الحي الميِّت _____البحر : البسيط
قد ماتَ قلبٌ لحيٍ ما قضى وطراٌ ___ كالقبرِ يمشي وأيَّامٌ تُعَانِدُهُ
هذي جوارحُهُ في غُربةٍ شَرِِقت ___ طعمُ المواتِ بلا شكٍّ يُطارِدُهُ
شيطانُهُ ضاقَ من صبرٍ يُعاودُهُ ___ ما كانَ من قدرٍأضحى يُجالِدُهُ
إنَّ استعاذَتَهُ تقضي على صَلَفٍ ___ مِن كُلِّ شرٍّ بغى ، حِلمٌ يُسانِدُهُ
ضاقت عليهِ ثيابُ العزِّفي زمنٍ ___ ذاكَ العشيرُ كباقي الخلقِ قاصِدُهُ
لا بُدَّ مِن سَفَرٍ يقضي حوائِجَهم ___ فالرزقُ يُطلَبُ لم تُعدَمْ فَرائدُهُ
هلاَّ بَقيتَ ورزقُ اللَّهِ مِن قَدَرٍ ___ لن تَجلبَ الرِّزقَ من ربٍّ يُباعِدُهُ
يمشي بليلٍ فعاداتٌ لهُ حَكَمَت___ لم يدر ما قد جنت ليلاً شدائِدُهُ
تحبوإليهِ وفي عينِ الهوى حَزَنٌ ___ شريكةُ العُمر ما زالت تعاودُهُ
ما كانَ يَقصِدُ إيذاءً ولا خطرت ___ في بالِهِ فُرقَةٌ ... والهمُ قائدُهُ
في هدأتِ اللَّيلِ أحلامٌ إذاعرضت___ في الصُّبحِ تُنسى ووهمٌ قد يساعِدُهُ
هل من قريبٍ يداوي جرحَ مُحتشِدٍ___تلكَ الجريمةُ،مَنْ تحرقْ مواجِدُهُ؟!
لم تُبقِ ما حمَلَ النَّاجي لمُحترقٍ ___ألاَّ قليلَ جوىً هل ضلَّ طارِدُهُ؟!
لا عاشَ حيٌّ بُعيدَ الخِلِّ يقتُلُهُُ ___ تلكَ المهانةُ ظمآى إذ تطارِدُهُ
يحيا الجحيمَ بلا شوقٍ يُقرِّبُهُ ___للموتِ في زحمةِ الأحداثِ صائدُهُ
والموتُ أهونُ شيءٍ باتَ يطلُبُهُ___لكنَّهُ ... بقضاءِ الله ... شاهِدُهُ
من توبةٍ لإلهِ الكونِ قد صدَقَت ___ يحيا كميتٍ ، وهذا ما يراودُهُ
للنَّفسِ حاجاتُها والعَمرُ من شظفٍ___ لا يقتني الماءَ إذ جفَّت موارِدُهُ
في السِّجنِ آخِرُ أيَّامٍ ستنقُلُهُ ___ إلى المُهيمِنِ إذ تُحصى مكائدُهُ
صلُّواعلى أحمدَ الهادي وصحبتِهِ___ في كُلِّ قاصيةٍ تعلو محامدُهُ
صلُوا بأعدادِ من عاشواومن رحلوا___وادعوا برحمةِ من تحنوجلامدُهُ
الجمعة 25 شعبان 1439 ه
11 مايو 2018 م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام