(نظرات في الحياة)
حُطامُ الدارِ أولى بابتذالِ...حسامُ الموتِ أعدلُ في المآلِ
فلم يتركْ غنياً ذا قصورٍ...ولم يرحمْ فقيراً ذا عيالِ
ولم أكُ دونَ أقوامٍ يراها...بنو الدنيا ملوكاً أهلَ مالِ
ولكنْ حكمةُ اللهِ تجلَّتْ...فقسَّمَ كلَّ شيءٍ باعتدالِ
ولم يظلمْ إلهُ الناسِ أيَّاً....من الأنام ربِّي ذو كمالِ
ولو كانتْ حظوظُ الدارِ تجري....على الأحياءِ بالعقلِ المثالِ
لأفلسَ بعضُ أقوامٍ وصاروا... قليلي العيشِ من دونِ نوالِ
فكم من جاهلٍ قد نالَ حظَّاً...وفيراً في الثراءِ بلانضالِ
لهُ قصرٌ مُنيفٌ في السماءِ...ومركبُهُ كبرقٍ في الخيالِ
يتيهُ على الورى بالمالِ كِبراً... ويمشي بينَهم مَشْيَ اختيالِ
وكم من عالمٍ آتاهُ ربِّي.... كنوزَ الفهمِ مِصباحَ الليالي
يُصيءُ الكونَ ينشُرُ للعلومِ.... بلا مالٍ ومُلصَقُ بالرمالِ
فسُبحانَ المُهيمنِ في عُلاهُ....لهُ حَقُّ الثنا والحمدُ تالِ
وماليَ لستُ أشكُرُهُ وعمري...تقَضَّى والحياةُ إلى زوالِ
ثلاثٌ معْ ثلاثينَ تولَّتْ.... كعمرِ شبابِ جناتِ العواليِ
ولم يُبقِ لنا ذا الموتُ حُرَّاً....كريمَ النفسِ من أهلِ الخوالي
فياسُحُبَاً هَمَتْ بالغيثِ جودي...على قومي بخيرٍ في التوالي
سقاكِ اللهُ أرضَ العزِّ غيثاً....تطيبُ بهِ الحياةُ إلى الزوالِ
مدحت عبدالعليم الجابوصي