يا قدس معذرة :
يا قدسُ عذراً ففي الأحداقِ أحزانُ
ترنو إليكَ ودمعُ العين هتّانُ
أمّا القلوب فتُدميها مواجعنا
والقدسُ رغم جنونِ الصّمت عنوانُ
قد مرّ قرنٌ على آثار محنتنا
وما تغيّر حال أو علا شانُ
بالأمس أجدادنا للفتح قد عبروا
كل الحدود وملءُ القلبِ إيمانُ
فأسّسوا دولةً للحقّ ترهبها
ممالكٌ تاجها كفرٌ وطغيانُ
إنّ المعاركَ في التاريخ شاهدةٌ
ما نالها بعد طول الهجر نسيانُ
يا قدسُ كم كُنتَ للأحرار قبلتهمْ
ما هنتَ عندهمُ يوماً ولا هانوا
شعبٌ على مذبح التاريخ أسلمهُ
من رام عيشاً وأهلُ الحقّ قُربانُ
لكنّ شعباً تولّى أمرَ محنتهِ
يوماً سيرجعُ حُرّاً وهو نشوانُ
يا من يغُطّون في نوم الخنوع أما
ملّتْ جنوبكمُ والذلُّ إدمانُ
وفاجأتكمْ صروفُ الدّهرِ فاتعظوا
عودوا إلى الله إنّ الخُلفَ عصيانُ
شاعر المعلمين العرب
حسن محمد كنعان