authentication required

( و انشدها معاتبا زمانه )

 

لا تسـمـعـيـنـى إن شــدوتـــك شـاكــيــا

ضحـكَ الـزمـانُ و عــدتُ بـعـدك باكـيـا

قـــد كـنــتُ عـنــدك و الـهـمـومُ بـعـيـدةٌ

و الـيـوم وحـــدى و الـهـمـومُ حـوالـيـا

لــم يـبـق لــى قـلـبٌ يـحـبُ و يـرعـوى

و يـعــودُ يـعـشـقُ ثـــم يـخِـفــقُ ثـانـيــا

لـــم يـــأتِ قـلـبـى صـــادحٌ أو طــــاربٌ

إلا غـــــرابُ الـبــيــنِ يــأتـــى نـاعــيــا

يـــا فـرحــةً لاحـــتْ ولازمـــتَ الـفـتــى

طـــارت هـنـالــك و الــمــلازمُ مـاشـيــا

أكـــلَ الـجــرادُ قـصـائــدى و حـقـائـبـى

و مـلاعـبـى و اخـــذتُ أنـظــرُ راضـيــا

و نـويــتُ لـــو عـــادَ الـربـيــعَ قـتـلـتُـه

فمـضـى الربـيـعُ و مــا قتـلـتُ جـراديــا

و نـجـوتُ فــى لـيـلِ الـشـتـاءِ بمقـلـتـى

و الـدمـعُ أغــرقَ حـيـنَ أغــرقَ ناجـيـا

حــتــى الـخـريــفُ فــاِنــه لــــم يـنـثــنِ

أبــداً يـزيــدُ مـــع الـشـجـونِ شجـونـيـا

و الصيفُ مـا عهـدَ الفـؤادُ مـن الأسـى

واحــــرّ قـلـبــى حــيــنَ أجــــجَ نــاريــا

وودت لــو تمـحـو الـفـصـولُ ظنـونَـهـا

فـتـبـدلـت و إذا الـظـنــونُ كــمــا هــيــا

و إذا الصـبـاح كـمــا الـصـبـاح مغـيـبـا

و إذا المـسـاء عـلـى المـسـاءِ مـرابـيـا

و إذا الـزمــانُ هـــو الـزمــانُ عـرفـتـه

حـلــمــاً بــعــيــداً أو مــــــراداً نــائــيــا

فـدفـنـتُ مـــا عـــاشَ الــفــؤادُ لأجــلــه

مـاعـدتُ أرغــبُ غـيـرَ دمـعــى سـالـيـا

عـمـراً لــذاتِ الـهـجـرِ أتـعـبـت الـفـتـى

و تـلـحـفـتْ قــبــل الـلــحــافِ قـوافــيــا

و مــضــتْ تسـائـلـنـى بـقـايــا قــصـــةٍ

و قـصــائــداً و لـواعــجــاً و أغــانــيــا

و مضـيـتُ أسـألـهـا شـــرود رواحـلــى

و الوعـدُ و الشجـنُ المباغـتُ مــا بــىّ

و حــديــثُ غـربـتـنـا أخــــذتُ ألــوكـــه

و النفـسُ أخـفـتْ حـيـنَ أخـفـتْ خافـيـا

أضحكـتُ نفسـى حـيـن رحــتُ ألومُـهـا

قـالـت : جنـونـك بــات عـنــدك شـافـيـا

ضيعتنى و أضعـتَ عمـرك فـى الجـوى

و خرجـتَ وحــدك مــن زمـانـك خالـيـا

يـا عــادلُ الشـعـرِ الحـزيـنِ الــى مـتـى

و الــى مـتــى هـــذا المـغـنـى وانـيــا !

أنـعـلـت شِـعــرَك لـلـزمـانِ مـشــى بـــه

و غـــدا سـعـيـداً حـيــن فـاتــكَ حـافـيــا

آهٍ أيــــــا نــفــســى كــفــانــى لـــومـــةً

هل صرتُ عندك – لو عدلتِ – الجانيا

لا أنــــتِ صـاحـبـتـى فـأتـبــعُ أمــرهـــا

كــلا و لا فـــى الـقـلـبِ أنـــتِ النـاهـيـه

مــا كــان ضــرك لـــو تـركــتِ مقـطـعـاً

اودتْ بـــه كـــلُّ الـخـطــوبِ الـجـاريــه

وطــــنٌ يـضـيــعُ و أمّـــــةٌ مـهــزومــةٌ

و الكـلُّ يقنـعُ بالخـنـوعِ و ( مــا لــىّ )

و الخزىُ أضـرجَ فـى الوجـوهِ دماءهـا

و الـمــوتُ أصــبــحَ لـلـرجــالِ أمـانـيــا

و الفـقـرُ عـربــدَ فـــى الـبـيـوتِ بـعــزِّهِ

و الـخــلُّ أغـــدرُ مـــا رأيـــتُ مـداجـيـا

و الحسـنُ فـى عـرفِ الجميلـةِ عريـهـا

يـــا حُــســنَ هــنــدٍ لا أحــبــك عــاريــا

أرنــــو الـــــى قــمـــرٍ بـعــيــدٍ نـــــوره

صـاحـبـتُــه أمـــــلاً جــديـــداً صــافــيــا

لــكــنّــه فـــعــــلُ الـطـبـيــعــةِ كــلــهـــا

ولّـــى و أظـلــمَ فـــى الـرحـيـلِ لـيـالـيـا

قَــدَرٌ يـجـىءُ و قـــد حـمـلـتُ حَمَـالـتـى

مــا كــانَ يـومـاً عــن شـقـائـى غـافـيـا

اِنـى امـرؤ يـأتـى الـزمـانَ و قــد هــرِم

و زمـانــه يــأتــى الــــورى متـصـابـيـا

لــــو أحــســنَ اللهُ الـرحـيــمُ نـهـايـتــى

كـــان الـعــذابُ و مـــا لـقـيـتُ تـسـالـيـا

 

عادل عبد القادر - القاهرة

المصدر: آسيا محمد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 35 مشاهدة
نشرت فى 17 أكتوبر 2017 بواسطة nasamat7elfouad

عدد زيارات الموقع

95,986