جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
انقضت أوقات الصيف بما فيها من حرية كبيرة والتزامات أيضا كثيرة.. وحان وقت الرجوع للمدرسة بما يعنيه من تغير في حياة كل أفراد الأسرة.. وبقدر ما تحمله السنة الدراسية من آمال وأحلام وتوقعات لكل من الأهل والطفل؛ بقدر ما تحمله أيضا من صعوبات ومخاوف وقلق لكليهما ربما تصل إلى حد آلام في المعدة أو أرق ليلي للطفل.
ورغم أن الأمر يتجدد كل عام فيما يجعله يبدو عاديا وطبيعيا فإن الأمر في حقيقته غير ذلك.. فهناك صعوبات تتجدد كل عام بدرجة تدهش الأهل أحيانا، فيتساءلون بحيرة: ما الجديد؟! فقد التحق الطفل بالمدرسة منذ أعوام، وقد جرب الانخراط في الحياة خارج المنزل منذ أعوام.. ولكن رغم ذلك يظل انشغال الطفل ما بين مخاوف الصداقات الجديدة، وأتوبيس المدرسة، ومناهج دراسية جديدة ومدرسين جدد... فبالنسبة لطفل صغير يمكن أن يكون مجرد التفكير في عدم تمكنه من الوصول لقضاء حاجته في الوقت المحدد وما يتبعه من أفكار في إحراجه أمام أصحابه أو عدم نظافته بدرجة مناسبة.. مجرد التفكير في هذه الأشياء التي تبدو لنا بسيطة تصيب الطفل بقلق.
تعاطف مع مخاوف الطفل
- لذا علينا إخراج هذه المخاوف من عقل الطفل لحيز المناقشة، والعمل معًا على حلها وإيجاد البدائل المطمئنة له، ساعده ليعبر عما يجول بخاطره.
- من أهم ما يحتاجه الطفل هو التعاطف والتقبل لمشاعر القلق لديه، فلا تنكر عليه هذه المشاعر بل عرفها له واقبلها وساعده على التعبير عنها بالرسم أو الكتابة أو حتى مجرد الحديث والتعامل معها.
- من المهم ألا تبدو متوترًا أو قلقًا تجاه العودة للمدارس أو حتى أمورهم الدراسية.
- حاول أن تتقرب لأطفالك وتستمع لهم؛ فليكن لديكم وقت أطول لقضائه معا في أنشطة محببة.
- أودع المزيد من المشاعر الإيجابية في بنك الأحاسيس لدى أطفالك.. ستحتاج هذه الوديعة وقتا ما وما أكثره.
- يؤثر النمو العاطفي واللغوي والعقلي للأطفال على سلوكهم.. فلتبق هذا في ذهنك. كما يمكنك أن تطلع طفلك على هذا النمو لتزيد ثقته في نفسه، ويتأكد من قدرته على مواجهة بعض الأمور التي لم يكن متمكنا منها من قبل.. فمجرد النمو يعنى للطفل ثقة في القدرات والإمكانيات.
ناقش التوقعات
- يعتمد استقبال العام الدراسي الجديد إلى درجة كبيرة على ما تبقى من ذكريات العام الماضي.. كذلك على التوقعات للاختلافات في العام الجديد (ناقش مع طفلك توقعاته للعام الجديد ونقي الذكريات السيئة.. واعملا معا على حل المشكلات التي كانت موجودة وما زال يتوقعها الطفل. مبرزا له كيف أن الأمر يمكن حله بطرق مختلفة.. علمه مهارات حل المشكلات. احك له عن ذكرياتك مع العام الدراسي، ذاكرًا ما كنت تشعر به حقا من قلق ومخاوف وطرقك المختلفة للتخلص منها. والتعامل معها مقيما بذلك حوارا حقيقيا مع الطفل وليس وعظا متخفيا في رداء الحكي الحميم. الأطفال يجدون طمأنة في هذه الحكايات.. فاضحكا معًا على مشكلاتك القديمة.
- ساعد الطفل ليكوّن صورة ذهنية حقيقية وواضحة عن المدرسة، ومن الأفضل أن يتعرف الطفل على مدرسته الجديدة ممسكًا بيد أبويه أولا. ليمر على فصله، وملعبه، ومكان انتظار الأتوبيس، ومكان التواليت، والكافيتريا.
- ومن اللطيف للطفل الأكبر وإن كان يعرف مدرسته جيدا أن يقوم بزيارة لها قبل بداية العام الدراسي الجديد.. يقابل مدرساته، يتعرف مكان فصله (حجرته الدراسية)، يتعرف على جدوله الدراسي ومواده التي سيدرسها. ويمكن مناقشة طفل أكبر في خبرات هذه السنة ليتعلم الطفل تناقل الخبرات واستشارة الآخرين.
استعد
- استعد مرحليا؛ فالرجوع للعادات الملزمة يبدو سخيفا أو مملا.
