هجران
هَجَرَ الغَبوقَ أحبَّتي وصَبوحي
فقضَيتُ من حزني على مذبوحي
قطعَ الوتينَ بهجرهِ ورمى الهوى
فبكت على تلك السنين جروحي
أيامُ أُنسٍ لم تَزَل في خاطري
ولسوف يبقى ذِكرُها بقُروحي
ما كان عدلًا أن يُجمِّدَ طَرفَهُ
ويَسيلَ دمعي كالدّمِ المسفوحِ
وهو الذي كتبَ المودةَ بيننا
ما بالُها قد أُغلِقَت بشروحي
ولقد هداني للهوى بودادهِ
واليوم هَدَّ بوأدهِ المفضوحِ
الحبُّ كان مُحلّلًا في شرعهِ
والآن صار البَينُ في المسموحِ
لازال يأخذُني عجيبُ فِعالهِ
يهوى الجمودَ بقدرِ نارِ جموحي
وإذا أتيتُ إلى لطيفِ جِوارهِ
سارَ اللطيفُ و جيرتي بنُزوحِ
ورأيتَ زهرًا في غصونِ شُموخهِ
والشّوقُ أشعلَ شوكَه بسُفوحي
بَرَدَ الذي في وجههِ سكنَ الهنا
و تفرّقَت قسَماتُهُ بِصُروحي
لم يُغنِ مني ما بذلتُ لصَونهِ
رَدَّ التّكبرُ صَبوتي وجُنوحي
قد سَوَّدَ الهجرُ القبيحُ محابري
وجرى على حَرفي وبِيضِ طُموحي
لو أنّ حُبّي في طوافِ قدومهِ
لوجدتَه في النّحرِ يذبحُ روحي
مصطفى محمد كردي