
الإبداع في التياسه .... بقلم – نظمي محمد القواسمه
في كل ساعة نسمع بكلمة تيس يطلقها أحد الناس على شخص غبي واصفاً إياه بالتيس فهل كلمة تيس كلمة فصيحة أم لا ؛ التيس هو ذكر الماعز ومعظمنا يعرف ذلك وكلنا نطلق " تيس " على الإنسان الغبي ؛ إذاً لاتنسوا أن حياتنا أليوميه والرقمية محشوة بالتيوس ؛ هناك قصص وأمثله وحكم عن التيوس ؛ فلماذا أطلق هذا اللقب على بعض الناس فما تعريف اسم تيس وماذا تعني – التياسه ..!! هنا يجب أن نعرف ما المشكلة المتمثلة بشخصية التيس فهل هو ممسوخ أم على درجة عاليه من الغباء لنربط اسمه بأغبيائنا فكيف نتعرف على شخصية التيس في حياتنا أليوميه والرقمية – هل هناك من رابط بين التيسنه والعنجهية وما معنى العنجهية فهل يوجد بينها وبين العجرفة رابط ؛ وكيف يمكن للمرء أن يتعجرف ويتعنجه ويتتنبل؛ وما الفرق بين التياسه
والعنجهية وهل يمكننا الربط بين التيسنه والحمرنه والتنبله ..!! إذاً لماذا مدح القدماء التيوس ووقروها وقالوا فيها شعراً جميلاً هل لأن لرائحتها النتنة ونغماتها الفاضحة ؛ ولماذا ربطوا مصطلح الغباء بشخص التيس ولم يربطوه بالحمير هل لإهانة مجتمع التيوس مثلاً؛ إذا كانت رائحة التيوس منتنة وصراخها مزعج ما لضير في ذلك فهل تبيت ببيوتنا لنضار منها؛ أليست أطهر من الكلاب النجسة التي تبيت بغرف نوم العديد من الأسر الأكثر رقياً ؛ التيس هو ذكر الماعز وشيخها وليس طالباً عاثراً بدراسته؛ ولا هو مدير
فاشل بأدائه وبأسلوب تعامله مع موظفيه ومع المتعاملين ؛ لماذا جعلوا للتيس مكانة في تراثنا ؛ لقد قرأنا عن هجاء قيل في الملوك والولاة والسلاطين ولم نقرأ عن هجاء قيل في التيوس ربما صدفة ولكن كثر من مدحوها؛ كثيراً ما نجالس بعض التيوس – تيوسنا ؛ منهم من يؤنسا بتيسنته ومنهم يتحفنا بفلسفته بخروجه عن المنطق وتعديه كل الخطوط ؛ فالتيسنة درجات استتيس وقس بناءً على ذلك التنبله والجحشنه ومصطلحات لا تعد ولا تحصى جميعا تصب فى زريبة واحده– ثم تيس فأبدع بالتياسه ؛ قيل بأن الشاعر ابن الجهم قدم على الخليفة المتوكل وأنشده قصيدته –
((أنت كالكلب في حفاظك للود**وكالتيس في قراع الخطوب))
لقد أمرله بقصر على دجلة على مقربة من الجواري والخدم لقد أقام فيه و تبحبح الرجل فاستدعاه المتوكل لينشده عن ذلك شعراً فقال
((عيون ألمها بين الرصافة والجسر** جلبن الهوى من حيث لا ادري وما أدري)) -
بينما هجا احدهم سلطاناً بخيل بقوله له.
((أراك كالتيس قد أودى به الهرم ** فلا لحم ولا صوف ولا ثمر))
وقال حسان بن ثابت...
((مزينة لا يدري فيها خطيب ** ولا فلج يطاف به خصيب))
((أناس تهلك الأحساب فيهم ** يرون التيس يعدله الحبيب ..))
لقد أسعفتني ذاكرتي لأذكر قصيدة حفظتها اسمها التيس والمرآة – وهذه القصيدة ذات مدلولات ومضامين يقول فيها.. وقف التيس يحدق في المرآة فرأى تيساً آخر يحدق في المرآة ..!!
هز التيس الرأس فهز التيس الرأس *** ضن التيس أن التيس الآخر يتحداه *** ثار وهب وسب أباه فثار التيس وسب أباه ** نطح التيس فانخلع القرن وشج القرن ووقف التيس يحدق في اللا شيء فرأى لا شيء *** تمتم لا بأس قد فر التيس الرعديد أمام التيس الصنديد لا بأس***.. حتى لو خلع القرن وشج الرأس... وقال أحدهم محتجاً ..
مالي أرى رزق التيوس ميسرة ** ورزق أهل الفصاحة مقنون
ربي ارزقني برزق أهل الفصاحة** وإلا اجعلني من التيوس أكون...
