89

كثيرًا ما لجئت الشعوب العربية إلى النكتة والسخرية من أوضاعها المزرية، بديلًا عن الانفجار والانغماس في التفكير بمآسيها، التي كان حكامها سببًا فيها، ما دفعهم إلى السخرية من مصدر آلامهم، جاعلين منه مادة خصبة لإطلاق النكات، والواقع أن الشعب المصري المعروف بخفة الظل كان له نصيب الأسد من النكات التي أطلقت على الحكام ونظم الحكم بشكل عام، والنكات التي أطلقت على عروش الحكام كانت على الجانب الآخر مادة خصبة للكتاب الذين أفردوا لها فصولًا في مؤلفاتهم ومنهم محمد الباز الذي أفرد قسمًا في كتابه «زعماء وعملاء» تحدث فيه عن سخرية الشعوب العربية من حكامها، والنكات التي أطلقوها والتي يرصدها «المصري لايت» في التقرير التالي، حسبما وردت بالكتاب.

الديمقراطية

سخرت النكتة العربية من معاناة الشعوب، وأخذت في طريقها القمع العراقي والجوع السوداني والفقر المصري.

19. سألوا مصريًا وعراقيًا وسودانيًا عن رأيهم في أكل اللحمة؟ فرد السوداني: «يعني أيه أكل»، وقال المصري: «يعني أيه لحمة؟»، أما العراقي فقال: «يعني أيه رأي؟».

الحاكم العربي ومصباح علاء الدين

17. حاكم عربي وجد مصباح علاء الدين ولما خرج له العفريت قال له الحاكم: عاوزك ترجع لي أبويا اللي مات من عشر سنين» فقال له العفريت: «هذا صعب جداً»، فقال له الحاكم: «طيب أناعاوز أكون حاكم محبوب كل الشعب بيذكرني بالخير» رد عليه العفريت: «لا أحاول أرجع أبوك أسهل».

16. زعيم عربي رسم وشمًا على ذراعه يصور خريطة فلسطين المحتلة فلما سئل عن السبب قال: «حتى لا أنسى»،  قالوا له: «لكن ماذا ستفعل لو تحررت فلسطين والوشم لا يمحى فقال ببساطة:  «أقطع ذراعي».

على عبد الله صالح

لم ينس صانعوا النكتة أصحاب الشعارات الضخمة، مثل علي عبد االله الصالح الرئيس اليمني السابق الذي لم يكف عن التصريحات التي يستعرض من خلالها عضلاته، وهو أكثر الرؤساء العرب كلامًا عن ضرورة الحرب والضرب، رغم أنه لم يفعل أي شيء إيجابي يؤكد حديثه ولذلك فهو لم يسلم.

15. جلس علي عبد االله صالح يناقش مع أحد وزرائه المشكلات الاقتصادية الرهيبة التي تواجه اليمن فقال له الوزير: عندي حل مذهل.

ـــ رد صالح: قل بسرعة.

ـــ  قال الوزير: علينا أن نعلن الحرب على الولايات المتحدة وبعد أن نخسر الحرب سوف ينفق الأمريكيون آلاف الملايين لتعمير بلادنا تماماً كما فعلوا في ألمانيا واليابان ويفعلون الآن في العراق.

ــــ هز علي عبد االله صالح رأسه وقال للوزير: «وماذا نفعل لو انتصرنا على الأمريكان».

صدام حسين

14. جمع الرئيس العراقي الراحل صدام حسين مجلس قيادة الثورة وقال لهم إنه اكتشف مؤامرة ضده يقودها واحد من الجالسين أمامه اسمه يبدأ بحرف الطاء، وكان من بين الأعضاء ثلاثة يبدأ اسمهم بحرف الطاء، إلا أنه فوجئ لكن هؤلاء الثلاثة بقوا في أماكنهم ثابتين لم يهتزوا، والذي اهتز وارتعش عضو في المجلس لا يوجد الحرف في اسمه على الإطلاق، فسأله صدام حسين: «لماذا أنت خائف رغم أن اسمك لا يوجد به بحرف الطاء، فرد المسؤول العراقي قائلًا: «أعرف ذلك لكنك تناديني دائما وتقول لي يا طرطور».