- اضبط وقت الاستيقاظ والنوم قبل بداية العام الدراسي بأسبوع على الأقل.
- اصطحب الطفل للمدرسة، واحسب الوقت المستغرق ذهابا وإيابا. وكذلك تعرف الأماكن التي يمر بها أتوبيس المدرسة.. لتخططا معا كيفية قضاء هذا الوقت.. وما الذي يمكن أن توجه نظره إليه في الطريق.
جهز المسرح..
- استفيدوا من كل خبرة حياتية يمر بها الطفل تتطلب التفكير والتخطيط؛ فاقضيا وقتا في التفكير معًا في مكان مناسب للاستذكار والقراءة وأداء المشروعات والمهام المدرسية. واجعل طفلك هو القائد والمنفذ لأفكاره. اجعله يفكر ويضع البدائل وطرق التنفيذ (المكان - الخامة – السعر – مكان الشراء – أوقات قضاء الواجب.. أشخاص يمكن الاستعانة بهم وسؤالهم واستشارتهم...).
- شراء الأدوات والملابس المدرسية ربما يكون من الأمور اللطيفة بالنسبة لطفلك.. ولكن الإفراط ربما يكون مملا له أو يثير بعض المخاوف والقلق خاصة عند من هم أصغر سنا.
- أعدا معا أطقم الزي المدرسي في مكان ظاهر يسهل وصول الطفل إليه لتفادي مضيعات الوقت الصباحي وشجع الاستقلالية.
- عود طفلك على عادات التنظيم والتخطيط. كتحضير الحقيبة المدرسية ليلا قبل النوم أو كتابة ما يرغب في أخذه معه لمدرسته في مكان ظاهر في حجرته وقريب من المكان الخاص بحفظ أشيائه.
- شجع طفلك على وضع أهدافه العامة للعام الدراسي الجديد (تعلم العد حتى 100 - التمكن من كتابة الأرقام - إمكانية كتابة خطاب من 3 جمل كاملة لبابا وماما – أن أتمكن من التعامل بصورة فضلى مع ما يغضبني. الاشتراك في نشاط التمثيل - إقامة معرض للوحاتي الفنية...).
- وكرر على مسامعه أن المدرسة أحد سبل التعلم وليست كل السبل.
- لا تشتت ذهنك وطفلك في الكثير من الأمور التنظيمية في نفس الوقت (الواجبات المنزلية – الأنشطة – الأعمال المنزلية...)؛ فالاستعداد لهذا سلفا سيبقي لديك الوقت والصفاء الذهني اللازم لاستقبال العام الجديد.
تواصل مستمر
- ساعد طفلك ليفكر تفكيرا لطيفا أثناء اليوم المدرسي؛ فيمكنك كتابة خطاب رقيق للطفل.. أو كارت أو رسم كاريكاتير ووضعه في محفظة أقلامه لتكون مفاجأة سارة له في المدرسة.
- كذلك استعد لبداية وقت حميم مع الطفل بعد عناء يوم دراسي كامل.
- يمكن أن يكتب الطفل خطابا تعريفيا بنفسه لمدرسته التي غالبا ما لم تتمكن من التعرف على الأطفال في اليوم الأول للدراسة. ويمكن أن يتضمن هذا الخطاب: اسمه – ما يحب من أشياء – ما الذي يريده أن تعرفه عنه – أسئلة أو بعض المخاوف التي يمكنها هي أن تكون الشخص المساعد فيها....).
- كونا (الأب والأم معا) على اتصال دائم وفعال مع المدرسة.
- قابل المدرسة: طفلك الصغير يشعر بدرجة كافية من الراحة والاطمئنان بالاتصال المتواصل بينك وبين مدرسه.. حينما يكون هناك قرارات واحدة بين الأهل والمدرسة؛ فإن الأطفال يشعرون بثقة أكبر ويحاولون محاولات أكثر جدية على الصعيدين الاجتماعي والأكاديمي. فمعرفة المدرسة ببعض الأمور الأسرية يساعدها كثيرا في الوصول لنواح تأثيرية وحافزة للطفل بل يجعلها تفك بعض الرموز في تصرفات الطفل بما يساعد في دفعه لأفضل مستوى ممكن.
- الطفل يحب المكان الذي يحصل فيه على الاحترام والأمان والتقبل والتفهم ثم الإنجاز والنجاح.. حاول أن تجعل هذه هي البيئة في البيت والمدرسة أيضا.
تخيل تغييرك لمهنتك.. زملاء جدد.. رئيسك جديد.. مكان جديد.. توقعات وأمنيات وطموحات جديدة.. تخيل الآن أن سنك ست أو عشر سنوات.. هذا ما يعنيه تماما العودة للمدرسة بالنسبة للأطفال.
المصدر: نيفين عبد الله
نيفين عبدالله
مدير مركز أجيال للاستشارات و التدريب الأسري
ساحة النقاش