاص الأولي تعمل بأربعة مراكز هي بلقاس, وطلخا, وأجا, وميت غمر وتقوم بجمع وتدوير200 ألف طن قش من خلال24 موقعا, وتعمل الشركة الاخري في5 مراكز هي المنصورة ـ السنبلاوين دكرنس ـ بني عبيد ـ تمي الامديد بهدف التعامل مع100 ألف طن من خلال15 موقعا
كما تقوم محافظة القليوبية بجمع وتدوير30 ألف طن بعشرة مراكز لتجميع وتدوير قش الأرز وخلطه ببعض المواد الطبيعية لإنتاج سماد طبيعي يصلح لتسميد الأرض الزراعية, واستصلاح الأراضي الصحراوية ويؤكد المستشار عدلي حسين محافظ القليوبية علي استفادة الفلاح من هذا الإنتاج حيث يحصل علي نظير ما يورده من قش أسمدة زراعية
وفيما يتعلق باستمرار وجود سحابة سوداء رغم كل هذه المجهودات وسبب ذلك يقول المحافظ بعضهم تتأخر عليه الشركة أحيانا في تسلم القش فيضطر إلي حرقة حت لايفوت عليه الموسم الشتوي في الزراعة, من هنا شددنا علي الشركات كي تلتزم بالمواعيد المحددة, وللأمانة يقوم المهندس ماجد جورج بمجهود كبير جدا في هذا الاطار بداية من توفير المكابس للشباب, ودعمها ماديا, وفنيا من خلال توفير الفنيين والتعاون مع المحليات والجهات المعنية كوزارة الزراعة وغيرها والقيام بعبء كبير حتي إنه يتابع بنفسه تنفيذ البرامج في مواقعها ولايمر بصغيه أيام حتي يكون لدينا بأحد المواقع, حيث يقوم من خلال مخطط طويل الاجل بوضع هذه المشروعات البيئية علي خريطة التنمية الشاملة لمصر
ويفضل هذه الجهود المشتركة بيننا كمحافظة وبين وزارة البيئة أقيمت العديد من المشروعات في مجالي الخدمات والانتاج للحد من التلوث بكافة صوره وأشكاله بالإضافة إلي المساهمة في خطة الدولة, بتوفير فرص عمل جديدة لمساعدة الشباب والفئات الاكثر احتياجا وهذه المشروعات تهدف الي خلق بيذة نظيفة والحد من حرق المخلفات الزراعية وتعظيم الاستفادة من القش بدلا من حرقه للتخلص منه..
ويضيف محافظ القليوبية وهنا نحن لانمزح في حالة ارتكاب المزارع المخالفة واللجوء للحرق حيث توقع العقوبات بواقع10 آلاف جنيه علي كل مخالفة وهي تكاليف الاطفاء والتخلص من أثارها, ولكن بكل المقاييس فإن التجربة تعد ناجحة جدا حيث ان المخالفات حتي الآن ومن بداية الموسم لم تتعد18 مخالفة, وهذا يرجع للجهود المشتركة والتعاون المثمر بين الحكم المحلي والبيئة وتكثيف حملات النوعية باحلال الأسمدة العضوية المنتجة من هذه المخلفات محل الاسمدة الكيميايئة التي تعتبر مكلفة اقتصاديا إلي جانب أثارها الصفارة..
من ناحية أخري نقوم محافظة الجيزة ومحافظات الدلتا بتنفيذ مشروعات طموحة لانتاج فطر عيش الغراب باستخدام قش الارز وهو مشروع يضرب عدة عصافير بحجر فمن جانب, فإن إنتاج فطر عيش الغراب كغذاء بديل للبروتين الحيواني واستثمار لتنمية دخل الشباب إلي جانب الحفاظ علي البيئة كما يعتبر المشروع تصديا لمشكلة البطالة وجذبا للشباب الي إقامة مشروعات صغيرة وهذه المشروعات ذات مردود أقتصادي وغذائي جيد, كما أنه لايتطلب تكلفة عالية وتقوم وزارة البيئة بدعم برنامج زراعة عيش الغراب علي قش الارز حيث تم خلال الفترة الماضية تنفيذ اكثر من70 دورة تدريبية لفئات مختلفة من شباب الخريجين, وقد بلغت مواقع زراعة عيش الغراب وإنتاجه113 موقعا بمحافظتي الغربية والدقهلية والمنظر أن تصل إلي600 موقع.
ويضيف وزير البيئة.. أنه نظرا لنجاح هذه التجارب خلال الاعوام الماضية يتم هذا العام التوسع في زراعة أنواع مختلفة من الخضراوات علي قش الأرز بعد استخدامه كتربة نظيفة سهلة الاستخدام في المناطق الضيقة وقد قامت4 شركات من الشركات الكبري المتخصصة في تصدير الحاصلات الزراعية( الفراولة ـ والفلفل ـ الطماطم) بالتنفيذ خلال الأسبوع الثاني من شهر سبتمبر من هذا العام, وفي هذا الاطار تم إنشاء وتشكيل مصنع للقطاع الخاص بمدينة السادات لتحويل قش الارز إلي تربة بديلة للتربة الزراعية بطاقة20 ألف طن في المرحلة الاولي تصل إلي50 ألف طن في المرحلة الثانية..
وكما يقول أحمد مجاهد مدير عام التوعية والتدريب بوزارة البيئة أن هذا الدورات التدريبية, والندوات الاعلامية تهدف لتدريب وتوعية المزارعين, وأن الوزارة تقوم هذا العام بتنفيذ برنامج لتدوير50 ألف طن قش أرز إلي أعلاف وأسمدة دون مقابل لدي هؤلاء المزراعين وذلك بدعم من الوزارة قدره مليون و45 الف جنيه
المصدر: موقع الاهرام
نشرت فى 23 فبراير 2010
بواسطة newsourceforfeeding
عدد زيارات الموقع
333,601
ساحة النقاش