كلنا نعرف ما لخاصية التي تميز التيس عن باقي الحيوانات ؛ منها زناخة رائحته – وصراخه المزعج – كما ويحفر في الأرض بأظلافه عندما يٌثار ويضام ويشعر بالمضايقة ثم التزبيد والعربدة ..!! لقد عرفنا عن التيس الذي نطح نفسه أثنا تطلعه بالمرآة ولكن هل يمكننا أن نصف الحطيئة بالتيس البشري ؛ لقد فشل الحطيئة يوماً في ممارسة عمله الذي كان عبارة عن هجاء الناس مقابل الأجر ؛ فوقف كما وقف التيس أمام المرآة فرأى حطيئة آخر فقال ..
((أبت شفتاي اليوم إلا تكلما ** أما بسوء ولا ادري لمن أنا قائله))
((أرى فيك وجهاً قبح الله خلقه ** فقبح من وجه وقبح حامله)) ..
ليس التيس تيس فقط ولا الحطيئة تيس بشري فقط فهناك من يتخبطون بعمل ما أو يتسببون بتخريب ماكنة يفشلون بالتخطيط لمشروع ما سرعان ما يصفون أنفسهم بالتيوس وهناك اناس إذا ما وجدوا من يستتيسون عليه ربما يصبون جام تيسنتهم على نسائهم وجيرانهم وربما على شخوصهم ؛ فعندما نسأل احدهم – لماذا فعلت ما فعلت يا أخينا يقول – والله إني تيست وبعترف بتيسنتي ..!! ولكن هناك من يتيسون ويصرون على تيسنتهم ويعتزون بفسادهم النفسي والديني والخلقي ؛ كالذي وقف أمام المرآة يوما فقال
(( تطع في المرآة وقال أي ها ** هي الشمس التي لا شك فيها)) –
((أنا والله أصلح للمعاصي ** إذا أهل الذنوب تفارقوها)) - هذا احد التيوس الذي يفتخر بفساده الخلقي واحترافه التيسنه ..!!
.هناك نماذج كثيرة من التيوس في مجتمعنا ؛ هناك أسرة على سبيل المثال يزيد دخلها عن إلف ونصف دينار شهرياً إلا أنها لديها فواتير ماء وكهرباء مكسورة ألا يمكننا وصف رب العائله ب – تيس ونتهم ربة الأسرة بالتبذير- أم أن العائلة كلها عبارة عن متيسه معترف بها دولياً.......!!!!!!!!
ولكن كان من الممكن وصف رب تلك العائلة بالفاشل إدارياً وفاقد السيطرةً لأن هناك فرق بين حالة تلك العائلة والحطيئة لأن الحطيئة مثل نفسه
كتيس وهو يعرف بأنه هو الذي أمام المرآة ؛ إن مشكلتنا مع التيوس والمستتيسن والمتيسن أكبر من مشكلتنا مع التيوس التي لا تهجونا ,ولا تضر بنا بينما تيوس البشر اكثر خطراً وأسوأ بكثير من حيث السلوكيات والعنتريات مقارنة بالتيوس التي خلقت تيوس التي ربما نلحق بها بعض الظلم عندما نصف أغبيائنا بها ؛ أيها الإخوة – أنا لم أتحدث مع عن شريحة محددة من التيوس ؛ فنحن نعيش في عالم مليء بالتيوس بغض النظر عن عدم مشاهدتنا لقرون تيوسنا فكثيراًً ما نشاهد تيوس ماعز بلا قرون فربما خاض بعضها معارك ناطحه مع بعض أقرانه المس تتيسين ونطحه أحدهم ونال نطحه أفقدته كرامته ..!! أما نسبة لقرون المس تتيسين يمكننا رصدها من خلال سلوكيتهم البغيضة وعنجهيتهم وسوء معاملتهم التي لا تمت بصلة
لسلوكيات التيوس المعمعمه ؛ لا يمكن لتيس ماعز الجلوس على كرسي وزارة ولا ترأس مجلس إدارة ولا تقلد منصب في الخارجية وغيرها من المناصب ألإداريه ؛ إنه التيس البشري الذي يخفي قرونه في طبون سيارته كما ويخفي رائحته الزفرة باستخدامه أجود العطورهذا من باب التنبلته؛ ولكن ليعلم هذا التيس بأن لايمكن لعطور الدنيا وبخا خيرها أن تخفي رائحته المسببة للعطاس وتطغي على سمعته السيئة ؛ كما ويمكننا التعرف على تيسنته من خلال تعامله مع الجمهور عندما يبدأ بالثغاء وبالتزبيد والضرب برجله بالأرض وصراخه الهجين وهؤلاء لا يمكنهم التخلي عن صفة التيوس ؛ عندما يقفل مخ الإنسان ولم تعد لديه قابلية للأخذ والرد ويستبد برأيه ويطغى بثغائه علي الناس فهو تيس " معمعم " ؛ نحن نتعامل بصورة يومية مع التيوس ولكنهم ليسوا كلهم على درجة واحدة من التياسه – تيس مستجد " جدي = تيس مراهق " وتيس
