بَوَاعِثُ الهِجرَة .... بقلم / محمد طه عبد الفتاح
بـنـوا قـَومِي هَـلُـمُّـوا نَـشُـقُ بَابَا
إلى الأمجـــَادِ كي نَرِث السَّحـَابَـا
بـنـوا قَـومِي تَجَـلّي هِـتَـافُ قلبي
إلى الآفَـاقِ كي يَعـلُـو الصَّـوَابَا
فما زالت جـُمُـوعُ الحَــق تَرجُـوا
لَحَاقَ الرَّكب إلى الأَشــرَافِ ثَابَا
و نــُـورُ مُحَمّدٍ عـِـــزُّ الــبـَرايَــا
وباب من الصدقِ يَمحُو العَذَابَا
و هِجـرَتُهُ هـِي المِـصبَاحُ يَهـدِي
أُفُول الخَيرِ و مَن فَقَدُوا الصَّوَابَا
و يَقضِي عَلى جِـبَـالٍ من سَرَابٍ
تَسُنُ سِهَامَهَا تَـرمِي الـشَّبـَابَـا
تـَشَـرَّبَ في الجُـمُـوعِ خَرِير ذُلٍ
و خَـرَّبَـتِ المَجَامِعُ و الهِضَابَا
رَسُــولَ اللهِ يَا شـِـفـَــاء حَالِي
و نُورُ سَبِيلٍ يَسقِي الصِّحَابَا
أَتَيتُ بِرَوضٍ كي أَشُـــمَ وَردًا
وعِطرُ الخَيرِ من طَرحِ كـِتــَابَا
أُقَلّبُ في الحَنَايَا حُروف عـِــزٍ
تُضَمِّدُ من جِراحِي فيض أَصَابَا
و قـَـد يُنـبِـيـكَ جـُــرحٌ تَرَامَي
من البَحرَينِ و النَّهرَينِ شَـابَـا
و لَولاَ الحــق من نَـبــعٍ يُحَلِّي
مـَـرَارَ الذُّلِ قَد أَرسَى العـَـذَابَا
لَمَاتَ السَّهـم من صُـلـبٍ بَـرَاهُ
زَئِيـرَ الأُسدِ إذ تـَرمِي الصِّعَابَا
أَشُــدُّ عَلَى ثَـبـَاتِ الطِّفـلِ يَأوِي
فُؤَادَ الكَهلِ و قد رَضِعَ الخِطَابَا
و تَظمَأُ للرَّوضَاتِ اليَومَ رُوحِي
لِيُروَي القَلب من شَهـدٍ رِضَابَا
صَبَاحَ الحـَـقِّ يَا مـَـأوَى آمَالِي
و مُسعِـدُنَا إذ نَنتَظِــرُ الجَـوَابَا
فَقَد تأكَّدَ للجَـوادِ صَـدُوقَ قـَولٍ
هَدَاهُ رَسُولَ اللهَ والكُفرُ غـَابـَا
و لَو تَـرَاهُ إذ تَحَلَّى من سُــوَارٍ
لِكِسرَى بَعـدَ مَا أَلقَمَهُ الـتُّـرَابَا
تـَعـَــــالَى الله مـن ربٍ تـَجَـلَّـي
وأعطَى كَوثَرَه لمُحَمـدٍ ثـَوَابـَا
و سـَـادَ الكَونَ من شُكرٍ تَوَالَى
وألبسَ الفَيَافِي من فَخرٍ ثِيَابـا
فَلا عـِـــزَّ لأُمَّتِنَا بـِغَـيــرِ عَـودٍ
إلى الإصبَاحِ من نَهـجٍ رِكَابَـا
فَيَا طِيبَ من حَمَلُوا الـثــُّـرَيـَـا
بِكَفِّ القّلبِ و احتَمَلُوا الحِرَابَا
بِجَوفِ اللَّيلِ فُـرسـَـانُ سُجُـودٌ
إذا دعتهم شَرَائِعُ إِسلامٍ أَجَابَا
محمد طه عبد الفتاح
مصر / دمياط
الثلاثاء 11 سبتمبر 2018