... " لن أعذرك ..."
لن أعذرك ْ
لو رحلت عني ولن أخبرك ْ
أن قلبي غير راض بالخطى
وقدمي لن تقتفي أثرك ْ
أيها العابر فوق صحراء الهوى
كل أشباح الرحيل تحتقرك ْ
تسكن في عينيك ْ
تتراقص بين يديك ْ
تتغلغل في جنبيك ْ
وأنت تلملم أثقل الخطوات ْ
لطريق من أصعب الطرقات ْ
وفي دروب عمياء لا تبصرك ْ
ارحل كما شئت
وحيثما شئت
وكما أحببت فلن أؤخرك ْ
أعرف أنك تلفظ أبرد الأنفاس ْ
وأنه تركب فيك أجمد راس ْ
وأشعر ويحس بك الإحساس ْ
من شهيق حرفي آخذه
وأزفره بصوت لن يعذرك ْ
ارحل وقبل أن تغادرني
وقبل أن أغادرك ْ
أملأ مسافات الهوى بماء الأسى
كلما يمطرني لأمطرك ْ
ويبقى عليه صباحي والمسا
بانحناء ظهر ينتظرك ْ
لن أعذرك ْ
في رحيل تركت به أحداقي
على أكتاف حنيني وأشواقي
وفي أحضان أوجاعي
ما طاف الخيال لتذكرك ْ
فارحل وارحل كما تحب ْ
وإن أخطأت ولم تصب ْ
فأنا للرحيل لم أئب ْ
ولم أستعد أيها المحب ْ
ولا قصدت أهجرك ْ
وفي اختيارك لن أعذرك ْ
لكنني لما أراه
وما أعاني لظاه
يامن رحلت حقيقة سأشكرك ْ .
بقلمي أنور محمود السنيني