نثر
*مسافر*
مسافر في طريق الغياب
بلا طريق
حرائق في نفسه تشتعل
وصراع وأوجاع
وبقايا أماني وحلم سلام
وشيء قليل من بريق
مسافر يصاحب الخذلان
من جيرة وأهل وصديق
مسافر يحدوه أمل
لكنه مسموم ومسكون بالسراب
لا تذكروه ولا تذكروا مأساته
يكفيه حنين الذكريات
وعذاب الاغتراب
مسافر والبوم ينعق حوله
والغربان تحوم وتقترب
تلامس الحنين وتسكن الأحداق
تمسك بتلابيب المسير
وتأبى عليه الرجوع
مسافر بلا شعر
ولا مشاعر
ولا أغاني
يعاني وحيدا بلا رفيق
يصرخ يا شباب يا كهول
يا جبال يا وديان يا سهول
ألم أكن بينكم قمرا منيرا ؟!
ألم أكن شمسا ترفض الأفول ؟!!
ألم أكن سحابا ماطرا ؟
قبسا كنبض الرسول ؟!
أصول في الحق فارسا؟!
ألم أكن غيثا هطولا
يجيبه الصدى والطريق
يا صديق أنصت لصوت الريح
واسمع ما تقول
منذ متى للرسول
في قومه كرامة ؟!
أو للشاعر في وطنه بريق
استمر في العطاء
وكن للجروح دواء
فالوطن يعاني الجراح
العدو متربص بليل
والطريق مليء بالفخاخ
كن كزهراء اليمامة
واصرخ: العدو العدو
ربما ياتيك ابن الوليد
على فرس
أو يلبي صلاح النداء
طبب الجراح بتؤدة
وانتظر حطين
روض الحنين
ونادي يا قطز
ربما تجيبك نطفة
في رحم طهور
فتعلن النفير
وتهجر القصور
وتقسم على الأيام أن تدور
تعانق النسور والصقور
تغازل الفجر الوليد
لتبعث الصباح من جديد
ناصر توفيق
القاهرة في 17/4/2018