كَـــــــــــــــــــــــفــــــــــــــــى
كفى فَهذا الأَسى قدْ صارَ يَكْفينا***وكَيْــــفَ تَقْبلُ بَيْعَ العِرْضِ أَيْديــنا؟
إنَّ الحقائِقَ في الآفاقِ قدْ ظَهرَتْ***والبُؤْسُ أَصْبَحَ بِالأَوْجاعِ يَـــسْقينا
صِرْنا ضِعافاً وَلمْ نَشْعُرْ بِنَكْسَتِنا***كَاَنَّ الجَهْلَ قدْ أَعْــــــــــــمى مَآقينا
نُمْسي وَنُصْبِحُ والأَوْجاعُ تَنْهَشّنا***وَلَيْـــسَ يوجَدُ منْ بالعَدْلِ يَحْـــمينا
تَغَلْغَلَ الجُبْنُ في أَهْلي فقَهْقَرَهُمْ***وَمِنْ تَمَلُّقِـــــــــــهِمْ زادتْ مآســـــــينا
////
يا عارِفاً دَهْرَهُ يَكْفيكَ ما يَقَعُ***منَ الجــــــرائِمِ فالإِرْهابُ يتَّـــــــــــسِعُ
دارَ الزَّمانُ علينا واسْتَبدَّ بِنا***حُبُّ الحياةِ وَحُبُّ المالِ والطَّـــــــــــــمَعُ
يَكادُ يُقْرَأُ ما يَجْتاحُ أُمَّــــتنا***وَكُلُّنا صوْبَ ســــــــــوءِ الحالِ نَــــــنْدَفِعُ
نَجْري وَنَلْهَثُ والأَيَّامُ مُسْرِعَةٌ***وَلَيْسَ يَقْنعُ مَنْ أَوْدى بِهِ الجَـــــــــــشَعُ
وأنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ النَّاسَ في وَطَني***نامَتْ عَزائِمُهُمْ مِنْ بَعْدِما وَقَـــــــــــعوا
////
يا وارِداً سوءَ عَيْشٍ جاوَزَ الكَدَرا***إذْ صارَ كَالنَّتْنِ إِنْ أَخْفَـــــــيْتَهُ ظَهَرا
لا يَرْتَقي اليَوْمَ إلاَّ عاقِلٌ فَطِنٌ***ولا يَنالُ العُــــــــلى إلاَّ مَنِ ابْتَـــــــــــكَرا
وَإنْ سَقى الغَيْثُ أَرْضاً مِنْ مَواطِرِهِ***مَنْ شاءَ فالْيَجْنِ مِنْ خَيْراتِها الثَّمَرا
مَنْ حَرَّرَ العَقْلَ بالتَّفْكيرِ دامَ لَهُ***صَفْواً وأَبْقـــــــــــى مِنْ نَفْــــــــعِهِ الأَثَرا
لا يَنْهَضُ العَقْلُ إلاَّ بعْدَ صَحْوَتِهِ***كَالغيْثِ إنْ صَبَّ أَحْيا النَّجْمَ والشَّــجَرا
////
ساءَتْ بِأُمَّتِنا الأَخْلاقُ والقِيَمُ***واجْـــــتاحَ مَــغْرِبَنا الإِمْـــــــــلاقُ وَالأَلَمُ
وَقدْ رأَيْتُ ضِعافَ النَّاسِ في وَطَني***مِنْهُمْ صَقيعُ الجـــــوعِ يَنْتَـــــــــــقِمُ
تَبْكي الصَّويرَةُ ما عانَتْ وَحَقَّ لها***أنْ تُدْرِفَ الدَّمْعَ والمَأْساةُ تَحْـــــــتَدِمُ
عَمَّ البَوادِيَ فَـــقْــترٌ فاسْتَبَـتـدَّ بِها***لَوْلا التَّسَلُّـطُ ثـــارَ النَّاسُ كُـلُّـهُـــــــــمُ
لا يَخْـتَـفي الفَقْرُ إلاَّ بِاسْـتِـقامًـتِـنا***بِذاكَ أَخْبَرَنا القِـرْطـاسُ والقــــــــــلَـــمُ
////
ماذا سنَفْـعَــلُ والأَقــوامُ جُـــهَّـــالُ***كَأَنَّما البُـــــــــؤْسُ بِالظَّـلْـماءِ هَــطَّــالُ
عادَ الفَـــــسادُ بِنا خَـلْـفاً فَأَغْرَقَـنا***تَحْتَ الكَسادِ وَسوءُ الحالِ أَشْـــــــــكالُ
وَراعَنا مِنْهُ رِجْسٌ طالَ مَغْرِبَنا***وَاجْــتاحَنا في غِــيابِ العَـدْلِ إِهْــــــمالُ
وَكَيْـفَ أَسْـتُـرُ سوءَ الحالِ في وَطني***والنَّهْبُ طاغٍ وَسوْطُ القَمْعِ صَوَّالُ؟
إنَّ الشُّـعوبَ إذا ما الحُكْمُ أَفْسَدَها***طَغى اللُّصوصُ بِها والجَــــــهْلُ وَالمالُ
////
دَعْني أُفَكِّرُ في سوريا وَفي اليّمنِِ***وَكَيْفَ أَصْبَحَ حالُ النَّاسِ في زَمَنــــي؟
تَجاهَلَ العَرَبُ الأَرْحامَ فَانْحَرَفوا***مِنْ بَعْدِما غَــــــــرِقوا في الوَيْلِ والمِحَنِ
وَأَصْبَحوا أُمَماً تَحْيا بِلا نَسَبٍ***والوَضْعُ يَعْكِسُ حَجْمَ العَجْزِ في وَطَنــــــي
أَلَمْ تَرَ العَرَبَ الجُهَّالَ ما ارْتَكَبوا***مِنَ الجرائِمِ باسْمِ الدّين في الفِـــــــــــــتَنِ؟
يُريكَ مَنْظَرُهُمْ أَسْرارَ مَخْبَرِهِمْ***وَالعَجْزُ يُظْهِرُ ما بِالــقـــوْمِ مِنْ وَهَـــــــنِ
محمد الدبلي الفاطمي