تعد المناطق الدينية في السعودية مركزاً سياحياً مهماً ومقصداً أساسياً للمعتمرين خصوصاً في رمضان لأداء الشعائر في الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة إضافة إلى زيارة المزارات.وتنتعش الحركة الاقتصادية في بلاد الحرمين خلال رمضان مع قدوم المعتمرين الذين يتجاوز عددهم خلال الشهر 5 ملايين معتمر، ويتوقع أن يصل عددهم في 2010 إلى أكثر من 8 ملايين معتمر يفدون على مدار العام من أكثر من 140 دولة. وتصل عوائد العمرة خلال الشهر الكريم نحو 4 مليارات ريال، فيما يقدر حجم عوائد الحج والعمرة سنوياً بنحو 36 مليار ريال (9.6 مليار دولار) وزعت بنحو 16 مليار ريال (4.26 مليار دولار) للحج و20 مليار ريال (5.3 مليار دولار) للعمرة.

الأثنين 22 سبتمبر 2008 - 10:52 GMT+4 تعتبر مقومات السياحة الدينية في السعودية متوفرة بشكل لافت كما أنها مركز لهذا النوع من السياحة لما للمدينة المنورة ومكة المكرمة من مكانة ورمز عند المسلمين.

ويزداد عدد المعتمرين في رمضان إذ يصل إلى نحو 5 ملايين معتمر تستوعبهم مكة المكرمة حيث يزداد عدد الفنادق ابتداء من الفنادق ذات الخدمة الراقية وحتى الفنادق ذات المستويات العادية ولكل جهة سعرها، ولكن إجمالاً تبدأ أسعار الفنادق فئة الأربعة نجوم من 350 ريال لليلة الواحدة للغرفة المزدوجة، و400 ريال للغرفة ذات الأسرة الثلاثة، في الوقت الذي ترتفع فيه الأسعار في العشر الأواخر من رمضان إلى 8 آلاف ريال، و9 آلاف ريال.

كما أن معظم الفنادق في مكة المكرمة والمدينة المنورة تعتمد على نظام التأجير الكامل في العشر الأواخر نظراً للإقبال المتزايد عليها، ومن الصعب أن تجد فندقا يؤجر بنظام يومي، وعموماً فالأسعار تبقى ثابتة ما بين الـ 200 ريال و300 ريالا للغرفة المزدوجة بينما يصل سعر الغرفة ذات الأسرة الثلاثة ما بين الـ 150 و230 ريالاً فقط وكلما بعد الفندق عن الحرم كلما قل السعر فيه.

وتصل أسعار الفنادق 5 نجوم إلى 30 ألف ريال للغرفة المزدوجة و 40 ألف ريال للغرفة ثلاثية الأسرة في الفترة من 20 رمضان وحتى 1 شوال، هذا بالإضافة إلى الشقق المفروشة التي تتراوح أسعار الشقق بين 1000 ريال و3 آلاف ريال طيلة موسم رمضان، فيما تنخفض هذه الأسعار إلى النصف بقية أيام السنة.

مكة تشتهر بمطاعمها وأكلاتها الشعبية


تشتهر مكة بكثرة المطاعم وتواجدها في كل مكان نظرا للكثافة البشرية التي تقدم على مختلف الأكلات الشعبية والشرقية وحتى الوجبات السريعة، كما تشتهر مكة أيضاً بكثرة الأسواق الشعبية التي لا تزال تحافظ على أصالة الماضي مثل سوق العتيبية في شارع الحجون وسوق الغزة القريب من الحرم.

هذا بالإضافة إلى المجمعات التجارية الحديثة مثل سوق السلام وسوق العزيزية وسوق ذا المزاج الموجودة في حي العزيزية الذي يبعد عن الحرم النبوي الشريف نحو 5 كيلو متر تقريبا ًبالإضافة لسوق الحجاز الواقع على طريق مكة جدة السريع.

وتأتي المدينة المنورة التي يوجد فيها الحرم النبوي الشريف حيث تبدأ أسعار الفنادق فيها من 130 ريال في الإسكان المتوسط مروراً بـ 16 ألف في الإسكان الفاخر وصولاً إلى 100 ألف ريال في الجناح الملكي.

ولا يقتصر الإقبال على الفنادق الفخمة على الزوار فقط، بل يطاول معظم أهالي المدينة الذين يرغبون في التقرب إلى الله في تلك الأيام الفضيلة فيقيمون في فنادق المنطقة المركزية العشرة الثانية أو الأخيرة التي غالبا ما يفضلون قضاءها عند الحرم المكي الذي تتضاعف أسعار الفنادق فيه مرتين عن فنادق المدينة المنورة، إذ يصل سعر العشر الأواخر إلى 41 ألف ريال، في سبيل مجاورة المسجد النبوي الشريف وقضاء ليلة روحانية لا تبعد سوى بعض الأمتار عن روضة من رياض الجنة".

يترافق ارتفاع أسعار الإقامة مع ارتفاع أسعار الخدمات، فيتراوح سعر إفطار البوفيه المفتوح من 80 إلى 90 ريال للفرد الواحد أما سعر الفرد في وجبة السحور لا تتجاوز 60 ريال كحد أقصى في الفنادق والفخمة.

وتجد بالمنطقة المركزية أسماء لفنادق عالمية تقدم بحد ذاتها سياحة من نوع خاص تتجاوز السياحة الدينية، مثل فندق أنوار المدينة "الموفنبيك" حيث تأتي الغرف على شكل "استديو" يصل سعر الليلة فيها إلى 1600 ريال أيام الذروة في رمضان، فيدفع السائح نحو 16 الف ريال بغية قضاء ليالي روحانية مطلة على أرحب البقاع.