13. «طارد رجال الأمن العراقيون لصاً وتمسكوا بالقبض عليه اعتقاداً منهم أنه ليس بعثياً فأخذ الحرامي يصيح قائلاً أنا حرامي.. والله العظيم حرامي».

الغريب أن هذه النكتة نفسها قيلت في العراق أيام عبد الكريم قاسم، وبدلاً من أن يطارد رجال الأمن الرجل على أنه ليس بعثياً طاردوه على أنه بعثي، لكن الثابت في كل مرة أن المواطن العراقي كان يصرخ في المرتين بأنه حرامي فأن تكون لصاً في بلد عربي أهون بكثير من أن تكون معارضاً للنظام وتجهر بذلك.

الرئيس السوداني عمر البشير

القحط الذي يعيشه السودانيون والجوع الذي عانوه لم يدفعهم إلى الثورة ولكن دفعهم إلى التنكيت.

12. أضرب العمال السودانيون ورفضوا الذهاب إلى عملهم فاجتمع بهم الرئيس عمر البشير لمعرفة شكواهم قالوا له: «فيه أزمة في كل حاجة.. ما في زيت ولا سكر ولا لحم.. سلع في السوق ما في»، قال لهم:  «ومطالبكم إيه؟»، فقالوا له «زيادة الأجور».. فرد عليهم ساخراً: «وتعملوا بيها إيه والسوق ما في حاجة».

الصلب لحاكم الشام

حالة الضنك التي يعيشها المواطنون العرب جعلتهم يتمنون الخلاص من حكامهم بأية طريقة حتى ولو صلبوا.

11. أحد رجال الأمن السريين اقترب من بائع صور يفرش بضاعته على أرض أحد الميادين وسأله: بكم صورة السيد المسيح هذه؟

فأجابه: «بخمس ليرات»

فسأله ثانية: «وبكم صورة رئيسنا المحبوب؟»

فأجابه: «بنصف ليرة»

قال: هل هذه معقولة تبيع صورة المسيح بخمس ليرات وصورة الرئيس القائد بنصف ليرة.

فقال البائع غاضباً: أصلبوه وأنا أبيع صورته بخمسين ليرة.

جمال عبد الناصر

الشعب المصري «أبو النكتة»، لم يدع شخصًا إلا وأطلق عليه النكات حتى الذين أحبهم،  وهو ما جعل عبد الناصر نفسه يتوتر، فبعد أن أعلن أنه سيتنحى ألهبه الشعب المصري بالنكتة للدرجة التي دفعته لأن يطلب من المصريين أن يخففوا من التنكيت.

وطبقًا لما سجله أنيس منصور في كتابه «عبد الناصر المفترى عليه والمفترى علينا»، فإن عبد الناصر قال: «إحنا من غير ما نعرف بنسمع الإذاعات ونرددها، ونقول مفيش فايدة، الشعب المصري يسمع أي حاجة وينكت عليه، تعرفوا موجة النكت التي طلعت في الأيام اللي فاتت، أنا عارف شعبنا، شعبنا طبيعته كده، وأنا لم أخذ الموضوع بطريقة جدية وعارف الشعب المصري كويس، ما هو أنا منه وأتربيت فيه، كل واحد يقابل واحد يقول له سمعت آخر نكتة ويحكى»، وبدت كلمات عبد الناصر وكأنها تصريح منحه للشعب المصري، لأن ينكت عليه وعلى كل ما يقابله، ولذا «مرمطت» النكتة رجال المرحلة الناصرية»، طبقًا لكتاب أنيس منصور.

10. نكتة أخرى تقول: «عبد الحكيم عامر قال لشمس بدران: مدير مكتبي ده شخص غبي!، فقال له شمس: إزاي؟ أشار له عبد الحكيم قائلاً:  استنى،  واستدعى مدير مكتبه وقال له : روح بيتي شفني هناك أو لا،  فخرج الضابط وغادر المبنى وبعد فترة عاد ليقول للمشير للأسف يا فندم سيادتك مش في البيت، ثم أدى التحية وانصرف، فالتفت عبد الحكيم إلى شمس بدران قائلاً: مش قلت لك إنه غبي.. كان ممكن يوفر المشوار ويسأل عني في البيت بالتليفون».

