" ما ضَرَّ قلبكِ "
أنا لَسْتُ منتظرا - وَرَبِّي - رَدِّك ْ
عما تقول لَكِ القصيدة بَعْدِك ْ
إني تركتُ لك الحياة لتهنئي
عَيْشًا وقد قَتَلَ المحبةَ بُعْدِك ْ
عيشي فإني بَعْدَ حبك مَيِّتٌ
وحبال وصلك قد قَطَعْتِ بِصَدِّكْ
مُدِّيْ كما شِئْتِ الصدود حِبَالَهَا
لن تسمعي : ما كان أَطْوَلَ مَدِّكْ !!
لك هذه الدنيا فعيشي ما بقى
من عمرك الميمون وَحْدَكِ وَحْدِك ْ
قد كان في قلبي صُبَابَةُ مِنْ هَوَى
أَفْرَغْتِهِ لَمَّا ٱخْتَلَفْتِ بِوَعْدِكْ
ما ضَرَّ قلبكِ لو عَدَلْتِ بما اشتكى
قلبي بحبك .. إِذْ سباه قَدِّكْ ؟!!
ما ضَرَّ قلبكِ لو بقيت حبيبة
وهواي يرقص ما تراقص نَهْدِكْ ؟!!
ما ضَرَّ قلبكِ لو جعلت محبتي
تأوي العيون كما عيوني مَهْدِكْ ؟!!
ما ضَرَّ قلبكِ لو صَنَعْتِ من الهوى
عَرْشًا رَصَائِعُهُ هواك وَوُدِّكْ ؟!!
وَجَعَلْتِنِي في الشعر سَيِّدَ قَوْمِهِ
ولديك أحيا في المودة عَبْدِكْ ؟!
أَفَظَاعَةٌ يا جنة الدنيا إذا
ما جئت أشتم العبير لِوَرْدِكْ ؟!!
الوجه منك قد استعار جَمَالَهُ
قَمَرٌ .. وَوَرْدٌ مثله في خَدِّكْ
وأرى النسائم في رقائقها بَدَتْ
مِنْ رِقِّ طَبْعَك أو كساها بَرْدِكْ
أسفي علي أسفي عليك لأنني
أَمَّلْتُ فيك هوى يطول بِوُجُدِكْ
والله لم تعرف حياتي طَعْنَةً
مثل التي طُعِنَتْ بها من عِنْدِكْ
يوم ٱتَّخَذْتِ لنا قرارك بالنوى
وَنَقَضْتِ في أخزى المواقف عَهْدِكْ .
بقلمي أنور محمود السنيني