قَلْبِي مَلَاكٌ فِي هَوَاكِ

قُـلْ لِلْحَبِيبَةِ فِــــي حِمَــــايَ تَسَيَّـــدِي *** حُبِّي لَهَـــا بِمَـــدَى حَيَاتِـــي سَرْمَـــدِي

لَـوْ أَنْكَــــرَتْ عَنِّـــي الْهــوَى عَاتَبْتُهَــــا  *** وَ أَتَـيْـــتُ بِالْبُـرْهَــــانِ حَتَّـــى تَهْتَــــدِي  

وَ لَـوِ ادَّعَيْتُ أَنَا هَــــوَاهَا قُــــلْ لَهَـــــا  ***  لَا تَـــرْحَمِيـــهِ وَ اغْضَبِـــــي وَتَمَـــــرَّدِي

لَا تَــعْـذِرِيـــهِ مُخـْـطِــئــًا أّوْ مُــذْنِــبــــًا  ***  إِنْ كُــــنْـــتِ حَتَّـــى الْآنَ لَـــمْ تَتَــرَدَّدِي   

ثُمّ اطْلُبِي الْقَاضِي وَ قُولِـي:سَيِّـــدِي  *** مَــاذَا تَـــــرَى فِـــي أمْــــرِهِ يَا سَيِّـــدِي؟

هُوَ شَـــاعِرٌ كَلِمَـــاتُـــهُ نَغَـــــمٌ شَـــدَا  ***  وَ خَلِيــــلُ قَــــافِيَــةٍ تَغَـــــارُ  لِسُــؤْدَدِي      

قَـــدْ قَـــالَ لِـي كَــمْ مَرَّةٍ يَـا حُلْوَتِـــي  *** وَ أثَــارَ قَلْبِــــي بِالْهَـــوَى كَـــالْمَـوْقِــــدِ 

لَـكِنّنِـــي امْــــرَأَةٌ وَ قَـــــدْ جَــاوَبْتُــــهُ  *** حَــــــاوِلْ تَفَــهُّـــمَ مَـوْقِفِـــي وَ تَــرَدُّدِي 

عَجَبًا لَهَا فِي حَضْرَةِ الْقَاضِي اشْتَكَتْ  *** وَ تَظَـــاهَرَتْ بِتَجَاهُـلِـــي فِي الْمَشْهَــدِ          

وَ عُيُـونُهَـــا بِمَرَافِـــئِ الشَّوْقِ الّتِـــي  *** كَــانَــتْ لَنَــــا فِيــهَا أَمَــانِـي الْمَـــوعِـــدِ  

قُـــلْ لِلْحَبِيبَــةِ فِـــي جَـوَابِي حُجَّتِـي  *** بَلْ لِــي شُهُـــودٌ لَــوْ سَمَحْتُمْ سَيِّـــدِي

فَأنَــــا الَّــذِي أحْبَبْتُهَـــا وَ أنَــا الّــــذِي  ***  آمَنْـتُ بِالْحُــبِّ الَّــذِي صَنَــعَتْ يَــــــدِي      

مَا كُنْتُ أفْقَهُ فِي الْهَوَى حَتَّى اكْتَوَى  ***  بِالشَّوْقِ قَلْبِـي فِي انْتِظَـــارِ الْمَوْعِــــدِ 

مَا كُنْتُ أعْرِفُ فِي النُّجُــومِ صَبَــابَـــةً  ***  حَتَّـى نَكَرْتُ عَلَى اللّيَــالِــي مَرْقَـــــدِي

الشّوْقُ يَعْــرِفُ قِصَّتِـــي وَ تَعَاسَتِـي  ***  وَ اللّيْلُ يَحْــرُسُ لِلْقَــوَافِـــي مَعْبَـــــدِي         

هَـذَا فُـؤَادِي أنْــــتِ نَبـْضُ حَيَــاتِـــــهِ  ***  صَعْــبٌ عَلَيْـهِ الشَّـــوْقُ إِنْ لَمْ تُوجَـــدِي

قَدْ أصْــدَرَ الْقَـــاضِــي قَرَارَ بَرَاءَتِــــي  ***  قَلْبِــــي مَـــلَاكٌ فِـــي هَـــوَاكِ تَأَكَّـــدِي     

وَ سَعِدْتُ لَمَّــا كَانَ حُبُّــكِ سَاجِنِــــي  *** وَ مُـنَـــايَ أنْــتِ حَبِيـبَتِــي أنْ تَسْــعَـدِي  

وَ دَعَوْتُ رَبِّــي خَـــاشِعــًا وَ مُنَاجِيـــًا  ***  سُبْحَـــانَــهُ فِــي عُــزْلَتِـــي وَ تَهَجُّـــدِي  

يَـا لَيْتَ سِجْنِـي طَــالَ فِيـهِ نَلْتَقِـــي  ***  يَـا لَيْتَ حُكْمِي كَــانَ حُــكْــــمَ مُــؤَبَّـــــدِ

 

بقلم : عبد الفتاح الرقاص

المغرب

ملاحظة: نظمت القصيدة على بحر الكامل (متفاعلن متفاعلن متفاعلن) و قد وقع أحيانا  في التفعيلة إضمار  بتسكين الثاني المتحرك في العروض و الضرب و الحشو.

المصدر: آسيا محمد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 52 مشاهدة
نشرت فى 18 سبتمبر 2018 بواسطة nasamat7elfouad

عدد زيارات الموقع

97,779