
إن لفضة " ديليت " لا تختلف عن لفضة " كانسل " فاللفضتان تعنيان " شطب " ألغاء – حذف – مسح عن ألخريطة عن الموقع عن وجه الأرض...!!كلمة كثيراً ما نستخدمها بحياتنا أليومية ونلمسها في مواقع اليكترونية كالفيس بك ومواقع اخرى نتعامل معها .... لفضة غالباً ما تستخدمها الدولة أي دولة بحق كاتب أو مفكر أو عبقري " أشطبوه – إلغوه قصوه وباللهجة ألفلاحية ( إقلعوه ) أنا لست ضليعاً باللغة ألعربية ولكن تفسيري للفضة ( أشطب ) من حيث الإعراب هي " فعل أمر " إذاً لابد وتكون هناك جهات متنفذة هي من تأمر بشطب موضوع أو إسكات معارض أو إقصاء عالم حتى ولجم قلم حر .. ربما تكون الدولة على حق كونها سلطة وصاحبة قرار وبالتالي فهي الجهة المخولة بإغلاق ألمواقع والصحف ألمحلية فيما لو نشرت تلك ألمواقع مواد تحريضية أو لها مساس مباشر برموز الدولة والنظام ؛ أما أن يتم شطب المقالات عن صفحات ألمواقع الاليكترونية بناء على أوامر من متنفذين فاسدين أو يدافعون عن أناس فاسدين لهم تأثيرهم ألمباشر على أصحاب تلك ألمواقع فهذا تصرف في منتهى ألتخلف الديمقراطي التي نطالب به الدولة ويمنعنا منه ألمتنفذون أصحاب ألمصالح الضيقة .... إن مشكلتنا تتمحور حول ألمتنفذين وتلك ألمواقع ألهشة التي لا تدافع عن كتابها بل تقوم بشطب أية مقالة لكاتب من كتابها مجرد اتصال تلفوني من متنفذ متفاضل متفاخر ؛ فعندما نكتب عن فساد ما في مؤسسة ما يطل علينا أحد عمال النظافة بتلك المؤسسة مدافعاً شاتماً مقبحاً منتقداً ثم يطالبنا بسحب كتاباتنا وغيره في باقي المؤسسات والنقابات ؛ مقالات كثيرة كتبت ومست أعلى هرم في الدولة لم يطالب ألئك ألرموز بشطبها إلا أن ألأقزام هم من يطالبوا تلك المواقع بشطب ما تنشر من مقالات قد تسهم في وضع يد مكافحة ألفساد على ملفاتهم ألمحشوة بالفساد ؛ نحن لا يمكن أن نرقى لمستوى ألتحضر حتى لو بلغنا ألمريخ لأن مكتوب علينا نبقى أمة متخلفة لأبد الدهر ولن نلحق يوماً بركب ألشعوب ألمتحضرة طالما هناك أقزام ومتنفذون يأمرون وينهون .... نحن أمة متخلفة وهذا ما يجب ألتسليم به وليست مقولة ألصقها بنا ألمجتمع ألغربي بل هي ألحقيقة التي يجب أن نعترف بها كأمة غارقة الجهل والتخلف ألفكري والعقائدي والديني مهمشة عالمياً وإنسانياً ؛ واقع مخزيً أصبحنا نعيشه هذه الأيام وهو أن تفكير ألمواطن ألعربي يتمحور حول ألأكل والشرب والنوم وعبادة ألفروج والتنافخ فخراً بدكتاتورات ألأمة الذين هم السبب في تخلفنا ؛ مهما حاول ألعرب إنكار مسألة تخلفهم فإن هذا لن يغير من الواقع شيئاً ؛ ومهما طبل وزمر وتغنى ألعرب بأمجاد ألماضي فإن هذا ألغناء الشجي سيتحول يوماً إلى عويل حين يخرجون من حالة ألرقص والطرب ونشوة الجذلان وسكرات أللاوعي إلى ألواقع ألصارم في أحكامه ومعطياته ....




ساحة النقاش