9. قيل: «ثلاثة لا يدخلون الجنة، شمس بدران، وعبد الحكيم بن عامر وجمال عبد الناصر، الأول ترك الجيش بدون عدة، والثاني مات حبًا في وردة، والثالث تنحى وقت الشدة».

8. وقيل أيضًا: عبد الناصر كان يلقي خطاباً وفي منتصف الخطاب عطس أحد الحاضرين فتوقف قليلاً وسأل: مين عطس؟ فلم يرد أحد فأمر بإطلاق النار على الجالسين في الصف الأول وسأل: مين عطس، فلم يرد أحد فأطلق النار على الصف الثاني وسأل: مين عطس، فرفع رجل اصبعه وهو يهب واقفاً وقال: أنا يا ريس، فرد الرئيس: يرحمكم الله».

7. التقى صديقان أيام عبد الناصر فبادر أحدهما الآخر: هل علمت أن فلانا خلع ضرسه من أنفه، فرد عليه ولماذا لم يخلعه من فمه؟ فقال له: «وهل يستطيع أحد فتح فمه».

6. عثر على تمثال احتار علماء الآثار في تحديد أصله، فاقترح جمال عبد الناصر إرساله إلى المخابرات وصلاح نصر لكشف غموضه، وبعد ساعات قالوا له: لقد تأكدنا أنه رمسيس الثاني، فقال لهم كيف تأكدتم، فقالوا:  اعترف يا فندم».

5. سأل رجل عجوز أحد الشباب أيام عبدالناصر: « إيه رأيك في الثورة، فأجابه: «الثورة.. الله يا سلام؟،  فرد الرجل العجوز : للدرجة دي بتحب الثورة فقال له الشاب بسرعة: طبعاً دا أنا من كتر حبي في الثورة نفسي في ثورة ثانية».

ثنائية جمال عبد الناصر وأنور السادات

4. هذه النكتة مسجلة باسم عبد الحميد جودة السحار الكاتب الروائي وتقول: «إن رجلاً كان يشتري صحيفة كل يوم، ثم ما يكاد ينظر في الصفحة الأولى حتى يرميها على طوال ذراعه، فسألوه: بتعمل كده ليه، فقال: كفاية إني قريت الوفيات، فيردوا عليه: بس الوفيات مش في الصفحة الأولى، فقال لهم: اللي مستني وفاته، حيموت في الصفحة الأولى»، ربطت النكتة بين عبد الناصر والسادات.. وكأنها كانت تريد أن تنتقل من الأول إلى الثاني بنعومة.

3. وقد يكون الكاتب الساخر محمود السعدني له دور كبير في ذلك، فقد لخص الموقف كله في عبارة واحدة، «عبد الناصر موتنا من الرعب والسادات حيموتنا من الضحك»، وكان الربط بهذه النكتة.

2. وقيل: «جاء عبد الناصر للسادات في المنام وقال له: يا أنور، فرد عليه: أفندم ياريس، فقال له: إنت بتقول إنك عملت تنظيم الضباط الأحرار ماشي، وبتقول إنك اللي عملت الثورة ماشي، وبتقول أنك الوحيد اللي حاربت الفساد ماشي، لكن قل لي بذمتك أنت كنت تقدر تقول لي يا جمال كده حاف؟».

1. النكتة السابقة  سارت على هديها نكت أخرى كثيرة، تشير إلى أن السادات لم يكن يخاطب الرئيس الراحل عبد الناصر إلا بألفاظ مثل حضرتك وسيادتك، لذا تقول نكتة أخرى: «حضر عبدالناصر والسادات حفلاً لأم كلثوم، ولما سأل عبد الناصر أنور السادات عن اسم الأغنية التي ستغنيها كوكب الشرق الليلة فقال له السادات، «حضرتك الحب»، في إشارة إلى أغنية «أنت الحب».

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 195 مشاهدة
نشرت فى 17 مارس 2015 بواسطة news2012

صحافة على الهواء

news2012
نتناول الموضوعات السياسية والعلمية والدينية والإجتماعية على الساحة الداخلية والخارجية وتأثيرها على المجتمع المصرى »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

126,490