من كتاب احكام القران لابن العربى

 قوله تعالى : { الحمد لله رب العالمين } اعلموا علمكم الله المشكلات أن البارئ تعالى حمد نفسه ، وافتتح بحمده كتابه ، ولم يأذن في ذلك لأحد من خلقه ، بل نهاهم في محكم كتابه ، فقال : { فلا تزكوا أنفسكم } ومنع بعض الناس من أن يسمع مدح بعض له ، أو يركن إليه ، وأمرهم برد ذلك ، وقال : { احثوا في وجوه المداحين التراب } رواه المقداد وغيره .

[ ص: 9 ] وكأن في مدح الله لنفسه وحمده لها وجوها منها ثلاث أمهات : الأول : أنه علمنا كيف نحمده ، وكلفنا حمده والثناء عليه ; إذ لم يكن لنا سبيل إليه إلا به .

الثاني : أنه قال بعض الناس معناه : قولوا : الحمد لله ، فيكون فائدة ذلك التكليف لنا ، وعلى هذا تخرج قراءة من قرأ بنصب الدال في الشاذ .

الثالث : أن مدح النفس إنما نهي عنه لما يدخل عليها من العجب بها ، والتكثر على الخلق من أجلها ، فاقتضى ذلك الاختصاص بمن يلحقه التغير ، ولا يجوز منه التكثر ، وهو المخلوق ، ووجب ذلك للخالق ; لأنه أهل الحمد .

وهذا هو الجواب الصحيح ، والفائدة المقصودة .

 

المصدر: اسلام ويب المكتبة الاسلامية
naser156

ناصرمحروس سيد

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 215 مشاهدة
نشرت فى 3 ديسمبر 2014 بواسطة naser156

البحث فى الموقع

ناصرمحروس سيد

naser156
معلم قران كريم مقيم شعائر بالاوقاف »

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

56,716