ويعتبر فندق المدينة "أوبروي" من أشهر الفنادق المطلة على المسجد النبوي الشريف وأغلاها، إذ يدفع الزائر مقابل قضاء ليلة واحدة نحو 1200 ريال خلال أيام السنة العادية، في حين يرتفع السعر في رمضان إلى 10 آلاف ريال، فيبلغ مجمل العشر الأواخر إلى 100 ألف ريال، علماً أن سعر الليلة الواحدة في الجناح الملكي يصل إلى 90 ألف ريال.

1500 ريال لقضاء ليلة في فندق


يبدأ سعر الليلة في أحد فنادق المنطقة المركزية، التي تمتد طولياً شاهقة نحو السماء فتبدو متصلة ببعضها البعض في المنطقة المركزية المطلة على ساحات المسجد النبوي الشريف، من 1200 ريال لليلة الواحدة، وهذا السعر قابل للارتفاع في أوقات الذروة إلى1500 ريال لليلة الواحدة كسعر أدنى للفنادق الفخمة.

بينما يصل سعر الليلة الواحدة في أيام الذروة في الفنادق غير المجاورة للمسجد النبوي الشريف إلى 500 ريال، ونتحدث هنا عن الشقق المفروشة غير المطلة على المسجد النبوي الشريف في أنحاء المدينة المنورة والتي تجد إقبالاً من الزوار والسائحين اللذين يبحثون عن السكن المتواضع يتناسب وميزانيتهم المادية. فالغرفة في مثل هذه الشقق تكون مكونة من غرفتين متواضعتين في الشكل والأثاث، مع مطبخ متواضع وحمام، ولذلك لا يتجاوز سعر الليلة فيها الـ 130 ريال.

ومثل هذه الشقق والفنادق دون الثلاثة نجوم تشهد إقبالاً كبيرا فتتم الحجوزات لشهر رمضان مثلاً مع بداية رجب وحتى نصف شعبان الذي تمتلئ بعد نصفه قائمة الحجوزات ومن يأتي بعد ذلك يكون قد سجل على بند الاحتياطي او الفائض ومعظمهم من بلاد العالم الإسلامي وأصحاب الاقتصاد المنخفض.

ويتجاوز حجم الاستثمارات العقارية في منطقة الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة حاجز 763 مليار ريال، إذ يصل في المنطقة المركزية المحيطة بالحرم النبوي الشريف في المدينة المنورة إلى أكثر من 13 مليار ريال، بعد استكمال تنفيذ الأحياء الأربعة التي تم تطويرها من المخطط العام للمنطقة. فيما أفادت إحصاءات غير رسمية أن حجم الاستثمار في السوق العقارية في العاصمة المقدسة لامس حاجز الـ 750 مليار ريال.

68 مشروعاً استثمارياً في "المدينة" المركزية


بلغ عدد المشاريع الاستثمارية القائمة في المدينة المنورة من فنادق ودور للزائرين ومراكز تجارية 86 مشروعا يقدر حجم استثماراتها بنحو 6.2 مليار ريال من دون قيمة الأراضي المقامة عليها التي تقدر مساحتها بنحو 145 ألف متر مربع في أحد أغلى العقارات على مستوى العالم.

وفي جدة القريبة من مكة (نحو 75 كيلومتر)، يحرص الصائمون على زيارة الأسواق والأماكن الشعبية، خصوصاً بعد الظهيرة إلى ما قبيل الإفطار، وإن لم يكن الأمر ملحاً لشراء الحاجيات، إلا أن الزيارة أصبحت ضرورية، لتصبح في النهاية ما يشبه "السياحة الرمضانية" للصائمين.

ومن أبرز تلك المزارات الشعبية في جدة، التي يحرص "الصائمون السياح" على زيارتها سوق شارع "قابل"، التي تشتهر بالمحلات القديمة والبسطات التي من خلالها يقدم ما هو مطلوب في ذلك الشهر، وأيضاً أسواق البلد التي تمتد بمحاذاة شارع الملك عبد العزيز، إذ تنشط حركتها التجارية، خصوصاً في شهر رمضان لكثرة زوارها من أهالي جدة ومن خارجها، إضافة إلى الأسواق الشعبية كـ"سوق باب شريف وسوق الندى".


الوظائف الموسمية حلا جزئيا للبطالة


يستبشر الشباب السعودي وبعض المقيمين الاجانب بقدوم شهر رمضان، حيث تكثر فرص العمل خلاله، وتطرح وظائف تقدرها الإحصاءات الرسمية بنحو 30 ألف فرصة عمل وهو ما يساهم ولو بشكل محدود في حل أزمة البطالة.

وتصل قيمة المكافأة المالية المحددة للأعمال الموسمية في متوسطها إلى 3 آلاف ريال سعودي للشهر الواحد، أي ما يعادل 800 دولار، وتتفاوت مدة العمل ما بين شهر إلى أربعة أشهر كحد أقصى. وتتركز هذه الوظائف في الوزارات والمؤسسات الحكومية التي ترتبط باستقبال الحجاج والمعتمرين والزائرين وتقديم الخدمات لهم، إضافة إلى الجمعيات الخيرية التي تقوم بتنفيذ مشاريعها المرتبطة بمواسم شهر الحج ورمضان، سواء في التوعية أو الإرشاد أو القيام بتوزيع وجبات الإفطار والطعام أو جمع التبرعات والأضاحي.
  • Currently 77/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
26 تصويتات / 1081 مشاهدة
نشرت فى 27 سبتمبر 2008 بواسطة nemo7a

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

2,730,314