في وطن تتسع جراحه كل يوم وفي مشهد أثار دموعي... ظهرت أم تحمل طفلها بين مظاهرة تطالب بحق الكلاب في الحياة وتصرخ بينهم:
"اعتبروا ابني زي الكلب وعالجوه" ... "شوفوا حقوق البني آدمين أولاً وبعدين شوفوا الحيوانات".
مصرية من البسطاء لا تلبس كما يلبسن ولا تتزين بمكياج كما لطخن وجوههن به في شمس الظهيرة.
تحمل طفلها المصري الوليد في وطن يقتل أبناءه.
يا أختاه اتركي دموعك تنهمر وانثري آهاتك حزنًا على وطن يحاكم فيه قتلة الكلاب ويبرأ فيه قتلة الإنسان.
قد اختطف اللئام أحلامك بحياة كريمة لابنك وطبيب يداويه ومدرسة ينمو معها عقله ووعيه.
اختطف اللئام وطنك الذي يريد لك الحياة ..اختطفوه وأفسدوه ولم يجعلوا لمثلك قيمة فيه أو كرامة.
إن الإنسان الذي تبحثين عنه دهسته دبابة في شوارع مصر أو فقأ عينه ضابط ببندقيته في وسط الشارع أو قتله ضابط في قسم شرطة أو حرق جثته في ميدان.
لا تبحثي يا أختاه عن إنسان يلبي طلبك ويعالج صغيرك ..
لا تبحثي عن قلب فكل من حولك موات القلوب دعيهم في غمرتهم وسكرتهم هم ليسوا منك ولست منهم.
لا تطلبي من سكان "جاردن سيتي" "والزمالك" أن يشعروا بمعاناتك أو آلام صغيرك.
هم لديهم كلاب يحملونها بين أيديهم يدافعون عن حقوقها نابحين بأعلى أصواتهم منادين بالقصاص ممن يقتلها.
تحميهم كلاب تنفث الدخان في وجهك الكريم.
فلتبكي صغيرك لأنه لم يجد وفاءً كوفاء الكلب ... بل وجد كلابًا مسعورة تنهش في الوطن السليب المباع لأبناء العم سام.
ولكن .... ومع كل ذلك يا أم الصغير المريض.
انتظري من جيل يخرج من جوار بيتك يحمل همك ... يرفع رايتك ... يحقق حلمك.
انتظري ثورة البسطاء تخرج من رحم القرى والنجوع والعشوائيات التي تسكني إحداها.
فلن يحقق حلمك سواهم.
ولن يكفكف دمعك سواهم.
ولن يعالج جرح قلبك سواهم.
أختاه ...... لقد سرت دمعتك على خدي وخرجت آهاتك من بين جوانحي وانخلع قلبي لشكواكِ التي لم تجد سوى أسوأ من أنجبت مصر ليطردوك من بينهم.
أختاه ..... لا تحزني سيجعل الله بعد عسر يسرًا وسيخرج طفلك حرًّا كريمًا في وطن ضحى فيها خيرة الشباب بدمائهم ليحيا صغيرك حرًّا مرفوع الرأس.
لا تحزني فربك من فوق السماوات سينصرك ولو بعد حين
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
