لدي صديقه متدينه وهي في السادس والعشرون من عمرها اصبحت تعاني من نرفزه وعصبيه من دون سبب يذكر بل واضحت تبوح بكل ما بداخلها لاي شخص دون تحفظ مع العلم انها كانت انسانه حساسه جدا وتكبت العديد من الامور حتي لا تجرح او تغضب احدا وتستمر هذه الحاله فتره موقته وتعود الي طبيعتها وتعتذر اتصلت بي ذات يوم وهي في حاله هستريه وطلبت مني الحضور ونصحتني بالعديد من الامور من اهمها التخلي عن خطيبي والاحتراس من صديقه عزيزه لم اجد تفسيرا وتؤلمني حالتها ولااعرف كيف اساعدها مع العلم ان اهلها لجوا الي العلاج بالقران فهل هي مريضه نفسيا تخلصت من الكبت الذي بداخلها بهذه الصوره وماذا استطيع ان افعل لها
عزيزتى :
ربما تعييش صديقتك ظروف صعبة أو تعرضت لموقف ضاغط وما هذه العصبية الزائدة إلا وسيلة لتفريغ ما بداخلها من إنفعالات نتيجة مشاعر الحزن والغضب ، وهذا لا يعد مرضا نفسيا إلا إذا شكل عائقا بين ممارسة الإنسان لحياته اليومية من عمل ودراسة وحياة إجتماعية من أسرة وأصدقاء وما إلى ذلك .. أما مجرد الإنفعال الشديد فهذا أما نمر به جميعا من وقت لآخر عندما تتراكم فوق رؤسنا المشاكل والضغوط ونجد أنفسنا عاجزين عن التعامل والتعايش وبمجرد أن تزول تزول هذه الحالة من الإنفعال الزائد ..
وصحيح أن قدرة الإنسان على الكبت مهما كانت فائقة إلا أن لها حدود وبالتعرض للمزيد من الضغوط فإن الإنسان يفقد هذه القدرة ويتأثر سلوكه بكل ما يحاول إخفائه مهما حاول أن يخفى ذلك بل ودون أن يشعر ..
اما ما ذكرتيه من وجود تقلب حاد فى المزاج مع الانفعال الشديد وعدم القدرة على التحكم فى الذات مثل التحدث فى الأسرار الشخصية وحدوث كل ذلك فى نوبات فهذا ما يطلق علية فى الطب النفسى مرض (ذهان الهوس والاكتئاب) وهو يعتبر مرض طبي حيث يعانى فيه المصابون من تقلبات بالمزاج لا تتناسب مطلقاً مع إحداث الحياة العادية التي تحدث لهم . وهذه التقلبات المزاجية تؤثر على أفكارهم وأحاسيسهم وصحتهم الجسمانية وتصرفاتهم وقدرتهم على العمل. ويطلق على هذا المرض الاضطراب ثنائي القطبية لأن المزاج فيه يتأرجح ما بين نوبات المرح الحاد (الهوس) وبين الاكتئاب الشديد .أن ذهان الهوس والاكتئاب لا يحدث بسبب ضعف الشخصية ، بل على العكس من ذلك فهو مرض قابل للعلاج ويوجد له علاجا طبيا يساعد أغلب الناس على الشفاء بإذن الله
وكان الأحرى لها أن تستشير طبيبا نفسيا إن كانت أعراض ما تعانيه حقا حادة وتؤثر على حياتها .. وهذا ليس تقليلا أو مساسا بشأن القرآن الكريم ولكنى أتفق مع الرأى الداعي إلى أن يقرأ الإنسان لنفسه ما يتيسر له من القرآن فلسنا بحاجة إلى وساطة بيننا وبين خالقنا فهو أعلم وأرحم بنا من أنفسنا ومن غيرنا ..
وما تستطيعين القيام به بداية الدعاء لها .. والتعامل معها بشكل طبيعى فسيساعدها كثيرا تقديم العون النفسى لها بإعتبار أنك صديقتها ولكن لا تشعريها بالشفقة عليها ..
جزاك الله خيرا على إهتمامك ورزقك كل الخير ..
ساحة النقاش