(جمالُ الهجين)

ياصاحِبِي ذاتُ العيونِ السودِ ...الجيدُ منها يالهُ من جيدِ

حوراءُ قد ملكتْ زِمامَ الحُسنِ لنْ...تلقَى لها في الأرضِ أيَّ نديدِ

  أكْرمْ بصاحبةِ الجمالِ فوصفُنا....مهما يسرْ لا ينتهي للخودِ 

للهِ درُّكِ إن بدوتِ لم أزلْ....كالبلبلِ النشوانِ في تغريدي 

ما إن ْ ترى عينايَ لابسَ حُمْرَةٍ..... إلا ورفرفَ قلبُنَا بسعودِ 

إن خابَ ظنِّي لم أزلْ مُتأففاً..... إذ أخطأتْ عينايَ للمقصودِ

وبدتْ كأنَّ الشمسَ وسْطَ جبِينِها..سطعتْ وعمَّ ضياؤها بوجودِ 

  والشمسُ في وقتِ الغروبِ كليلةٌ.حمراءُ تبدو مثلَ وردِ خدودِ

ربَّاهُ غفراً قد مضى وقتُ الصَبَا..والقلبُ يهوى مليحةً في الغيدِ

جاوزتُ من عمري ثلاثاً قبلَهَا....مرَّتْ ثلاثونَ الفتى الصنديدِ

أكحيلةَ العينينِ لا تشتطِّي في. لومِ الفتى عودي بلطفٍ عودي

أمُليمَتى والشوقُ قد جازَ المدى....رفقاً فقد بالغتِ في تفنيدي

ما كنتُ مُختاراً هواكِ وإنَّما....أمَرَ الفؤادُ بذي الهوى وقيودي 

أمسيتُ رِقَّاً للهوى والحسنِ ما ....كنتُ امرأً كالصخرةِ الجلمودِ

لو تعلمُ الحسناءُ ما بالقلبِ منْ...كلفٍ ووجدٍ أنفذتْ لوعودِي

لم أُخفِ حُبَّكِ في الورى إنِّي امرؤٌ.مُبدي الهوى جودي علينا جودي

فلقد أتيتُ إلى الهجينِ بُعيدَما....أمضيتُ عاماً في رمالِ البيدِ

والآن حانَ العودُ بعدَ النأيِ عنْ....أهلي وأوطاني   وطولِ صدودي

قد حنَّ قلبي للبلادِ وأرضِها......ومحلَّةِ الآباءِ ثمَّ جدودي

لكنَّهُ قلبي هوى التجوالَ في ال...بلدانِ والتغييرِ والتجديدِ

أنا في سبيلِ المجدِ ماضٍ في الدنا.....حتى أُحققَ غايةَ المقصودِ

من رحلةٍ إلى رحلةٍ ذي عادتي.....أهوى التنقُّلَ دونَ أيِّ قعودِ

لم أرضَ مُكثاً في البلادِ وإنَّما....أهوى الطوافَ لألقينْ موعودي 

فالدارُ فانيةٌ وخيرٌ للفتى.....أن يجرينْ كالماءِ في الأخدودِ

لايقعدنْ مثلَ الأسيرِ بدارِهِ....كم من أسيرٍ ماتَ غيرَ ودودِ

إياكَ من ودِّ اللئامِ فإنَّهُ....لاشكَّ منهيٌّ بغيرِ سعودِ

إنْ فاتني حسدُ الحسودِ بذي الدنا....فلقد حُسدتُ لمنطقي وقصيدي 

إنْ كانت الجهلاءُ تنسى مناقبي....لم ينْسَها عصري وكلُّ عقودي 

فلقد أُوتيتُ من البيانِ لوامعاً....غراءَ ذاتَ محاسنٍ وخلودِ

وأتى القريضُ كما أردتُ ولم يكنْ.....مُستعصياً فنشرتُ كلَّ جيدِ

وعزيمتي كالسيفِ عندَ بريقِهِ ِ....وقت َالوغى كاللؤلؤِ المنضودِ 

ياحبَّذا عيشُ الرعاةِ فإنَّهُ.....عيشُ الأميرِ الحرِّ دونَ حسودِ

لا درَّ درُّ القاعدينَ بدارِهِم.....دونَ التحرُّكِ أجلَ نيلِ حميدِ

أهلِ الزراعةِ والصناعةِ والأُلى.....في مشغلٍ أو مبيعٍ كعبيدِ

ما فارقوها أجلَ مجدٍ تالدٍ....للهِ درُّ الواصلِ المحمودِ

ولقدْ رأيتُ العاملينَ فثُلَّةٌ....محمودةُ الأخلاقِ والتجويدِ 

ورأيتُ أُخرى لم تُراعِ ربَّها....في صنعِها وتريدُ أخذَ مزيدِ 

أمَّا التجارةُ كم بها غش َّالورى .. ..  أينَ الأُلى قد فازوا بالتمجيدِ

قد قلَّ أنْ تلقى أميناً صادقاً....فالسوقُ تاجرُهُ مريدُ نقودِ

المالُ مطلبُهُ فلم يرَ غيرَهُ....قد باعَ للأخلاقِ بيعَ كسودِ 

المالُ أعمى للنفوسِ وردَّها..... إلى أسفلِ الأخلاقِ دونَ قيودِ 

جُلُّ الخلائق إنْ أصابَ بها الغنى....يطغى وينسى عهدَ كلِّ ودودِ 

والمالُ مُطغٍ للفتى إلا  الأُلى....حرصوا على الصلواتِ والتوحيدِ 

والصدقُ أزكى بضاعةٍ وتجارةٍ....أصلُ المكارمِ كلِّها والجودِ 

والصادقونَ بذي الزمانِ تعدُّهم....بأصابعِ الأيدِ كعدِّ نقودِ 

والصدقُ مسلكُ كلِّ صاحبِ سنَّةٍ... وإلا فكُ يجري في دماءِ حسودِ

والافكُ جذرُ الشرِّ في الإنسانِ لا....تكذبْ فذا طبعٌ لكلِّ بعيدِ 

لاتُخلفنْ للوعدِ أيَّةَ مرَّةٍ....كم صانعٍ وُسِمَ بخلفِ وعودِ 

والعفوُ من خلقِ الكرامِ فمن عفا.....فهو الكريمُ وصاحبُ التأييدِ 

والحبّْ في ذاتِ الإلهِ ودينِهِ.....يهدي الفؤادَ لراحةٍ وسعودِ 

والمرءُ ينعمُ بالحياةِ إذا أتى  ....وقتَ السحورِ بركعةٍ وسجودِ 

والصدرُ منشرحٌ بإنفاقِ الفتى...أكرمْ بهِم أهلِ السخا والجودِ 

الشاعر مدحت عبدالعليم الجابوصي

المصدر: آسيا محمد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 37 مشاهدة
نشرت فى 16 إبريل 2018 بواسطة nasamat7elfouad

عدد زيارات الموقع

97,986