تحت التجربه وتيس محترف وووو- ؛ نحن نراقب أطفالنا من خلال تصرفاتهم وحركاتهم ويمكننا من خلالها تحديد نسبة ذكائهم وتيسنتهم ؛ فعندما يقوم الطفل بلمس سلك الكهرباء للمرة الأولى وتضربه الكهرباء لايمكن أن يلمس السلك ثانية فهذا طفل ذامستوى جيدمن الذكاء ؛ أما ألطفل الذي يلمس السلك عشرات المرات ولم يرتدع فهو ميال للتيسنه وقد تعرف هذا الطفل على التيسنة وطبق أولى شرائعها منذ نعومة أضلافه ولن يتناول عنها ولو شقطناه خمسين شلوط يومياً لماذا لم يقم والده بتفهيمه الصح من الغلط بدل ان يضربه ويؤذيه ليتيس أكثر فأكثر وعندما نلوم والده يقول بكل فخر – هذا الولد – تيس إبن تيس ..!! فما بالكم بالشاب الذي حاول التلفزيون وتسبب
بخرابه ثم أصلح الغسالة وفشل وضل يتابع فهذا يعني أنه يبتغي الحصول على خبرات في التياسه لتمكنه من إكمال باقي حياته الحافله بالتياسه ؛ إذا كان أحدهم أقدم على إتخاذ قرار خاطى وتبعه بآخر ثم بآخر وهو يعرف مدى إضراره بالغير فلانشك بتياسته وتنبلته ؛ فما بالكم بما يفعله الكبار من كوارث عائليه ودمار أسر ومجتمعات فهل اوصلتهم عبقريتهم لمراكز متقدمه في التيسنه بسبب عدم تفريقهم بين العضرطه والتياسه والصح والخطاَ ؛ كيف يمكننا التعامل مع مثل هذه الأمم المستتيسه فهل يجب علينا أن نستتيس لنناطحهم ونتفاهم معهم ؛ وهل هم أصلاً يقبلون التعامل معنا بلغتنا ؛ هناك أناس قد وصلوا مراحل متقدمة من التياسه وهناك من هم ببدايات عهودهم بالتباسه وهناك عريقون في عالم التياسه ؛ أعظم رؤساء العالم لديهم تياسة
وإثباتاً لذلك هو أن لدى روسيا وأمريكا من السلاح النووي ما يدمر الكرة الأرضية ألف مره أليس هي التياسة بعينها فلماذا لايزالون يطورون ويصنعون فهل سيدمرون الشمس مثلاً ؛ لقد حضر جابي المياه لأحد البيوت لقطع المياه عن تلك البيت بسبب عدم دفع الفاتورة المكسورة وقد خرجت عليهم صاحبة المنزل ببكرج قهوتها مرحبة بهم ولكن المهندس فاجأها بان سوف يقطع الماء عن بيتها فقالت " يمه والله الحال على ألله أصبر لآخر الشهر لحتى ندفع فقال " لزميله أقطع أنبوب المياه ؛ فقطعه وكان بإمكانه إمهال تلك الأسرة لنهاية الشهر ولكن غلبته عنجهيته وجاذبته سلوكياته لتياسته الطفولية ولم يقبل ؛ لقد خرج ابن تلك المرأة وبيده ( قنوه ) فقال لماذا لم تمهلونا لنهاية الشهر
ومن أين سنشرب ؛ ووقعت معركة تياسستانيه بينهما وصفق المهندس المصر على التيسنه بقنوته أرسله للمستشفى – نحن أمام حالة تياسه وحالة تيسنه ؛ فكيف يمكننا تحديد من هو التيس من هؤلاء ومن المستتيس ..! ؛ إذا كان الميكانيكي الذي يفشل بإصلاح خلل في سيارتنا ويتسبب بأعطال إضافية نوسمه بتيس والمدرس الذي يفشل في تدريس طلابه بالشكل المقبول نصفه بالتيس وبعض الأطباء الذين يتسببون بموت إنسان بسبب خطأ طبي نصفه بالتيس ؛ ونصف السائق المتهور بالتيس ؛ إذاً نحن نتحدث عن عالم تيوس من مستتيسن ومستحمرين بليدين متنبلين مستبطرين ومتنحين ومتحيونين , ومعضرطين
ومستكلبين ومستبسسن ومستضرطين ومتغطرسين ومستأسدين هل كل هذه المسميات تشكل حلقة واحدة تكمل بعضها بعضاً إذا كانت ليس كما نفهم فما الفرق إذاً بين العنجهية والغرور والاعتزازالمفرط ولماذا يعتقد الكثيرون بان فلاناً من الناس رجلاً متعجرف عنجهي تنبل سطحي وعنصري وقبلي وغير ذلك من مصطلحات بها معها بصورة شبه يوميه ؛ فما أكثر أمثال هؤلاء بيننا ففي كل مكان وزمان نكتشف تيسنتهم لقد وصل الأمر بالتيوس البشرية لترقى لمستوى قمة الدكتاتورية في التيسنه ثم تجريد التيوس التقليدية من خواصها ...




ساحة النقاش