تَيْهٌ يُعَرْبِدُ فِي العُقُولِ وَالرُّوحُ سَكْرَى
فِي اللَّيْلِ أَرَى الشَّمْسَ سَاطِعَةً
وَفِي النَّهَارِ ظُلُمَاتٌ تَتْرَى
هُنَا بَوَّابَةُ الزَّمَنِ
هُنَا المِعْرَاجُ وَ المَسْرَى
أَيُّهَا السَّاعِيَ عَلَى أَطْرَافِ حَقِيقََتِي
حِمْلُ الحَيَاةِ ثَقِيلٌ فِي حَقِيبَتِي
أَمَّا تَرَانِي مُبْتَسِمٌ وَأَنَا فِي خِضَمِّ مُصِيبَتِي
وَيَتْلُوَا دَمْعَيْ مِنْ أَجْفَانِي فَرْحَتِي
فَقَلَّ للمَليحَةِ أَنَّي مَنْ ضَلَّهُ الدَّرْبُ
وَخَابَ بِهِ المَسْعَى
عَلَى مَشَارِفِ الأَرْبَعِينَ مِنْ مَوْتِي
أَرَى الحَيَاةَ تُنَادِينِي يَا صَبِّياً
إِلَى أَيْنَ ذَاهِبٌ ذَاكَ الذِّرَاعُ الفَتِيَّ
أَنَا اِمْرَأَةٌ فِي عَقْدِ أُنُوثَتِهَا
وَالدّلَالُ يَتَهَادَى عَلَى مِعْصَمَيَّ
فَهَلْ تَأْتِينِي رَاغِبٌ
أَمْ أَسْلُطُ عَلَيْكَ فِتْنَتِي
وَتَعَلُّمُ أَنَّي آتِيَةٌ بِكُلٍّ مَا تَهَوَّى
يَا قَبِيحَةُ الحُسْنِ إنِّي رَاحِلٌ
إِلَى حَيْثُ المُنى والنَجْوى
وَلَا رَغْبَةً لِي فِي مَنُّكِ وَالسَّلْوَىٰ
فَاِسْرِي بِرَغَبَاتِكَ عَنْ دُرُوبِي
فَلَا تَتَحَمَّلُ أَكْتَافِي أَكْثَرَ مِنْ ذُنُوبِي
وَلَا القَلْبُ يَرْغَبُ الوَقْرَ
رُوَيْدًا رُوَيْدًا
يَا مَنْ طَرَحَتْهُ النَّوَى مَطَارِحُهَا
فَقَدْ أُورِدْتُ سَرَابٌ وَأَرْضٌ يَبابٌ
وَدَارَتْ بِكَ الرَّحَى
فَهَلْ تَقْوَى أَنْ تُطَارِحُهَا
سُلَّمُ أَمَرُّكَ وَالمَشِيئَةُ
إِلَى مَنْ لَهُ كُنَّ فَيُكَوِّنَّ وَاِمْضِي
وَأَمْرُ الجَوَارِحِ وَاُشْدُدْ عَلَيْهَا
وَقُلْ لَهَا بِالرَّغْمِ إرضِي
هِيَ ثَوَانٍ أَسَمَّوْهَا سِنِينَ
فَمُرُوهَا مَعَي
لِنَعِيشَ عِيشَةَ الأَبَدِ
وَنَفُوزُ بِالفِرْدَوْسِ وَنَرْضَى
فَسَمِّي وَاِنْهَضْ وَتَوَضَّأْ
وَأَقِمْ صَلَاتُكِ وَاُسْجُدْ
وَصَلَ عَلَى المُصْطَفَى
وَقُلْ الحَمْدَ حَتَّى العِظَامِ تُفْنِي
قَلَّ الحَمْدُ حَتَّى العِظَامُ تُفْنِي
::ياسر إبراهيم::