نظرات

موقع اجتماعي سياسي و تربوي ونفسي يهتم بالطفل وتربيته وقصصه

            

بداية الستينات حيث كانت مصر ترفل في ثوب استقرار الزمن الجميل كما يقولوا عنه آلان وكنت طفلا في العاشرة أراقب ترقب الناس لسماع خطاب جمال عبدالناصر وشغفهم لذلك وأذانهم الى الراديو , الأغاني الوطنيه الجميلة والاعلام , لقد كنت أستشعر البهجة في كل ركن أو مكان 

لم يكن جمال عبدالناصر بالنسبة الينا مجرد رئيس جمهورية كان نجما أو قل فارسا أو شجيع السينما وقتها الذي يتشوق الجمهور لظهوره و لاأتذكر كيف فكرت في أن أرسل الى جمال عبد الناصر رسالة طالبا اليه أن يرسل الي صورته نعم صورته  !! فأحضرت القلم الحبر وحررت رسالتي وانطلقت بحماسة لأضعها في صندوق البريد ذي اللون الأحمر الجميل والرأس المثلث المميز للصندوق وأظنه أختفى اليوم

ربما لم يدر بخلدي حينها هل سيرد على رسالتي الزعيم  أم لا ؟وكم كانت فرحتي رائعة خلفت داخلي الصغير قيمة غرست حبا لاأستطع الفكاك منه وإن تعددت التحليلات في تقييم عهد عبد الناصر وما له وما عليه عندما رجل البريد باب البيت ذات يوم لأجد رد الزعيم والظرف الأبيض وشعار رئاسة الجمهورية وأسرعت أفتح الظرف لأجد صورة جمال عبدالناصر بالابيض والأسود كانت صورة جميلة وردا أروع عشت معه سنوات عديدة ومع الصورة عبارات الأمنيات الطيبة للطفل محمد مسعد البرديسي

إن الطفل لايعرف تحليلات ثم قل لايعرف بغضا بل يعرف فقط شيئا واحدا البهجة والحب والانشودة الرائعة والمعنى الجميل من مجانية التعليم الى حقوق العامل والفلاح وسواسية البشر فلا تمييز بين هذا أو ذاك الى الوطنية ومناضلة الاستعمار وأعوان الاستعمار والتي اصطبغ بها خطاب عبدالناصر وعبارة أيها الأخوة المواطنون  العبارة الجميلة التي كان يبدأ بها دوما جمال عبد الناصر خطابه وبصوته المميز الجميل حتى أني قمت أقلده  يوما أمام ميكروفون اذاعة المدرسة الابتدائية  !

أذكر أن كان بيتنا قريبا من الشارع العام أو هو على الشارع العام الذي يمر به موكب جمال عبدالناصر وأي ضيف يأتي الى مصر ليزور أهرامات الجيزة  فقد كنت أسرع الخطى وأقرنائي لنشاهد الموكب حتى نملي أعيننا برؤية جمال عبدالناصر وهو يحيينا  وأذكر كيف تعلمت قراءة الصحيفة اليومية التي كان يحضرها عم محمود بائع الجرائد الى أبي صباح كل يوم لأعرف من سيزور مصر هذه الأيام حتى حفظت أسماء تيتو ونيكروما  وأحمد سيكاتوري وموديبوكيتا  والأسقف مكاريوس ذلك  هو المناخ الذي عشته طفلا الى سن المراهقة الى بداية الشباب ثم تبدلت الصورة كيفما تبدلت  !!

           

 الرئيس اليوغسلافي تيتو            موديبو كيتا رئيس مالي

طافت بي الذاكرة حيثما طافت عندما ألتفت الى التاريخ والى 28 من سبتمبر عندما توفي جمال عبدالناصر وأسدلت  من بعده  ستائر كثيرة متعددة الألوان فرغم أنف التحليلات وذكر المثالب والمعايب والمآخذ فقد غرس عصر عبدالناصر في أطفال الستينات وماقبلها غرسا من البهجة والفرح ربما اعتبره الآخرون وهما جميلا غير أن النفس لاتذكر الا أنه كان زمن جميل عايشناه بكل ما تحمل الرومانسيات من معان .

المصدر: بقلم محمد مسعد البرديسي
  • Currently 95/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
32 تصويتات / 885 مشاهدة
نشرت فى 29 سبتمبر 2010 بواسطة nazrat

ساحة النقاش

محمدمسعدالبرديسي

nazrat
( نظرات ) موقع إجتماعي يشغله هم المجتمع سياسيا وتربويا بداية من الاسرة الى الارحام من جد وعم وخال الى آخره , الاهتمام السياسي أساسه الدين النصيحة و يهتم بالثقافةبألوانها ويعد الجانب النفسي والاهتمام به محور هام في الموقع كذلك الاهتمام بالطفل ثقافة وصحة »

ماذا تود البحث عنه ؟

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

616,794

مصر بخير

                         
* الشكر واجب للسيد العقيد هشام سمير  بجوازات التحرير , متميز في معاملة الجمهور على أي شاكلة ..

* تحية للمهندس المصري محمد محمد عبدالنبي بشركة المياه