سَلْ قَلْبُها
حَتّى تَرَى
أنّي سَبقتُكَ نحْوَها
مِنْ ألْفِ عَامْ
فلقَدْ صَنَعْتُ أرِيكَتي
وَوِسادَتي بَيْن الضُلوعْ
وبَنيْتُ قَصْراً مَرْمَرياً
أعْلىَ شُجَيْراتِ الصنُوْبرِ
كالطِفلُ يَحْتَضِنُ الفُروعْ
سَلْ قَلبُها
حتّى تَرانِي سابحٌ
فِي بَحْرِ أوْرِدِةِ المشاعِرِِ
سَامِرًٌ ومُسَافرًٌ نَحْوَ الرُجوعْ
أُلْقي بِأجْنِحةِ الغَرامِ فأرْتَقِي
كالْطَيرُ لا أخْشى الوُقوعْ
سَلْ قَلبُهَا
عَنْ ذَلِكَ الحَجَريْ
فَوْقَ جَوادِهِ مُتَأهِباً خَلْفَ الدُروعْ
كَالصَخْرَةِ الجَلْمودْ
يَبْقَى صَامِداً ومُراقِباً
ًتِلْكَ الغَنوجُ منَ الطُفولةِ لِلْيُفوعْ
حتّي تَرانِي شَاعرٌ
أُنْدِي مَسَامِعُها التيِّ
صاغتْ وأَدْمَنَتْ الخُضُوعْ
سلْ قَلْبُها
حَتّىَ تُقِرُ بِأنَّها كَفَراشَةٌ
رَاحَتْ تَطُوفُ
فَتَسْتَقي شَهْدُ الرَبيعْ
تَنْهَلْ فتشْتاقُ المَزيدُ لِتَرْتَوي
حتّى تجُوعْ
كَيَمامَةٌ بَيْنَ النُهودِ مَبِيتُها
بَعْدَ الطَوافِ عَلّى الرُبوعْ
رَاحَتْ تَشُقُ الريحَ تَسْبَحُ
فِي فَضَاءاتِ المَدَى
تَسْتَقْبلُ الفَجْرُ الطَلُوعْ
سَلْ قَلْبُها حتّى تَرَى
طَرْفِي المُسَدّدُ نَحَوها
يَتَحَسَسُ الحُسْنَ البَدِيعْ
حسن الأقصري