ظلّتْ بِصِبْيَتِنا المدارسُ تلعبُ

مالي أرى وعلى الورى أتوجّع***واللّيل داج والقــــــــــذارة مرتعُ

إنّي ليحزنني الهوانُ بأمّتي***ويزيدني نـــــــــهبُ الرّعاع فأجزعُ

تحلو الحياة لمارق أو مُخبر***فتراهُ خلف ظهــــورنا يتمتّـــــــــــعُ

ولمن يراوغُ بالتّوهّم نفسه***ويقودها نحو السّراب فتطـــــــــــــمعُ

تتعدّد الأوهام في نظراتنـــا***حينا ويوقظـــهــــــا الرّدى فتـــودّع

////

كنّا نـــــــــــظنُّ بأنّنا نتجدّدُ***واليوم في كلّ الـــــقـــشــور نــــقلّدُ

ما كان أن ندعَ البلاد بلا غدٍ***حتّى يحاصرها الفســــــاد الأسود

مازال يقــــــمع كلّ حرّ ثائر***والبطش في وطن الضّـعاف يعربد

يا من يبدّل كلّ حين بدلة***ســـــنراك حتمــــــــــــا صاغرا تتودّد

قبحا لوجهك في الوجوه قد ارتدى***بطشا فأصبح كالصّدى يتردّد

////

مابالمـــــــصائب عندنا تتكرّر***وكأنّ قـــــــــــمع الغاضبين مقدّر

تنمو بمغربنا المفاسد مثلما***تنمو الحـــشائش والنّبات الأخــــضر

أيباح نهب الكادحين بأمّتي؟***والظّلم أخبث في الحيـــــاة وأخطـر

إن حلّ في وطن تشرّد شعبه***وأتت إليه من الخــــــطوب الأنهر

لو كنت أدري ما الحلول طرحتها***ولكنت مقتنعـــــــا بما أتصوّر

////

ظلّت بصبيتنا المدارسُ تلعب***ودروسها في النّاشئــــــين تخرّبُ

ظلّت تعلّمهــــــم بلا لغة ولا***علم إلى أمّ الــــــــمعارف يـنـسبُ

كم عاجزٍ فيها يعلّمُ منطقاً***يؤذي اللّسان وبالتّــــــــــــأمّل يهربُ

يُعدي الصّغار بلهجة مذمومة***وبها يــــــعلّم في الدّروس ويكتب

إنّ الصّغار إذا تخرّب علمهم***أضحوا حميرا في الورى تتـعذّب

////

يا من يدرّس في العلوم ويفهمُ***إنّ الصّغير بطَــــــــــــبْعه يَتعلَّمُ

دع عنك سـيطرة الرّعاع فإنّها***في الفقه تغتصبُ العقول وترغِمُ

وزنِ الكلامَ بحـــــــنكةٍ وتمكّن***واعلم بأنّك في الصّــــــغار تعلّمُ

واحذر معاملة الضّعيف بقسوة***واخفظ جناحك فالتّواضـــع يلزم

وإذا أصابك بالأذى متـــــــعلّم***فاصبر فإنّك في الختام سـترحــم

////

قف للمدرّس فالوقوف يبجّل***واسمع نصائح من يقــــــول ويفعلُ

واحرص على فهم الشّروح ولا تكن***فضّا كسولا دائما تتســوّل

واعشق منافسة العظام فربّما***تأتي الرياح بما اشتـــــهيت فتنهل

وعليك بالعــــمل السّديد فإنّه***مفتاح فقــــــــــــــــه بالفلاح يكلّل

والرّجس فاهجر وابتعد عن أهله***واختر رفيقا بالصّداقة يعمـــل

محمد الدبلي الفاطمي

المصدر: آسيا محمد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 41 مشاهدة
نشرت فى 21 أكتوبر 2018 بواسطة nasamat7elfouad

عدد زيارات الموقع

95,837